عمان - سناء سعداوي
وصف وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، علاقات بلاده مع روسيا، بالمتينة والتاريخية، مشيداً بالدور المحوري الذي تلعبه موسكو في التعامل مع قضايا المنطقة وتطوراتها وملفاتها الحساسة, وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، إن الأردن ليس وسيطاً أو مراقباً في النزاع الفلسطيني "الإسرائيلي" لأن قضايا النزاع كافة، سواء قضية اللاجئين أو المياه أو القدس والحدود وغيرها، تمس الأمن القومي الأردني مباشرة.
وشدد على أن المشكلة الفلسطينية تبقى قضية محورية بغض النظر عن التطورات التي تشهدها المنطقة، قائلاً "نريد أن نرى حلاً لهذا الصراع الذي طال أمده على أساس قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف في إطار حل الدولتين، وضمان الأمن والسلام لجميع دول المنطقة", وأضاف أن روسيا تشكل أحد المفاتيح الرئيسية للحل في سورية، مشدداً على أن هذا الحل يجب أن يكون سياسياً يؤدي إلى معالجة مشكلة اللاجئين.
وأوضح أن الأردن استقبل حتى الآن 1.3 مليون لاجئ سوري أي ما يشكل 21 في المئة من السكان داعياً المجتمع الدولي إلى تفهم العبء الذي يتحمله الأردن جراء هذه المشكلة، وأن يهب للمساعدة في احتوائها.
ودعا إلى ضرورة تبني نهج شامل في التصدي للإرهاب، معرباً في الوقت نفسه عن أمله أن يتم استئناف المفاوضات بين السوريين.
وشدد لافروف على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار في سوريا، وحمل ما وصفها بالجماعات المسلحة التي تعمل على إجهاضه المسؤولية كاملة. وطالب بضرورة إغلاق الحدود التركية مع سورية في وجه تهريب الأسلحة وتدفق المقاتلين".
وأعرب لافروف عن أمله في أن تنضم واشطن التي تقود تحالفاً دولياً في الحرب على الإرهاب إلى الجهود الرامية للحيلولة دون تعزيز قدرات الإرهابيين في سورية.
وأكد على ضرورة استئناف العملية التفاوضية بين السوريين من دون شروط مسبقة، وتدخل خارجي معرباً عن قلق بلاده لتباطؤ الدعوة لاستئناف هذه المفاوضات.
وحث الوزير الروسي في معرض حديثه عن تطورات الوضع في العراق على ضرورة التصدي للإرهاب، معرباً عن قناعته بضرورة قيام المجتمع الدولي بتشجيع الحوار الوطني الشامل للتوصل إلى وفاق وطني هناك.
وأوضح أن المباحثات الروسية - الأردنية تناولت كذلك تطورات القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن قرارات مجلس الأمن الدولي ومبادئ مدريد والمبادرة العربية، وضعت أساساً وطيداً لتحقيق تسوية للنزاع الفلسطيني – "الإسرائيلي" والتوصل إلى حل الدولتين اللتين تعيشان مستقلتين في أمان وسلام.
وأبدى استعداد روسيا للمساعدة في استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" في إطار الجهود التي تبذلها اللجنة الرباعية الدولية مشيراً إلى أن موسكو تقيم علاقات ثقة مع فلسطين و"إسرائيل" ومستعدة لاستثمار هذا الوضع للخروج من المأزق الحالي.
أرسل تعليقك