القاهرة – محمود حساني
يلتقي وزير الخارجية المصري سامح شكري السبت، كبير المفاوضين الفلسطينيين، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، وذلك في مقر وزارة الخارجية، ومن المُقرر أن يتناول اللقاء، بحث تطورات القضية الفلسطينية وسبل التحرك على المستوى الدولي بعد قرار مجلس الأمن التاريخي بعدم شرعية الاستيطان الإسرائيلي، وتتسم العلاقات بين مصر وفلسطين، بالقوة والمتانة، ونموذجًا يُحتذى به في العلاقات " العربية-العربية"، وهي علاقات عميقة عُمق التاريخ والجغرافيا ، وقدمّت مصر على مدار تاريخها آلاف القتلى من أبنائها في سبيل الدفاع عن فلسطين وقضيتها .
واهتمام مصر بالقضية الفلسطينية والدفاع عنها في مختلف المحافل الدولية، ليس بجديد، فالاهتمام بدأ منذ عهد الملك فاروق الذي حرص علي دعم فلسطين ، فأرسل جيشًا إلى فلسطين للدفاع عنها في عام 1948، وعندما تولى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وضع القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماته فعقد مؤتمر الخرطوم الذي رفع فيه شعار "لا اعتراف، لا صلح، لا تفاوض" مع اسرائيل، والذي سمى بمؤتمر "اللاءات الثلاث".
واقترحت مصر في عام 1964، إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية بهدف توحيد الصف الفلسطيني وشاركت مصر في القمة العربية الثانية التي اعتمدت قرار المنظمة بإنشاء جيش للتحرير الفلسطيني، وأشرف الزعيم جمال عبد الناصر، في عام 1969، على توقيع اتفاقية "القاهرة" تدعيمًا للثورة الفلسطينية، واستمر دفاعه عن القضية الى أن توفى عام 1970، وعندما تولى الرئيس أنور السادات الحكم خاضت مصر حرب تشرين أول/أكتوبر، التي توجت بالنصر فرفع شعار "النصر والسلام"، وبذل أيضًَا جهودًا عديدة بشأن القضية الفلسطينية، فكان أول من اقترح فكرة اقامة حكومة فلسطينية مؤقتة، وخلال مؤتمر القمة العربي الذي عقد عام 1973 في الجزائر ساعدت مصر منظمة التحرير الفلسطينية حتى تتمكن من الحصول على اعتراف كامل من الدول العربية باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.
وعندما تولى الرئيس الأسبق حسني مبارك استكمل النهج نفسه وكانت البداية بسحب السفير المصري من اسرائيل بعد وقوع مجزرة صبرا وشاتيلا، وفي عام 1989 طرح مبارك خطته للسلام حيث تضمنت ضرورة حل القضية الفلسطينية طبقاً لقرار مجلس الأمن، ومبدأ الأرض مقابل السلام، مع وقف الاستيطان الاسرائيلي، وفي أيلول/ سبتمبر عام 1993، وشارك الرئيس مبارك في توقيع اتفاق أوسلو الخاص بحق الفلسطينيين في الحكم الذاتي، وفي 2003 أيدت مصر وثيقة "جنيف" بين الاسرائيليين والفلسطينيين باعتبارها نموذج سلام لتهدئة الأوضاع في المنطقة، واستمر عطاء مصر حتى مجيء الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وعد الشعب الفلسطيني بالوقوف بجانبه حتى يسترد حقوقه المشروعة .
أرسل تعليقك