صادرت القوات الأميركية، معظم الوثائق والمعلومات التي حصلت عليها قوات الجيش العراقي من الساحل الشرقي للموصل وباتت الوثائق المهمة والحسّاسة بيد وحدة أميركية خاصة، مكلفة بتعقّب زعيم تنظيم (داعش) أبو بكر البغدادي وباقي قيادات التنظيم"، فيما يعقد وفد التحالف الوطني العراقي برئاسة عمار الحكيم٬ الأربعاء٬ اجتماعًا في محافظة ذي قار مع المحافظ وأعضاء مجلس النواب عن المحافظة.
وأفاد ضباط كبار في الجيش العراقي، بأن "الكثير من الوثائق التي تم الاستيلاء عليها تضمّ أوراقًا تحوي على طرق وكيفية تصنيع التنظيم المتفجرات وموادها الأولية، وهي باتت لدى الأميركيين بدعوى تحليلها ودراستها". وذكر ضابطان في الجيش أن "غالبية الوثائق كانت في أقراص مدمجة أو حواسيب محمولة، تحوي صورًا خاصة لقيادات التنظيم ومعلومات عن حوالات مرسلة وأخرى مستقبلة، فضلًا عن محادثات محفوظة في تطبيقات هواتف ذكية، جرت بين قيادات التنظيم، يُعتقد أن من بينها محادثات مع البغدادي"..وأوضح أحد ضباط قيادة عمليات نينوى العقيد ماجد الكعبي، في ظلّ غياب أي تأكيد أو نفي من القيادات العسكرية العراقية لتلك المعلومات، أنّ "الكثير من الوثائق التي عثر عليها تحتاج لمتخصصين للكشف عنها والتحالف الدولي يمتلك إمكانيات في هذا المجال".
وباشر طيران التحالف الدولي، عمليات قصف عنيفة ومكثفة، استهدفت الساحل الغربي للموصل، وأسفرت عن مقتل عدد من أعضاء "داعش"، فضلًا عن مدنيين، بينهم نساء وأطفال. ونوّه أحد عناصر فرقة المشاة السادسة عشرة في الجيش العراقي، اللواء أحمد فرحان بأن "القصف المكثف، الثلاثاء، يأتي ضمن خطة ستستمر نحو عشرة أيام قبل الهجوم البري للقوات العراقية بهدف إنهاك التنظيم". وبيّن أن "انطلاق المعركة متوقف على تقارير استخبارية حول حالة التنظيم وقواته ومراكز وجوده فهو يعتبر معركة الساحل الأيمن (الغربي) مفصلية في مشروع خلافته".
وكشف اللواء نجم الجبوري، في تصريحات صحافية، أن "القوات العراقية باشرت عملية نصب الجسور العائمة على نهر دجلة، لربط شطر المدينة الشرقي المحرر مع الغربي المستهدف في المعركة المرتقبة"..وبيّن أن "فرق الجهد الهندسي التابعة للقوات العراقية، وبدعم من التحالف الدولي، باشرت عملية تمهيد أكتاف نهر دجلة وتطهيرها استعداداً لنصب الجسور العائمة، التي ستكون كالممرات الآمنة التي تسهل عملية إخلاء المدنيين من الجانب الأيمن للموصل نحو المناطق الشرقية المحررة"..وأشار إلى أنّ "القوات العراقية وضعت خطة محكمة لتحرير الجانب الأيمن، والاستفادة من النهر كمانع طبيعي ضد تنظيم داعش".
وقدّر رئيس لجنة النازحين في غرفة العمليات العراقية المشتركة محمد الأمين، عدد السكان الموجودين في شطر الموصل الغربي بأكثر من 650 ألف مدني..وذكر أنّ "حصيلة الضحايا في الساحل الشرقي كانت مرتفعة، بسبب تحصن داعش بالسكان. ونأمل ألا يسقط مدنيون في المعركة المرتقبة". ولفت إلى أن "داعش يحتجز السكان، ولو سمح لهم بالخروج وخاض معركته من دون التحصن بهم، لكان الأمر سهلًا جدًا على القوات المشتركة باقتحام هذا الجزء من المدينة".
ورجّح عضو مجلس مدينة الموصل (الحكومة المحلية) محمد الحمداني أن "تتأخر عملية انطلاق المعركة إلى ما بعد العاشر من فبراير/شباط الحالي". وبيّن أن "الساحل الشرقي ما زال بحاجة لجهد عسكري لإكمال تطهيره، كما أن الطيران لديه أهداف يجب إنهاءها قبل التقدم بريًا".
