واشنطن ـ العرب اليوم
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء قرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في خطوة أثارت ردود فعل دولية واسعة، وسط تحذيرات من تداعيات كارثية على المدنيين الذين يعتمدون بشكل أساسي على هذه المساعدات.
وفي هذا السياق، أكد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، اليوم (الأحد)، أن هذا القرار مثير للقلق، مشددًا على أن القانون الدولي واضح تمامًا بشأن ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، باعتبارها أمرًا أساسيًا لإنقاذ أرواح المدنيين في غزة. وأشار إلى أن أي تراجع عن التقدم الذي تحقق خلال الأسابيع الماضية، منذ بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل خطير.
وأضاف فليتشر أن وقف إطلاق النار يجب أن يستمر بأي ثمن، مشيرًا إلى أهمية التمسك بالمكتسبات التي تحققت خلال الفترة الماضية، والتي ساهمت في تقليل المعاناة الإنسانية داخل القطاع، محذرًا من أن تعليق المساعدات قد يؤدي إلى انهيار كامل للجهود الدولية المبذولة في هذا الشأن.
تحذيرات من انهيار الهدنة
وفي سياق متصل، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من العواقب الوخيمة المترتبة على انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة أن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، وتعريض حياة المدنيين للخطر.
وأكدت رئيسة اللجنة، ميريانا سبوليارتش إيجر، في بيان لها اليوم، أنه يجب بذل كل جهد ممكن للحفاظ على الهدنة، وذلك لضمان استمرار دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولم شمل العائلات التي فرقها النزاع. وأشارت إلى أن أي انهيار في التقدم الذي تحقق خلال الأسابيع الستة الماضية سيعيد سكان القطاع إلى دوامة اليأس والمعاناة.
إسرائيل توقف الإمدادات وتتهم حماس
من جانبها، أعلنت إسرائيل، اليوم، أنها أوقفت جميع الإمدادات إلى قطاع غزة، وذلك بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.
وأوضحت السلطات الإسرائيلية أن حماس رفضت قبول الإطار الأميركي لمواصلة المفاوضات، مما دفع إسرائيل إلى تعليق دخول المساعدات، في خطوة وصفتها الحركة بأنها "ابتزاز غير أخلاقي وجريمة حرب"، مؤكدة أن هذا القرار يعد انتهاكًا صارخًا للاتفاقات المبرمة.
وشددت حماس في بيان رسمي على أن منع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة لن يحقق لإسرائيل أي مكاسب سياسية، بل سيؤدي إلى تفاقم معاناة المدنيين، الذين يعيشون أصلاً في ظروف قاسية نتيجة الحصار والعدوان.
قلق متزايد من كارثة إنسانية
تأتي هذه التطورات وسط تحذيرات دولية متزايدة من تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث يعتمد مئات الآلاف من السكان على المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى.
ومع استمرار تعليق المساعدات، يتزايد الخطر من انهيار الخدمات الأساسية ونقص حاد في المواد الغذائية والأدوية، مما قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع المحاصر.
أرسل تعليقك