عقب استنفاد هدنة الأسبوعين المعلنة من قبل تحالف دعم الشرعية ورفض الميليشيات الحوثية الالتزام بها، أحزرت قوات الجيش اليمني، أمس (الخميس)، تقدماً جديداً في الجبهات المشتعلة غرب محافظة مأرب، بحسب ما أفادت به مصادر عسكرية.
وذكرت المصادر أن قوات الجيش الوطني تقدمت في جبهات مجزر ومفرق الجوف وفي جبال صلب في مديرية نهم، وحررت عدداً من المواقع بالقرب من الخط الإسفلتي الرابط بين محافظة الجوف ومفترق الطرق المؤدي إلى مأرب.
وفي حين أحصت القوات الحكومية مئات الخروق الحوثية للهدنة المعلنة من طرف واحد، التي انتهت، أمس (الخميس)، أكد رئيس هيئة الأركان العامة رئيس العمليات المشتركة في الجيش اليمني الفريق الركن صغير بن عزيز، أن ميليشيات الحوثي الانقلابية لم تلتزم بأي هدنة رغم التزام قوات الجيش وقيادة تحالف دعم الشرعية بذلك استجابةً لدعوة الأمم المتحدة.
وبينما اطّلع بن عزيز خلال زيارته أمس للخطوط الأمامية بجبهات مديرية نهم شرقي صنعاء، على سير العمليات القتالية، نقل عنه المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية تأكيده أن الميليشيات حاولت مراراً «اختراق مواقع الجيش أثناء الهدنة، ولكن تم دحرها في المناطق العسكرية الثلاث السابعة والسادسة والثالثة».
وأشار رئيس أركان الجيش اليمني إلى أن المعارك مستمرة، وقال إن «الشعب اليمني وصل إلى قناعة بأن الميليشيات الكهنوتية لا تريد له الحياة والرخاء، وإنما الموت والدمار، والدليل على ذلك قصفها مؤخراً مستشفى الجفرة (شمال مأرب) بصواريخ إيرانية».
من جهته، كان المتحدث باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي أفاد في تصريحات رسمية بأن الميليشيات المتمردة استغلّت وقف إطلاق النار لمواصلة اعتداءاتها وهجماتها على مواقع الجيش، والتمادي في ارتكاب الجرائم والانتهاكات ضد الشعب اليمني ومقدّراته الاقتصادية ومكاسبه الوطنية، منذ بداية سريان وقف إطلاق النار الذي التزمت به القوات المسلحة في كامل مسرح العمليات القتالية استجابةً لدعوة قيادة التحالف العربي ودعوة الأمم المتحدة.
وقال مجلي في تصريحات رسمية إن الميليشيات الحوثية «ارتكبت أكثر من 1428 اعتداء على مواقع الجيش الوطني في مختلف الجبهات القتالية، وعلى المدنيين منذ بداية سريان الهدنة في يوم الخميس الثامن من أبريل (نيسان) الحالي».
وأوضح أن «اعتداءات الميليشيا الحوثية تنوعت بين إطلاق الصواريخ الباليستية وصواريخ (الكاتيوشا)، وشن العمليات الهجومية والتعزيزات بالقوة البشرية والأسلحة والعتاد والذخائر، واستهداف مواقع الجيش الوطني بالصواريخ والمدفعية والطائرات المسيرة المتفجرة ومختلف الأسلحة والأعيرة النارية، وزراعة الألغام في الطرقات ومزارع المواطنين في محافظات مأرب والبيضاء والجوف والضالع وتعز ولحج وصعدة والحديدة».
وأشار المتحدث العسكري مجلي إلى أن الهدنة قوبلت بالرفض التام من الميليشيات الحوثية الإرهابية التي قال إنها تعمل جاهدة لتنفيذ الأجندة الإيرانية في اليمن والمنطقة، مؤكداً حق الجيش في الرد على تصعيد الجماعة.
وأكد العميد مجلي أن ميليشيات الحوثي المتمردة مستمرة بارتكاب الاعتداءات والانتهاكات والجرائم ضد المدنيين والأحياء السكنية بإطلاق الصواريخ الباليستية وصواريخ الكاتيوشا والهاونات على مدينة مأرب، ومدينة تعز ومديرية الصومعة في محافظة البيضاء.
