دمشق - نور خوّام
تمكنت قوات "سورية الديمقراطية" المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية وطائرات التحالف الدولي، من تحقيق تقدم والسيطرة على قلعة جعبر الأثرية، في الريف الشمالي الغربي لمدينة الطبقة، بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم "داعش". وترافقت الاشتباكات في محيط القلعة مع استهدافات متبادلة بين الجانبين، ما خلف خسائر بشرية في صفوفهما.
ويأتي هذا التقدم بعد أيام من تركز الاشتباكات في محيط منطقة جعبر شرقي، ومحيط منطقة السويدية القريبة منها، والواقعتان عند الضفاف الشمالية لنهر الفرات، بالقرب من سد الفرات الاستراتيجي، حيث يحاول تنظيم "داعش" صد الهجمات المتلاحقة لقوات "سورية الديمقراطية"، المدعمة بضربات التحالف الدولي الجوية، فيما رصد نشطاء قيام قادة في تنظيم "داعش" بالترويج لخسارة التنظيم مدينة الطبقة، حيث يقولون للمواطنين في مدينة الرقة، والبلدات والمناطق الأخرى التي يسيطر عليها في ريف الرقة: "الله عز وجل فتح علينا ونصرنا في الموصل والباب وتدمر، وإن خسرنا الطبقة فإن الله لا بدَّ وأن يعوضنا بفتح ونصر عظيم في مكان آخر، وتخافوا ولا تحزنوا إن خسرنا منطقة جغرافية أو أرضًا أو مدينة، فنصر الله آت".
ورجحت المصادر أن التنظيم بات بذلك يتهيأ لخسارة مدينة الطبقة، التي تعد مركز ثقل أمني للتنظيم في الرقة وسورية، كما تتواجد فيه معتقلات تضم سجناء وأسرى مهمين، وعمد التنظيم، في أوقات سابقة، للترويج وتبرير خسارته في دابق، وعدد من المناطق التي كان يسيطر عليها في الأراضي السورية.
وعلى الصعيد ذاته، لا يزال الغموض يحيط بمصير أكثر من 150 سجينًا ومعتقلاً لدى تنظيم "داعش" في سجون الطبقة، غالبيتهم من المواطنين الكرد، ومن ضمنهم سجناء مهمين، تم اعتقالهم في الأشهر الماضية، بعد أن أوعز التنظيم إلى القرى التي يقطنها مواطنون كرد في ريف الرقة بوجوب تسليم أنفسهم إلى حاجز التنظيم، من أجل إثبات وجودهم في المنطقة، حيث احتجز التنظيم من قام بمراجعة حواجز ونقاط تنظيم "داعش"، وعمد إلى اعتقال عشرات آخرين من القرى التي يقطنها مواطنون كرد، وقرى أخرى في أرياف الرقة.
وأكدت مصادر موثوقة أن "داعش" أعدم 16 على الأقل منهم، موضحة أن التنظيم أبلغ ذوي عدد منهم بإعدامهم بتهمة "التجسس لصالح الملاحدة الكرد"، كما تم نقل السجناء المهمين في سجون ومعتقلات الطبقة إلى منطقة معدان، في ريف الرقة الشرقي، فيما نقل بقية السجناء إلى معتقلات وسجون في مدينة الرقة، ومعسكر الطلائع. ويسود تخوف لدى أهالي المعتقلين والسجناء، وفي الأوساط الأهلية في الرقة، من قيام تنظيم "داعش" بإعدام المعتقلين المدنيين، وإظهارهم في إصداراته على أنهم من المقاتلين الكرد، وأنهم أسروا في المعارك.
أرسل تعليقك