بودابست ـ جاد منصور
حظر برلمان بلغاريا ارتداء النقاب في الأماكن العامة، في خطوة تعتبر محاولة لتعزيز الأمن في أعقاب هجمات نفذها إسلاميون متشددون في أوروبا.
ويأتي إقرار قانون “حظر البرقع” الذي قدمه ائتلاف الجبهة الوطنية القومي بعد خطوات مماثلة في دول أخرى في غرب أوروبا، مثل فرنسا وهولندا وبلجيكا وسويسرا التي حظرت النقاب في الأماكن العامة، وتصل عقوبة مخالفة القانون إلى دفع غرامة 1500 ليف “857.14 دولار”، بالإضافة إلى الحرمان من المزايا الاجتماعية.
وصرّحت مايا الهنغارية التي اعتنقت الإسلام، بأنها لم تكن تتخيل أن تسمع أحداً يقول لها “عودي إلى الصحراء”، مشيرة إلى أن كل شيء تغير مع حملة الحكومة الهنغارية قبل استفتاء سيجرى الأحد يتناول قرار توزيع المهاجرين واللاجئين في الاتحاد الأوروبي، وأنها تشعر بنظرات التوبيخ عندما ترتدي الحجاب. وتضيف “لا يمكنهم أن يقولوا أني مهاجرة أو إرهابية فيسمونني سورية للتقليل من شأني”، وتضيف الشابة التي قالت إنها تعرضت حتى للتهجم عليها أن “الهنغاريين معروفون بضيافتهم، لا أعرف ما الذي يحدث لنا”، وعلقت في إطار الحملة الحكومية لرفض القبول بقرار تقاسم أعباء الهجرة الذي تبنته دول الاتحاد الأوروبي لافتات تربط بين المهاجرين و “الإرهاب”، وتعتبرهم تهديدًا ثقافيًا.
وأكد زولتان بوليك ممثل أكبر جمعية مسلمة في هنغاريا، أن “هذا المناخ المعادي سمم النفوس من خلال وسائل الإعلام الحكومية التي تسلط الضوء على أبسط حادث يكون لمسلم دور فيه في أي مكان في أوروبا”، مشيرًا إلى أن مسلمي هنغاريا يتعرضون للتهديد “في شكل يومي” وأن ذلك يصل أحياناً الى التهجم عليهم وأنه كتب الى رئيس الوزراء مطالباً بحمايتهم.
ويُقدر رئيس جمعية مسلمة أخرى هو زولتان سولوك عدد مسلمي هنغاريا بنحو 40 ألفاً، في بلد يعد عشرة ملايين نسمة اعتنق الآلاف منهم الإسلام. ويقول “لم نكن يوماً موضوعاً سياسياً، ولكننا بتنا كذلك اليوم”، معرباً عن “استيائه من الخطاب السائد”، ولكن المهندس المدني باسل حرارة الذي حصل قبل فترة قصيرة على وضع اللجوء، يقول إنه يريد أن يبني مستقبله في هنغاريا حيث يعمل في مصنع خارج العاصمة، ويضيف : “لم أشعر بالعداء “...” الناس في الريف معشرهم سهل، إذا كنت لطيفاً معهم عاملوك بالمثل”.
واستفاد المهندس الثلاثيني من برنامج تدريبي للاجئين في جامعة أوروبا الوسطى وهي جامعة أميركية خاصة في بودابست يمولها البليونير من أصل هنغاري جورج سوروس، ولا يتضمن برنامج “أوليف” “المبادرة التعليمية المفتوحة” الذي يشارك فيه نحو خمسين طالباً محاضرات سياسية وإنما دروساً في اللغة الإنكليزية والتاريخ والاقتصاد والمعلوماتية.
وأعلن رئيس الجامعة مايكل أغناتييف للملتحقين الجدد “كان جدي لاجئًا، هرب من روسيا الى كندا وها أنا امامكم اليوم لأنه عمل كثيراً لصعود السلم الاجتماعي. أنتم أيضاً يمكنكم أن تفعلوا ذلك”، وأوضح فيليب الإيراني البالغ من العمر 32 عامًا والذي وصل الى هنغاريا في آذار “مارس” 2015، “الجميع مستعد لمساعدتنا” داخل الحرم الجامعي، ولكن الأمر مختلف في الخارج، إذ يعرض فيليب على هاتفه المحمول صورة لملصق في الشارع كتب عليه “أيها المهاجرون ارحلوا”، وأضاف: “الناس بمعظمهم يتأثرون بالدعاية الحكومية المعادية للمهاجرين”، ولكن حجج رئيس الوزراء فيكتور أوربان تلقى صدى لدى بعض المهاجرين، مثل ماهر زكي السوري المقيم منذ 25 سنة في هنغاريا والذي يقول: “بالطبع هناك دعاية كبيرة ضدنا ولكن إذا أراد الناس المجيء والعيش في هنغاريا فمن الطبيعي أن نعرف من يكونون”.
أرسل تعليقك