وعقد وفد التحالف الوطني برئاسة عمار الحكيم٬ الأربعاء٬ اجتماعًا في محافظة ذي قار مع المحافظ وأعضاء مجلس النواب عن المحافظة..وقال مكتب الحكيم٬ إن "رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم وصل إلى محافظة ذي قار والتقى بالمحافظ وأعضاء مجلس المحافظة وبحضور أعضاء مجلس النواب من المحافظة".
وكان مصدر مطلع٬ أفاد بأن مكان عقد اجتماع التحالف الوطني في ذي قار، الأربعاء٬ سيكون في مركز التدريب والتطوير التابع لوزارة الكهرباء..وكانت تنسيقية التظاهرات في ذي قار٬ أكدت٬ الثلاثاء٬ أنها ستتظاهر الأربعاء احتجاجًا على زيارة وفد التحالف الوطني برئاسة عمار الحكيم٬ إلى ذي قار٬ معتبرة أن التحالف الوطني لم يعد مرغوبًا به في المحافظة.. وكان وفد التحالف برئاسة رئيسه٬ عمار الحكيم٬ زار محافظتا بابل وميسان٬ خلال الأيام الماضية.
وتلقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تطمينات التحالف الوطني بالتصويت على مرشحي 4 وزارات شاغرة عشيّة تقديمهم أمام البرلمان. كما تعهد التحالف بتمرير المرشح التركماني لتولي حقيبة الصناعة الذي اخفق في النهاية. وتؤكد كتلة دولة القانون أن العبادي أقنع جميع القوى السياسية بالأسماء التي طرحها. لكن كتلة إياد علاوي ترى عكس ذلك. ويتهم ائتلاف الوطنية، الذي يتزعمه علاوي، رئيس الحكومة بأنه "كرّس المحاصصة" في ترشيح وزيرين أمنيين تابعين لأحزاب.
وذكر الائتلاف، الذي انسحب من جلسة التصويت، أن الأخير كان قد وعده باختيار مرشح "تكنوقراط" لتلك الوزارات، وهو ما لم يحصل في النهاية، بحسب كتلة علاوي. وأكد العبادي، خلال جلسة مجلس النواب الأخيرة، أن "الأسماء المرشحة للوزارات الشاغرة لم تكن على أساس انتمائها للكتل وإنما على أساس المعطيات المقدمة".
وينفي تحالف القوى ترشيحه لوزير الدفاع اللواء عرفان الحيالي، الذي كان يشغل منصبًا رفيعًا في جهاز مكافحة الإرهاب، قبل استقالته قبل يوم من ترشيحه. كما عزا قيادي في تحالف القوى رفض المرشحة إنعام العبيدي لتولي حقيبة التجارة، إلى أحاديث عن ارتباطها بمكتب زعيم "متحدون" أسامة النجيفي. واعتذرت كتلة علاوي، عن تسلم وزارة التجارة، وعزت رفض مرشحة التجارة إلى كونها هي ومرشح الصناعة من التكنوقراط.
واختار البرلمان، الإثنين الفائت، اللواء عرفان الحيالي وزيرًا للدفاع خلفًا للوزير المقال خالد العبيدي. كما صوّت على اختيار قاسم الأعرجي وزيرًا للداخلية ليخلف بذلك محمد الغبان الذي استقال من منصبه بعد هجوم منطقة الكرادة صيف 2016. وتشير السيرة الذاتية للحيالي، وهو سُني ينحدر من بلدة حديثة في الأنبار، إلى أن النظام السابق اصدر بحقه حكماً بالإعدام في تسعينات القرن الماضي بتهمة انخراطه بتنظيم يسعى للإطاحة بنظام صدام، قبل أن يطلق سراحه بعفو خاصة بسبب "الضغط العشائري". وأقال البرلمان، في جلسة مثيرة للجدل عقدت في آب الماضي، خالد العبيدي، وهو سُني ينحدر من الموصل،بعد اتهامات بالفساد.
بالمقابل ينتمي الأعرجي، المولود في مدينة الكوت، إلى كتلة بدر، وهي ذات الكتلة التي ينتمي إليها الغبان. وأدى الوزيران الجديدان اليمين الدستورية أمام مجلس النواب في نفس جلسة التصويت. ولم تحصل الموافقة على شغل كل من إنعام العبيدي لوزارة التجارة، ويوسف علي الأسدي لوزارة الصناعة، الذي قدمه رئيس الحكومة بديلاً عن المرشح التركماني نجم الدين محسن، بعدما أدت انقسامات النواب التركمان الى استبعاده.
