مفاوضات استراتيجية في ظروف استثنائية تجمع واشنطن وبغداد
آخر تحديث GMT06:49:50
 العرب اليوم -

مفاوضات "استراتيجية" في ظروف "استثنائية" تجمع واشنطن وبغداد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مفاوضات "استراتيجية" في ظروف "استثنائية" تجمع واشنطن وبغداد

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي
بغداد - العرب اليوم

تأتي المفاوضات بين الولايات المتحدة الأميركية والعراق في ظل ظروف أقل ما يمكن أن يقال عنها، إنها ظروف استثنائية، بسبب الانشغال الصحية العالمي بفيروس كورونا، فضلاً عن الظروف المحيطة بتشكيل الحكومة العراقية، والخلافات بين المكونات، التي استغرقت وقتاً ليس بالقليل ليتمكن، أخيراً، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، من سد الشواغر في تشكيلته الوزارية.

كما لا يمكن التغاضي عن الصعوبات أمام فريق التفاوض العراقي التي يقف في مقدمتها، شكوك بعض الأحزاب السياسية الشيعية والفصائل المسلحة من جدوى هذه المفاوضات، فضلاً عن الشروط التي وضعتها للقبول بالنتائج المتوقعة، خاصة والمفاوضات بين الجانبين، التي ستكون خلال يومي (10 و11 يونيو الحالي)، لن تقتصر على الجانب الأمني فقط، بل ستشمل أيضاً العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، كما تشمل المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، المثبتة ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي.

ورغم ذلك، ووفقاً لمراقبين، فإن هذه الجلسات ستكون تحضيرية مرحلية، حيث تسعى واشنطن وبغداد لتحقيق الهدف النهائي المتمثل بمنع انهيار الدولة ومؤسساتها، بسبب ما تتعرض لها من تحديات عدة.

اختبار النوايا

خلال جولة الحوار العراقي الأميركي التمهيدي، التي ستستمر لمدة يومين، سيكون ذلك، بمثابة الخطوة الأولى لاختبار النوايا وتلمس وفتح آفاق الحوار، ويقول الدكتور باسل حسين، الكاتب والباحث السياسي العراقي، إن الولايات المتحدة تتطلع إلى حوار شامل لغرض وضع عتبة تأسيسية للعلاقة الأميركية العراقية مستقبلا ولسنوات مقبلة.

ويضيف أن هذه التوقعات الإيجابية لم تأت من فراغ، بل جاءت بسبب التوجهات الأكثر اعتدالاً لحكومة الكاظمي، والرغبة في استعادة التوازن بعلاقاتها الخارجية، التي تضررت كثيرا في حقبة رئيس الوزراء السابق عادل عبدالمهدي.

ويتفق الدكتور إحسان الشمري، رئيس مركز التفكير السياسي العراقي، مع هذا الرأي ويشبه المفاوضات بين الجانبين، بتصحيح مسار العلاقة ما بين بغداد وواشنطن، من أجل إنعاش هذه العلاقة ومن ثم الذهاب نحو تحفيز اتفاقية الإطار الاستراتيجي، وهو ما يضع مستوى العلاقة بين البلدين على مسار جديد.

ويضيف الدكتور الشمري، أن المفاوضات الحالية تمثل، أيضاً، خطوة للعراق من أجل استعادة مساحة التوازن في علاقاته الخارجية، التي فقدها في عهد حكومة عادل عبد المهدي، وبالتالي تمثل مساحة لبناء شراكة جديدة مع الولايات المتحدة، وهو ما سيكون له آثار إيجابية كبيرة على العراق.

شروط الميليشيات

ويُشير الدكتور باسل حسين، إلى جانب آخر وهو تقييد حرية اتخاذ القرار لدى المفاوض العراقي، حيث سيكون مقيداً بفعل قوة التأثير المتنامي لوكلاء إيران داخل العراق والتهديدات المستمرة، بل ومحاولة فرض شروط خاصة بتلك الميليشيات على طاولة المفاوضات، لعل في مقدمتها التأكيد على الانسحاب الأميركي من العراق.

في حين يؤكد الدكتور إحسان الشمري، أنه ووفقاً للمادة (80) من الدستور، فإن الحكومة العراقية، هي المسؤولة عن رسم السياسات العامة للبلاد، مشدداً على أن الاشتراطات جزء من الضغوط على حكومة الكاظمي، داعياً الحكومة لوضع المصلحة العليا للبلاد فوق أي اعتبار.

تعقيدات ما بعد المفاوضات

ورغم التحديات السابقة، وإدراك رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قلق وحساسية الأحزاب والفصائل المسلحة من أن أي اتفاقية مع الولايات المتحدة، سوف تقيد نفوذ تلك الفصائل، فإن أمام الكاظمي والوفد المفاوض، تحديات أخرى تضاف إلى ما تقدم.

ويقول الدكتور باسل حسين، إن أي معاهدة ينبغي أن تذهب إلى البرلمان العراقي، لغرض المصادقة عليها، وهو أمر يصفه بالمستحيل في ظل برلمان تهمين عليه أطراف قريبة من إيران، ويفسر ذلك بالقول: إن استخدام مصطلح "الحوار"، كان مقصوداً من أجل صياغة الاتفاق عبر تفاهم لا يقتضي المصادقة البرلمانية، لأن الاتفاق لن يصل إلى أن يكون معاهدة.

ووفقاً لمختصين في القانون، فإن أفضت هذه المفاوضات إلى عقد معاهدة بين العراق والولايات المتحدة، فستكون كلمة الفصل للبرلمان العراقي، وذلك طبقاً للمادة (61) من الدستور، والمادة ( 17) من قانون عقد المعاهدات، وبالمقابل يُعول الدكتور إحسان الشمري، على الجانب الآخر (الولايات المتحدة)، ويقول إنها تعمل على تحييد أكبر لإيران وتقييد لحلفائها من خلال إعادة العمل مع بغداد وفق اتفاقية الإطار الاستراتيجي.

كما تضع واشنطن في حساباتها، بناء شراكة مع بغداد تمثل مكسباً؛ لجهة حماية مصالحها بالداخل العراقي، وضمان تواجدها العسكري بوصفه عاملاً مهما في توطيد الاستقرار السياسي والأمني، لاسيما مع وجود التهديدات المتعددة التي تحيط بالعراق.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا : 

الكاظمي يصل الموصل في ذكرى سقوطها بيد "داعش"

الكاظمي يعين رئيس قضاء التحقيق مع صدام حسين مديرا لمكتبه

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفاوضات استراتيجية في ظروف استثنائية تجمع واشنطن وبغداد مفاوضات استراتيجية في ظروف استثنائية تجمع واشنطن وبغداد



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 02:56 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرة في إيلات
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرة في إيلات

GMT 13:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تطلق خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 العرب اليوم - غوغل تطلق خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 17:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تستعد للمزيد من الأمطار بعد الفيضانات المدمرة

GMT 19:42 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف قاعدة جوية جنوب حيفا لأول مرة

GMT 10:46 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوياته خلال عام

GMT 01:16 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق نار على طائرة ركاب أميركية في هايتي

GMT 01:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف أميركي بريطاني يستهدف محافظة الحديدة في اليمن

GMT 02:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 20:41 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تعزز الإجراءات الوقائية لمواجهة إعصار "يينشينغ"

GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

رقم سلبي لـ برشلونة لأول مرة منذ 10 سنوات

GMT 22:34 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مانشستر يونايتد يستعيد مدافعه مالاسيا بعد غياب 18 شهراً

GMT 08:36 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يثير الجدل بما قاله عن فيلم "كيرة والجن"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab