الجزائر ـ ربيعة خريس
فرضت قوات الأمن الجزائري، مخططًا أمنيًا جديدًا، لضمان الأمن وسلامة المواطنين، خلال فترة العطلة الربيعية. وتزامن هذا المخطط الأمني مع التفجير الانتحاري الذي استهدف مركز للأمن في محافظة قسنطينة شرق الجزائر، والعمليات الأخيرة التي تمكن من خلالها الجيش الجزائري القضاء على عدد كبير من المتطرفين، أبرزها العملية التي نفذها السبت، داخل مقهى وسط محافظة برج بوعريريج شرق البلاد، قضى خلالها على متطرفين، وأوقف اثنين أخرين واسترجع كمية من الأسلحة والذخيرة.
ولوحظ خلال اليومين الماضين، العديد من الحواجز الأمنية في محافظة الجزائر، وفرضت إجراءات أمنية صارمة على مقرات مصالح أجنبية على غرار السفارات والقنصليات، والمراكز الثقافية، والأحياء التي يتواجد بداخلها الهيئات الرسمية والمؤسسات الاستراتيجية، والتمثيليات الديبلوماسية والقنصليات، خلال الأيام الأخيرة.
وقالت مديرية الأمن الجزائري، في بيان لها "إنه تم تسخير كافة القوات الأمنية العاملة عبر التراب الجزائري، بهدف ضمان أمن المواطن والممتلكات، إضافة إلى توفير المرونة و الانسيابية في السير ليلًا نهارًا، خاصة في المناطق التي تشهد حركة كبيرة للمواطنين، وتنقل مهم للسيارات والمسافرين في المدن أو خارجها، وما بين الولايات جراء التوافد الكبير على المناطق السياحية والترفيهية". وكشفت المديرية، أن هذه الفرق ستكون مدعمة بشبكة كاميرات المراقبة التابعة لمراكز العمليات، وتحت إسناد جوي من طرف مروحيات الأمن الجزائري خاصة في المدن الكبرى.
وتزامن هذا الحصار الأمني مع آخر فرضته قوات الجيش الجزائري، على الحدود الجنوبية والشرقية، لتضييق الخناق على المتطرفين المتواجدين في الشريط الحدودي، خاصة في ظل تفاقم الوضع في ليبيا، التي تشهد اضطرابًا أمنيًا ملحوظًا. وأكد قائد القوات الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" توماس والدهاوسر، السبت، في تصريحات صحافية، أن عدم الاستقرار في ليبيا يشكل على المدى القصير تهديدًا كبيرًا للمصالح الأميركية وحلفائها في أفريقيا، خاصة دول المغرب العربي وعدد من الدول في الساحل الأفريقي.
وقال الجنرال فالدهوسر خلال جلسة عقدت أمام لجنة المصالح العسكرية، في مجلس الشيوخ الأميركي، ونشرت شهادته عبر موقع "أفريكوم" الإلكتروني، إن ارتفاع حدة الخلافات بين الميليشيات ومختلف الفصائل في الشرق والغرب، عقدت من الوضعية الأمنية في ليبيا. وسيسهل على حد قوله تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا، من حركة المقاتلين الأجانب بين تونس ومصر والجزائر.
وأكد بخصوص منطقة الساحل الأفريقي، أن الولايات المتحدة تواصل دعمها لعمليات فرنسا ضد تنظيم القاعدة المغرب، وهي تسعى إلى زيادة تنسيقها مع باريس هذا الملف، موضحًا أن استتباب الأمن في منطقة الشمال الأفريقي وليبيا خصوصًا هو مصلحة للولايات المتحدة وحلفائها. وكان الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، أكد في رسالة بعث بها الأسبوع الماضي بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لعيد المرأة من خطورة بؤر التوتر، وعدم الاستقرار التي توجد في جوارنا، والتي عشش فيها الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، يشكلان تحديًا أمنيًا ما يزال قائمًا في الجزائر.
أرسل تعليقك