وكان التحالف الوطني استبق جلسة البرلمان الأخيرة ليعلن بدوره عن أسماء المرشحين للمناصب الأربعة الشاغرة. وأبرز النائب عامر الفايز، عضو الهيئة السياسية في التحالف الوطني، أن "العبادي قدم أسماء مرشحيه عشيّة جلسة التصويت أمام الهيئة". ولفت الفايز، إلى أن "رئيس الحكومة عرض أسماء المرشحين أمام الهيئة السياسية بناءً على طلب التحالف"، لافتًا إلى أن "التحالف كان يريد معرفة أسباب تعثر إكمال التعديل الحكومي".
وأشار العبادي خلال الاجتماع الأخير، بحسب الفايز، إلى أن "انقسام تحالف القوى تسبّب في عرقلة تقديم مرشح لوزارة الدفاع". ويؤكد عضو ائتلاف المواطن، بزعامة عمار الحكيم، أن "العبادي قال إنه عرض اسم مرشح الدفاع على كتلة الوطنية ولم تعترض"، مشيراً الى ان النائب عباس البياتي، التركماني الشيعي، وافق على مرشح الصناعة.
وتعهد التحالف الوطني لرئيس الوزراء بقائمة المرشحين التي طرحها في الاجتماع، بحسب النائب عن كتلة المواطن. لكن النائب كاظم الشمري، رئيس كتلة علاوي في البرلمان، يؤكد ان "رئيس الوزراء ضرب الإصلاحات عرض الحائط" عبر تقديم مرشحين حزبيين لوزاتي الدفاع والداخلية. وأعلن الشمري، أن "وزير الدفاع عضو في ائتلاف متحدون، وليس مرشحًا عن الكتلة فقط". وكان ائتلاف علاوي قدم 6 مرشحين لرئيس الوزراء، خلال الأشهر الماضية، متوقعاً ان يحظى احدهم بموافقة رئيس الحكومة والبرلمان.. وتابع الشمري أن "العبادي رفض فرصة الخروج من المحاصصة وعاد إلى ترشيح حزبيين الى الوزارات".
ويرى النائب المقرب من علاوي أن "جلسة البرلمان الأخيرة مثلت تراجعًا عن الإصلاحات"، لافتًا إلى أن "الكتل مررت الوزراء الحزبيين مقابل رفض مرشحي التجارة والصناعة وهما من التكنوقراط". وقال الشمري إن كتلته تدرس عدة خيارات في المستقبل "من ضمنها الانسحاب من العملية السياسية والتحول الى كتلة معارضة في البرلمان".
لكن النائب عامر الفايز، عضو الهيئة السياسية للتحالف الوطني، ذكر أن "إنعام العبيدي، مرشحة وزارة التجارة، أخفقت لأن تحالف القوى وائتلاف علاوي لم يتفقا".
وكان ائتلاف الوطنية رفض تولي منصب وزارة التجارة مجددًا، بعد أن قرر مجلس الوزراء فصل وزير التجارة السابق إثر ملاحقته بتهم فساد. وفسر مقربون من رئيس الوزراء، عقب جلسة التصويت، أن انسحاب ائتلاف الوطنية من الجلسة خلق "زوبعة سياسية" لإرباك الوضع السياسي والنيابي، مؤكدين ان اختيار وزراء الداخلية والدفاع لم يكن بضغط سياسي او دولي، بل انه جاء بناء على رغبة رئيس الوزراء.
ونفت النائبة انتصار الجبوري، عضو تحالف القوى، ترشيح كتلتها لوزير الدفاع اللواء الحيالي، مؤكدة بأنها اول مرة ترى الأخير في البرلمان. وذكرت الجبوري، "لانعرف الحيالي، وصوَّتنا عليه لأننا قرأنا في سيرته الشخصية أنه رجل مهني"، مشيرة الى ان "التحالف الوطني كان متمسكاً جداً بوزير الداخلية قاسم الأعرجي". وكان تحالف القوى قدم 10 مرشحين لوزارة الدفاع، 6 منهم قدمهم زعيم متحدون ونائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي. وتسرب حينها اسم الحيالي من ضمن قائمة الأخير. وبيّنت الجبوري أن البرلمان رفض التصويت على مرشحة التجارة نظرًا للحديث عن ترشحيها من مكتب النجيفي.
أرسل تعليقك