بغداد - نجلاء الطائي
يجري وفد قطري مفاوضات مع جماعة مسلحة بوساطة الحكومة العراقية، حول ملف المختطفين القطريين، وذلك لايجاد حل لقضيتهم وتحريرهم. وقال أحد المفاوضين في ملف المختطفين في تصريح له ان وفد قطري موجود في بغداد للتفاوض بشأن القضية"، مضيفا إن "المسارين السوري والعراقي في هذا الموضوع، بمثابة ملف واحد".
واوضح المفاوض، أن "المفاوضات مع الجانب القطري تسير على خطين متوازيين، رسمي وغير رسمي، الأول يتعلق بالحكومة، والثاني يتعلق بالجهات التي نفذت عملية الخطف"، بحسب تعبيره. واشار الى أن "المفاوضات وصلت إلى حلول محددة"، دون أن يخوض في تفاصيلها، مؤكدا ان "التصريحات الإعلامية في هذا الموضوع تعرقل عملية الحل".
واعرب عن توقعه بأن "تتوصل المفاوضات إلى صيغة للتفاهم في غضون الـ48 ساعة المقبلة". واكد مصدر اخر مقرب من الملف، فضّل هو الآخر عدم ذكر اسمه "وجود الوفد القطري للتفاوض بشأن ملف المختطفين في دار الضيافة في مجلس الوزراء العراقي"، مضيفا إن "الجانب القطري كان مصراً منذ البداية على عدم ربط المختطفين بالجانب السياسي أو بما يحدث في سورية، وفي وقت لاحق أصر على عدم قدرته التدخل مع جبهة النصرة لإخراج عناصر حزب الله اللبناني الموجودين عندها".
واوضح، ان الموضوع قارب على الانتهاء منذ فترة، لكن حادث الانفجار الأخير الذي وقع في منطقي الفوعا والكفريا ربما "دفع القطريين إلى الرضوخ والتفكير في المسار السوري، والأخذ في نظر الاعتبار التفاوض مع الإيرانيين للضغط على الميليشيا التي قامت بعملية الاختطاف".
وأشار المصدر إلى "أن المختطفين القطريين ليسوا موجودين في السجون الرسمية العراقية، إنما لدى الجهة التي خطفتهم ودور الحكومة العراقية يقتصر على الاستضافة وتجميع الأطراف المفاوضة". وقال المصدر إن "المبلغ الذي دفعه الجانب القطري تعدى المليار دولار"، مضيفاً أنه "تم قبل فترة دفع مبلغ 350 مليون دولار في العراق ومثلها في لبنان".
وكانت مواقع صحفية اعلنت عن وجود صفقة تبادل لمقاتلين إيرانيين وعناصر من "حزب الله" اللبناني في سوريا، وقعوا في أسر الجماعات المقاتلة لصالح نظام الأسد، في مقابل إطلاق سراح المختطفين القطريين.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن مصير مجموعة صيد مكونة من 26 شخصا من أفراد العائلة المالكة القطرية كانت محتجزة كرهائن لأكثر من سنة في العراق، استخدم للمساعدة في اتفاق إخلاء قريتين شيعيتين في سوريا مقابل السماح لمقاتلي معارضة سنة وأسرهم بمغادرة بلدتين محاصرتين قرب دمشق.
وكشفت الصحيفة، أنه تم إنهاء الصفقة في الأيام الأخيرة الماضية بعد مفاوضات شاقة، كانت قطر والجماعة اللبنانية المسلحة حزب الله في مركزها، حيث أخذ كلاهما حصته من المفاوضات قبل خمسة شهور، حين تم عرض أفراد من العائلة المالكة في الدوحة كجزء من عملية التبادل. يذكر ان مجموعة مسلحة كانت قد اختطفت في أواخر عام 2015 عددا من الصيادين القطريين في صحراء النجف، وتحدثت مصادر أمنية عن وجود "أمير قطري" بين المختطفين.
أرسل تعليقك