غزة ـ محمد حبيب
كشفت وسائل إعلام عبرية، السبت، أن صاروخًا أطلق من قطاع غزة، سقط في منطقة مفتوحة في المجلس الإقليمي ساحل عسقلان، في محيط قطاع غزة، من دون أن يخلف إصابات أو أضرار. ودوت صفارات الإنذار صباح السبت، في منطقة المجلس الإقليمي ساحل عسقلان "حوف أشكلون" وعدد من المستوطنات في محيط قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية في غزة، إن ثلاثة صواريخ أطلقت من جنوب القطاع، في اتجاه البلدات الإسرائيلية سقط اثنان منهم داخل حدود القطاع، واخر في ساحل عسقلان. وتحدثت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، السبت، عن تزايد وتيرة إطلاق القذائف من غزة، وقالت إن إسرائيل باتت ترد بقوة على كل قذيفة، مما قد يؤدي لنفاد صبر حركة (حماس)، وربما اندلاع حرب جديدة.
وأوضح المراسل العسكري للصحيفة أليئور ليفي، أن هناك جملة أسباب تدفع إلى زيادة التوتر في قطاع غزة، وارتفاع وتيرة إطلاق القذائف الصاروخية في اتجاه إسرائيل، محصيًا عشر قذائف سقطت من غزة وسيناء باتجاه إسرائيل منذ بداية فبراير/شباط الماضي، وهو ارتفاع ملحوظ في الأشهر الماضية، مما استجلب رد فعل عسكريًا إسرائيليًا قويًا ضد أهداف في غزة تابعة لحركة حماس.
وزعم ليفي أن المعلومات الأمنية التي بحوزة الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن معظم الخلايا التي تطلق القذائف الصاروخية من غزة وسيناء باتجاه إسرائيل، هي مجموعات سلفية مقربة من تنظيم "داعش"، مشيرًا إلى أن القدرات العسكرية لهذه المجموعات في غزة متواضعة نسبيًا، تتركز أساسًا في الأسلحة الخفيفة وبعض القذائف الصاروخية.
وأضاف أنه جرت العادة أن يقوم الجيش الإسرائيلي في عهد وزير الأمن السابق موشيه يعالون بالرد خلال ساعات الليل على أي إطلاق للقذائف الصاروخية عبر استهداف مواقع تابعة لحماس، من دون أن يضطر الجانبان -حماس وإسرائيل، للذهاب إلى موجة جديدة من التصعيد العسكري. ولكن منذ أن دخل أفيغدور ليبرمان مقر وزارة الأمن، بدأ الجيش سياسة جديدة يرد بموجبها على أي قذيفة تسقط من غزة بهجمات مستمرة ضد أهداف عديدة لحماس، بما في ذلك مواقع الرصد وأهداف جوهرية أخرى، تحت شعار "استغلال الفرص"، بحيث باتت حماس تدفع أثمانا باهظة عن كل قذيفة تسقط على إسرائيل.
ووفقا لتحليل المراسل العسكري للصحيفة الإسرائيلية، فبعد أن كانت حماس تستوعب هذه الردود الإسرائيلية، أدت تطورات الأسابيع الأخيرة إلى نفاد صبر الحركة، لأنها تضررت بالفعل من حيث استهداف بنيتها التحتية العسكرية، مما أدى إلى تغيير في سياستها الميدانية. وختم ليفي بالقول إن "استمرار القصف الإسرائيلي على أهداف حماس في غزة، قد يضطر الحركة في المرة المقبلة، للرد بقوة على أي هجوم إسرائيلي، وفي هذه الحال فإن جولة جديدة من المواجهة العسكرية الكبيرة بين الجانبين ستقع لا محالة، وهو ما جعل إسرائيل ترد بصورة متأنية في المرة الأخيرة على سقوط قذائف من غزة، حتى لا تضطر حماس لكسر قواعد اللعبة معها".
أرسل تعليقك