وعدّ المتحدث العسكري باسم الجيش اليمني اعتداءات الحوثيين «تحدياً سافراً للدعوات الأممية والدولية لإحلال السلام وتوحيد الجهود لمواجهة جائحة وباء (كورونا المستجد)» وقال إن الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات الحوثي بحق أبناء الشعب اليمني تسببت في سقوط ضحايا مدنيين بينهم نساء وأطفال، وتعتبر جرائم حرب ضد الإنسانية وانتهاكا لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية، كون الأعيان المدنية محمية بالقانون الدولي والإنساني واتفاقيات ومعاهدات جنيف».
في السياق الميداني واصلت الجماعة الحوثية أمس (الخميس) استهداف منازل المواطنين، جنوب مديرية التحيتا، بالأسلحة المتوسطة، ضمن خروقها اليومية للهدنة الأممية.
ونقل المركز الإعلامي لألوية العمالقة عن مصادر محلية في مديرية التحيتا قولها إن «الميليشيات استهدفت منازل المواطنين في مركز المديرية بسلاح الدوشكا بشكل هستيري، ما تسبب بحالة من الذعر والخوف في صفوف المواطنين لا سيما الأطفال والنساء».
وأكد المركز أن الميليشيات كانت قصفت، أول من أمس (الأربعاء)، الأحياء السكنية في مدينة التحيتا ومركز المديرية بقذائف «آر بي جي» ومختلف العيارات المتوسطة، كما قصفت القرى ومزارع المواطنين في مديرية الدريهمي ومنطقة الفازة والطور بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وأمطرت الميليشيات الحوثية (بحسب المركز) الأحياء السكنية بالأسلحة الرشاشة عيار 14.5 وعيار 12.7 و«البيكا» والقناصة بشكل عشوائي، ما أسفر عن إصابة المواطن أحمد عبد الله مشهور الأهدل إصابة بليغة في الرأس أثناء وجوده في منزله.
إلى ذلك قال الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر. نت) إن الميليشيات الحوثية كثفت خلال الأسبوع الماضي هجماتها بشكل كبير على مواقع الجيش في جبهات مدينة تعز، وذلك بعد التزام قوات الجيش بوقف إطلاق النار.
وحاولت عناصر الميليشيات الحوثية (بحسب الموقع) شن هجمات متكررة على مواقع الجيش في معسكر الدفاع الجوي شمال غربي مدينة تعز، وذلك من أماكن تمركزها في جبل القارع وشارع الخمسين.
وتمكّنت قوات الجيش من صد هجمات المتمردين الحوثيين في محيط جبل هان بعد أن حشدوا عناصرهم من شارع الستين ومنطقة الربيعي، وحاولوا مهاجمة قوات الجيش من اتجاهين في جبل هان، حيث دارت معارك انتهت بدحر الميليشيات الحوثية، بحسب ما ذكره الموقع العسكري.
كما دارت مواجهات بين قوات الجيش وعناصر الميليشيا في مناطق الخط الأمامي لجبهة الضباب جنوب غربي تعز، حيث تركزت المواجهات في مناطق حذران وتبة الخندق وتبة مؤكنة وفي محيط منطقة الصياحي وقرية ماتع وتبة الخلوة، قبل أن يؤول الهجوم الحوثي إلى الفشل.
ونقل موقع الجيش عن قائد «اللواء 17 مشاة» العميد ركن عبد الرحمن الشمساني تأكيده أن الجماعة الحوثية تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد أثناء الهجوم على مواقع الجيش في الضباب وجبل هان.
وقال الشمساني إن «الحوثيين لا يكترثون لأي دعوات أو جهود أممية لوقف إطلاق النار»، مؤكداً في الوقت ذاته أن قوات الجيش تملك حق الرد على كل تلك الاعتداءات الحوثية».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
غضب يمني عارم من خطف الحوثيين وزيرًا سابقًا واقتحام منزله في صنعاء
الحوثيون يطردون مئات الأفارقة بنسائهم وأطفالهم إلى السعودية تحت تهديد السلاح
أرسل تعليقك