أطلقت قيادة عمليات بغداد عملية "السيل الجارف"، لملاحقة العناصر المتطرفة في ناحية الطارمية، الواقعة على الطرف الشمالي لمدينة بغداد، والتي تبعد نحو 50 كيلومترًا عن محافظة صلاح الدين، في حين أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، فرع الأنبار، عن تسجيل عودة 1649 أسرة إلى أقضية الرمادي و الفلوجة وحديثة، خلال اليومين الماضيين، فضلاً عن تسجيل 1064 أسرة عائدة في مراكز تسجيل العودة، في محافظة صلاح الدين.
وعقب انطلاق العملية، شرعت الأجهزة الأمنية المختلفة في غلق مداخل ومخارج ناحية الطارمية، ونفذت حملة تفتيش واسعة عن مطلوبين. وقال مدير إعلام قيادة عمليات بغداد، العميد قاسم عطية، إن أهالي ناحية الطارمية وجهوا نداء استغاثة إلى القائد العام وعمليات بغداد، فانطلقت عملية واسعة، بإشراف قائد عمليات بغداد، اللواء الركن جليل الربيعي، مشيرًا إلى أن أهالي الطارمية، وهي مناطق واسعة وفيها أراض زراعية وبحيرات لتربية الأسماك، رصدوا أنشطة متطرفة في المنطقة، بدأت في التأثير على حياتهم، من خلال زرع العبوات الناسفة والقصف بالصواريخ وعمليات ابتزاز وفرض إتاوات على أصحاب أحواض الأسماك، ومشاريع تربية الدواجن، إلى جانب عمليات السلب.
وأكد عطية ارتباط معظم العناصر المطلوبة بتنظيم "داعش"، لكنه رفض إعطاء موعد محدد لانتهاء العملية، معتبرًا أنه من المبكر الحديث عن نتائج العملية، لأنها مرتبطة بالموقف التعبوي وطبيعة الأرض والقادة الميدانين، إلى جانب انتشار الوحدات العسكرية على مساحات واسعة، وستعلن النتائج لاحقًا.
وتشترك في عملية "السيل الجارف" جميع القطاعات الأمنية، بالتنسيق مع طيران الجيش، حيث أكد عطية أن العملية ستكون لها نتائج إيجابية، خصوصًا على العاصمة بغداد، لإيقاف نشاطات هذه الخلايا المتطرفة النائمة في أطراف العاصمة، متوقعًا أن تحد العملية من تسلل العناصر المتطرفة من محافظة صلاح الدين القريبة.
وتتبع ناحية الطارمية محافظة بغداد، بعد أن كانت تتبع محافظة صلاح الدين حتى عام 1997. وتقع على امتداد نهر دجلة، وترتبط امتداداتها بثلاث محافظات، هي صلاح الدين وديالى والأنبار. وتقوم قيادة عمليات بغداد، بين الحين والآخر، بتنفيذ عمليات أمنية في مناطق حزام بغداد، كما تخطط منذ أشهر لبناء سور أمني حول مدينة بغداد، لمنع دخول العناصرالمتطرفة.
وبالتزامن مع انطلاق عملية "السيل الجارف"، أعلنت قيادة شرطة محافظة كربلاء انطلاق عملية عسكرية كبرى على الحدود المحاذية لمحافظة الأنبار، بعد تلقي معلومات عن قيام تنظيم "داعش" بتفخيخ الطريق بين كربلاء والأنبار. ودعا قائممقام قضاء عنة، في محافظة الأنبار، سعد عواد، الثلاثاء، الطيران الحربي الى الدقة والحذر في الضربات الجوية التي تستهدف تنظيم "داعش" في القضاء.وقال: "ندعو إلى الدقة والحذر في الضربات الجوية للطيران الحربي، لأنها تستهدف المدنيين اكثر من داعش في مدينة عنة" (210 كيلومترًا غرب الرمادي). وطالب بالسيطرة على الحدود العراقية مع سورية بشكل تام وحازم، ما سيؤدي الى تخلخل الوضع الداخلي لـ"داعش" في مدينة عنة، ومدينتي راوة والقائم، وإنهائه في أقرب وقت.
