التطبيع الأميركي الروسي بين عراقيل إرث أوباما وحتمية التعاون
آخر تحديث GMT12:58:47
 العرب اليوم -

التطبيع الأميركي الروسي بين عراقيل إرث أوباما وحتمية التعاون

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - التطبيع الأميركي الروسي بين عراقيل إرث أوباما وحتمية التعاون

الرئيس دونالد ترامب وباراك أوباما
موسكو - حسن عمارة

تنتظر موسكو أفعالاً محددة من إدارة الرئيس دونالد ترامب, لإطلاق مسار تطبيع العلاقات، وليس من السهل، إزالة الركام الذي خلفه الإرث الثقيل للرئيس السابق باراك أوباما, أعادت هذه العبارات التي أطلقها مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف التوقعات إلى حجمها الطبيعي, بعد اندفاعة التفاؤل التي خيمت على زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف  إلى واشنطن.
 
ويوصف أوشاكوف بأنه المهندس الفعلي لسياسة الكرملين الخارجية، وبدا أكثر ميلًا للتحفظ، وهو يعيد تقييم نتائج الزيارة بعد مرور يومين فقط، على الترحيب الصاخب وما رافقها من توقعات وآمال, وقبل ذلك مباشرة، بدا مشهد لافروف لافتًا وهو يعقد مؤتمره الصحافي الختامي وحيدًا، في سفارة بلاده بواشنطن، ودفع محللين روسيين إلى تخفيف سقف التوقعات, بعدما كانت آمال علقت على أن الزيارة تشكل منعطفًا رئيسيًا لطي صفحة الخلاف واستعادة الثقة بين البلدين.
 
 وكشفت أجوبة لافروف عن أسئلة الصحافيين، حجم المشكلة التي تواجه جهود تطبيع العلاقات، عندما قال ردًا على سؤال تناول آفاق إحياء "اللجنة الرئاسية المشتركة"، أن الجانب الروسي ترك لواشنطن اختيار صيغة التعاون التي تراها مناسبة، قبل أن يستدرك: "ما زلنا بانتظار اكتمال تشكيل فريق الرئيس ترامب، خصوصًا الفريق الذي يتولى السياسة الخارجية".
 
وتضم اللجنة أكثر من عشرين لجنة فرعية مختصّة بكل ملفات العلاقات الثنائية من نزع السلاح والأمن الاستراتيجي إلى حقوق الإنسان والحريات، كانت جمدت عام 2014، ما أسفر عن فقدان الطرفين قنوات الاتصال والتنسيق الرئيسية, واللافت في جواب لافروف أنه عكس وجود خلافات جدية حتى في شأن اتفاق الرئيسين في مكالمة هاتفية على "إطلاق عمل لجان مشتركة لتقريب وجهات النظر".
 
ويؤكد الحديث عن انتظار "اكتمال تشكيل الفريق" أن روسيا ما زالت تراقب بقلق الإقالات والتجاذبات وحال عدم الاستقرار داخل الإدارة الأميركية, وهو ما دفع محللًا مقربًا من الكرملين إلى اختصار الموقف بأن المعضلة تكمن في أن ما يوصف بـ "المشكلة الروسية" بات متغلغلًا بعمق ويشكل هاجسًا لدى النخب الأميركية.
 
ودفع هذا التصور أوشاكوف إلى التنديد مجددًا قبل يومين بمشاعر الـ "روسوفوبيا" المسيطرة على النخب المتنفذة وراء المحيط, هكذا تفهم روسيا تصريح مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر، بأن الرئيس ترامب، سيتصدى لسلوك روسيا "الهدام" في سورية وأوكرانيا، على رغم أنه يأمل بالتعاون مع موسكو في تسوية مشكلات مهمة.
 
وأشار إلى أن الجانب الأميركي يعتبر الحوارات مع الروس "آلية للتواصل وليس لاتخاذ قرارات بعد", وفي الإطار ذاته، جاءت انتقادات خبراء روس التصرفات "المتسرعة" لترامب مثل إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي، لأنها تؤدي إلى "نتائج عكسية"، كما حدث عندما قررت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ استدعاء مستشار ترامب السابق مايكل فلين، في مسعى لإعادة دفع التحقيقات في مسألة التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأميركية.
 
  وتبرز "المشكلة الروسية" بصفتها عنصر التوتر الرئيسي الذي يشغل كما يقول الروس، بال النخب الأميركية ويعرقل مساعي ترامب لتجاوز الأزمة وتطبيع العلاقات, وتسعى موسكو إلى مساعدة ترامب في تجاوز هذه المشكلة، فهي سربت قبل يومين خبرًا عن إعفاء السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك من منصبه، واحتمال تعيين نائب وزير الدفاع أناتولي أنطونوف المختص بملفات الأمن الاستراتيجي ونزع السلاح بديلًا منه, إبعاد كيسلياك المتهم بأنه "بطل التدخل الروسي في الانتخابات"، من شأنه تخفيف حدة التوتر وفتح صفحة جديدة، على الأقل هكذا يراهن الكرملين، بانتظار اللقاء الأول لبوتين مع ترامب المرتقب في غضون شهرين.
 
لكن سقف التوقعات ليس كبيرًا، كما دلت عبارات أوشاكوف بأنه "لا توجد لدى الكرملين أوهام بأن التطبيع سيكون عملية سهلة وسريعة"، مستدركًا أن لدى الجانبين "إرثًا ثقيلًا" و إزالة كل الركام , الذي لبد العلاقات مهمة عسيرة,  والسؤال المطروح بقوة لدى الأوساط الروسية بعد موجة التفاؤل التي أعقبت زيارة لافروف باعتبار أنها فتحت الحوار، يكمن في قدرة ترامب على تخطي كل الحواجز الداخلية والبدء بعملية "إزالة عناصر التوتر"، وهذا يتطلب كما يقول الكرملين "عملًا محددًا" يبدأ بالتراجع عن قرارات أوباما بطرد 32 ديبلوماسييًا روسيًا نهاية العام الماضي، وإعادة ممتلكات روسية صادرتها واشنطن، ويمر بالإقرار بمصالح الطرف الآخر في سورية وأوكرانيا وغيرهما، ولا ينتهي بقرارات واضحة لتبديد غياب الثقة وإطلاق حوار جدي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التطبيع الأميركي الروسي بين عراقيل إرث أوباما وحتمية التعاون التطبيع الأميركي الروسي بين عراقيل إرث أوباما وحتمية التعاون



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 05:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
 العرب اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab