لندن ـ كاتيا حداد
أكد وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون أن روسيا مهددة بأن تصبح "دولة منبوذة" إذا واصلت قصف أهداف مدنية في سورية. وأدان في تصريح له موسكو بسبب غارتها الجوية على قافلة المساعدات الإنسانية في حلب الشهر الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 20 مدنيًا ما أثار غضب المجتمع الدولي.
وقال جونسون بعد حوار دام لثلاث ساعات في مجلس العموم: "إذا استمرت روسيا على نهجها الحالي، فأعتقد أن هذا البلد العظيم سيكون في خطر التحول إلى دولة منبوذة"، كما دعا جماعات الاحتجاج المناهضة للحرب للتظاهر خارج السفارة الروسية وقال "كافة الأدلة المتاحة تشير إلى مسؤولية روسيا عن الأعمال الوحشية".
وردد جونسون ما قاله وزير التنمية الدولية السابق اندرو ميتشل من ادعاءات بأن المقاتلات البريطانية يمكن أن تساعد في فرض منطقة حظر طيران لوقف إراقة دماء المدنيين. وفي هذا الصدد طلب النائب عن حزب المحافظين البريطاني السيد ميتشل المناقشة حول ما أسماه بتكشف الكارثة الإنسانية في حلب، وقال: "ما نقوله واضح جدًا فلا أحد يريد أن يرى تبادلًا لإطلاق النار مع روسيا أو إسقاط طائرة روسية، ولكن ما نقوله هو إن المجتمع الدولي لديه مسؤولية صريحة بشأن الحماية، وهذه الحماية يجب أن تنفذ". وأضاف أيضًا " إذا كان هذا يعني مواجهة القوة الجوية الروسية بشكل دفاعي نيابة عن الأبرياء على الأرض الذين نحاول حمايتهم فسوف نفعل".
وقال ميتشل لإذاعة "بي بي سي 4" في برنامج اليوم: "كنت ستستخدم طائرات حلف شمال الأطلسي بالتأكيد" وذلك لفرض منطقة حظر جوي. كما قارن ميتشل الأفعال الروسية بتلك التي ارتكبها النازيون بقصف "غيرنيكا" أثناء الحرب الأهلية الإسبانية واتهم موسكو بارتكاب جرائم حرب.
وقال: "كانت حلب مدينة يقطنها أكثر من مليوني شخص، ولكن تعدادها الآن أصبح 250 ألف شخص فقط، والقوات الروسية لا تقصف تشكيلات عسكرية بل تقصف المستشفيات، وهذا يعد جريمة حرب بلا شك كما أنهم يقصفون الأبرياء الذين يحتمون في أقبية".
وكان المئات قد قتلوا في هجمات جوية على منطقة تسيطر عليها المعارضة في حلب منذ انهيار آخر هدنة والتي لم تدم طويلًا، وكانت موسكو من أهم الداعمين للرئيس الأسد طوال فترة الصراع في حين أن الغرب الذي ركز هجماته في الدولة الإسلامية اتهم موسكو بملاحقة كل جماعات المعارضة.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة فإن الصراع السوري نتج عنه أزمة إنسانية فقد خلف 250 ألف قتيل وترك 7.6 مليون شخص منازلهم.
أرسل تعليقك