ويذكر أن مدينة عنة تخضع لسيطرة "داعش" منذ منتصف 2014، فيما أكملت القوات الأمنية، وبدعم وإسناد من العشائر والطيران الحربي، استعداداتها لتحرير المدينة من هذا التنظيم .
وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، فرع الأنبار، عن تسجيل عودة 1649 أسرة إلى أقضية الرمادي و الفلوجة وحديثة، خلال اليومين الماضيين، فضلاً عن تسجيل 1064 أسرة عائدة في مراكز تسجيل العودة، في محافظة صلاح الدين.
وقال مدير قسم المحافظات الوسطى في دائرة شؤون الفروع، عامر عباس زغير، إن مركز فرع الوزارة في قضاء الفلوجة لتسجيل الأسر العائدة سجل، الثلاثاء، عودة 683 أسرة، كما سجل مركز قضاء حديثة عودة 806 أسر، فضلا عن تسجيل 163 أسرة عائدة في مركز تسجيل العائدين في قضاء الرمادي، مبينًا أن مراكز التسجيل مستمرة في تسجيل العائدين، نطرًا للإقبال الواسع على تسجيل العودة.
وكشف زغير عن توزيع 1530 حصة من المساعدات الإغاثية على الأسر العائدة إلى قضاء الفلوجة، تضمنت الحصة الواحدة سلة غذائية، وأخرى صحية، ومستلزمات مطبخ. وعلى الصعيد نفسه، قال مدير فرع الوزارة في محافظة صلاح الدين، فزع محمد، إن مراكز تسجيل العودة، التابعة لفرع الوزارة في محافظة صلاح الدين، سجلت 1064 أسرة عائدة إلى قضاءي العلم والدور.
وأفادت مصادر محلية بأن عناصر "داعش" استخدمت الأطفال لنقل المواد المتفجرة إلى أماكن تصنيع السيارات المفخخة، في الجانب الأيمن من مدينة الموصل. واضافت أن الأطفال الذين فرض عليهم "داعش" العمل في هذه الأماكن تتراوح أعمارهم بين 12 و14 سنة. وتأتي تلك الخطوة ضمن استراتيجية التنظيم المتطرف لتمويه القوات الأمنية، وعدم الكشف عن أماكن تصنيع السيارات المفخخة.
وأكدت قيادة عمليات بغداد، الإثنين، أن فرقة المشاة 17 تمكنت من ضبط عبوة ناسفة، و36 قنبلة "هاون" من عيار 82 ميلليمترًا، وأربع رمانات يدوية، ومواد متفجرة جنوب العاصمة بغداد. ورغم الهدوء النسبي الذي تشهده العاصمة، منذ أشهر، فإن هاجس الأمن والخشية من الهجمات الانتحارية بالعجلات والأحزمة الناسفة ما زال يشغل بال المواطنين البغداديين.
وسياسيًا، ترأس رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، الإثنين، اجتماعًا للمجلس الوزاري للأمن الوطني، ناقش فيه سير عملية "قادمون يا نينوى" لتحرير الجانب الأيمن من الموصل، وطريقة مواصلة الانتصارات المتحققة، لتحقيق النصر النهائي قريبًا. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس المجلس الوزاري للأمن الوطني، عقب الاجتماع، إن المجلس اطلع على تقرير مفصل عن الأوضاع الأمنية في محافظة ديالى، واتخذ عددًا من الإجراءات والتوجيهات التي تساهم في استقرار الأوضاع في المحافظة.
وأشار البيان إلى أن مجلس الأمن الوطني ناقش الأوضاع في المنطقة وتأثيراتها على العراق، وخصوصًا المتعلقة بالوضع في سورية. وجدد موقف العراق الرافض لاستخدام السلاح الكيميائي، وأهمية الحفاظ على سلامة أبناء الشعب السوري، إضافة إلى ضرورة عدم التصعيد في المنطقة، وتعاون جميع دول المنطقة من أجل القضاء "داعش".
كما ندد المجلس بالتفجيرات المتطرفة في مصر، التي استهدفت كنيستين، وراح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح، مقدمًا تعازيه إلى الشعب والحكومة المصرية، وعائلات الضحايا، معتبرًا أن تفجيرات مصر تستدعي المزيد من التعاون الاستخباراتي والأمني بين الدول للتخلص والقضاء على التطرف، واستئصال فكره.
أرسل تعليقك