شن مسلحو تنظيم"قسد" الخاضع للجيش الأمريكي، حملة اعتقالات واسعة في عدد من أقسام مخيم الهول للاجئين شرقي سوريا، إثر مقتل أحد مسلحي التنظيم من الجنسية العراقية، وذلك بعد أيام قليلة من مقتل أحد مواطنيه المنخرطين في التنظيم بريف دير الزور، في حين غادر المخيم المئات من السوريين بعد الضغط العشائري.
وأفاد مراسل "سبوتنيك" في محافظة الحسكة بأن ميليشيا "الاسايش"، الذراع الأمني لتنظيم "قسد" الخاضع للجيش الأمريكي، نفذ اليوم الأحد 29 نوفمبر /تشرين، حملة اعتقالات واسعة في عدد من أقسام مخيم الهول للاجئين العراقيين والمهجرين السوريين شرقي محافظة الحسكة، بعد ساعات من مقتل أحدى عناصرها الذي يقطن مع زوجته وابنته ضمن القسم الأول.
وقالت مصادر محلية لمراسل "سبوتنيك" بأن عناصر الميليشيات شنوا حملة اعتقالات بعد ساعات من العثور على أحد عناصرها من الجنسية العراقية مقتولاً داخل خيمة في المخيم بعدد من الطلقات.
وتابعت المصادر أن العنصر المقتول البالغ من العمر (20 عاماً)، عثر عليه مقتولاً بخمس طلقات في رأسه، في خيمة ضمن القسم الرابع من مخيم الهول (قسم إدارة المخيم) صباح يوم أمسالسبت دون معرفة الجاني.
وبينت المصادر أن مجهولون قاموا قبل أيام بقتل نازح سوري يدعى "جمعة الكاسر" وهو من مدينة البوكمال بريف دير الزور المتطوع في صفوف ميليشيات "الاسايش"، وذلك بعد أيام من العثور على المسلح العراقي في صفوف "قسد" المدعو سليمان محمد الحمادي، رئيس ما يسمى "المجلس العراقي للاجئين" الخاضع للجيش الأمريكي وتنظيم "قسد"، مقتولاً أمام خيمته في القطاع الأول بعد إصابته برصاص.
خروج دفعة من النازحين السوريين
وكانت دفعة جديدة من العوائل السورية المهجرة والمحتجزة ضمن مخيم الهول، غادرت عصر يوم الثلاثاء الماضي المخيم، عائدة إلى ريف دير الزور الشرقي، فيما تستمر التحضيرات لإخراج دفعة أخرى إلى مناطق الرقة، وذلك خضوعا لمطالب المظاهرات العشائرية العربية.
وأفاد مراسل "سبوتنيك" في الحسكة نقلاً عن مصادر عشائرية بأن الدفعة شملت خروج 91 عائلة بمجموع أفراد 356 شخصاً، تشكل الدفعة السادسة من النازحين السوريين المحتجزين ضمن مخيم الهول، واللذين خرجوا بعد الضغوطات الشعبية العشائرية المستمرة في شرقي سوريا ضد التواجد الأمريكي وتنظيم "قسد"، والتي تركزت إحدى مطالبها على إطلاق سراح المحتجزين في المخيم من العوائل العربية.
واتخذ التنظيم الموالي من الجيش الأمريكي في 10 تشرين الأول الماضي، قرارًا بالإفراج عن الأسر السورية المحتجزة من مخيم الهول، وفي الـ 28 من الشهر نفسه، تم تسيير أولى تلك الرحلات التي ضمت 32 أسرة، مؤلفة من 117 شخصًا، من أهالي مدينة الرقة وضواحيها، وبذلك بلغ تعداد السوريين الذين خرجوا من المخيم منذ 10 أكتوبر/ تشرين الأول وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، 1566 شخصًا.
وكان 4789 شخصًا خرجوا سابقا بكفالة شيوخ العشائر والقبائل، حيث بدأ تسيير أولى رحلات الخروج من المخيم في شهر حزيران/يونيو من العام الماضي، حيث ضمت 800 شخصًا من نساء وأطفال مدينة الرقة وضواحيها، وتتالت تلك الرحلات حتى وصلت إلى 27 رحلة، خرجت فيها دفعات من المحتجزين في المخيم من أبناء دير الزور والرقة والطبقة.
ويقدّر عدد سكان مخيم الهول بنحو 70 ألفًا شخص، بينهم (8209 أسر عراقية) تضم 30606 شخصًا، و2778 أسرة أجنبية تضم 9544 شخصًا من جنسيات عربية وأوروبية، بينهم نحو 3500 طفل لا يملكون وثائق ولادة، وتتهم الأمم المتحدة ،قوات تنظيم "قسد" المدعوم من الجيش الأمريكي التي تدير أوضاع المخيم، باحتجاز السكان فيه، خاصة العوائل السورية املهجرة أو ما يسمى عوائل المقاتلين الأجانب الذين ترفض بلدانهم استردادهم، وتصف الأوضاع الإنسانية داخله بـ"المروعة".
وأُسس مخيم الهول في الأصل من قبل الحكومة السورية لاستقبال اللاجئين العراقيين بعد حرب الخليج عام 1991، وأعيد تفعيله مرة أخرى إبان الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وفي خريف عام 2015 م أعيد افتتاح المخيم مجددًا لاستقبال الأسر السورية الهاربة من المعارك في مناطق سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، إلى جانب العراقيين الفارين من معارك الموصل.
وبعد السيطرة على بلدة الباغوز، أبرز معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي شرقي دير الزور، في آذار/مارس 2019م وتسليم الآلاف من أفراد أسر "داعش "من السوريين والعراقيين والأجانب أنفسهم، تم نقلهم إلى مخيم الهول وتم وضعهم في فيّز "قواطع" خاصة لمنع اختلاطهم بالنازحين السوريين واللاجئين العراقيين.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ارتفاع عدد قتلي القصف الروسي لمعسكر موالين لتركيا فى إدلب إلى 78 شخصا
السلطات التركية توقف 4 أشخاص ينتمون لـ"داعش"
أرسل تعليقك