السلطة والأحزاب السياسية في الجزائر يتبادلان مسؤولية العزوف الانتخابي
آخر تحديث GMT03:12:38
 العرب اليوم -

السلطة والأحزاب السياسية في الجزائر يتبادلان مسؤولية العزوف الانتخابي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - السلطة والأحزاب السياسية في الجزائر يتبادلان مسؤولية العزوف الانتخابي

الانتخابات البلدية
الجزائر – ربيعة خريس

تعيش الطبقة السياسية والسلطة معًا في الجزائر, حالة من التوجس خوفًا من تأثير هاجس العزوف الانتخابي على الانتخابات البلدية المرتقب تنظيمها الشهر الجاري, وتكرار سيناريو الانتخابات البلدية التي جرت يوم 4 مايو / آيار الماضي.

وتحولت ظاهرة العزف الانتخابي إلى كرة تتقاذف مسؤوليتها كل من الأحزاب السياسية والسلطة فكل طرف يحمل المسؤولية إلى الطرف الآخر, في وقت يسيطر البرود على الشارع الجزائري, أيام قبيل انطلاق الحملة الدعائية وهو ما يطرح مخاوف واسعة من حالة عزوف ومقاطعة شعبية مؤثرة قد تهدد مسار الانتخابات المقبلة الذي يمثل أهمية بالغة للتشكيلات السياسية وصناع القرار في البلاد كونها تسبق الاستحقاقات الرئاسية المزمع تنظميها في ربيع 2019.

وساعات قليلة قبيل انطلاق الحملة الدعائية  للانتخابات البلدية المقررة في 23 نوفمبر / تشرين الثاني المقبل, توالت تصريحات عدد من أبرز المسؤولين الحكوميين مثل رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحي ورئيس الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات في البلاد عبد الوهاب دربال وقادة الأحزاب السياسية يتبادلون فيها مسؤولية العزوف الانتخابي.

وحمل رئيس الوزراء الجزائري, أحمد أويحي, الطبقة السياسية والأحزاب المشاركة وكذا القوائم الحرة المشاركة في الإنتخابات، وحدها مسؤولية العزوف الانتخابي الذي شهدته الانتخابات البرلمانية, مشيرًا إلى أن العزوف الانتخابي راجع لضعف عملية الترويج للمنتوج من طرف المتنافسين.

وتوقع أويحي, أن تفوق نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة تلك التي تم تسجيلها في الاستحقاقات النيابية وفق التحليل السوسيولوجي، وقال إن الحكومة تسهر على توفير جميع الوسائل للهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات من أجل حسن سير مهمتها.

ومن جانبه حمل رئيس حركة مجتمع السلم, أكبر الأحزاب الإخوانية في البلاد, عبد المجيد مناصرة, السلطة في البلاد مسؤولية العزوف الانتخابي بسبب خطاب " التهويل " و " التيئيس " الذي انتهجه رئيس الوزراء أحمد أويحي, قائلًا إن هذا الخطاب يؤدي إلى عزوف الكتلة الناخبة عن الانتخابات.

وأوضح مناصرة في مؤتمر صحافي, عقده أخيرًا, قائلًا "إنه ينتهج خطاب التخويف والتيئيس بعيدًا عن الحقيقة، فالتهويل ما هو الا خطاب مفلس لا يقدم أي شيء للجزائريين" موضحًا أن " من واجب السلطة تأمين الشعب لا تخويفه من عدم دفع الأجور".

واستبقت الحكومة الجزائرية الانطلاق الرسمي للسباق الانتخابي المقبل عبر حملة إعلامية ودعائية تحت شعار " لنبني بلادنا معًا " شملت القنوات التلفزيونية والإذاعات الحكومية وكذلك عبر الملصقات في الساحات والشوارع التي تحث المواطنين على المشاركة بكثافة.

ويرجح المتابعون للشأن الجزائري أن العزوف الشعبي عن الانتخابات يأتي نتيجة حالة من اليأس مترسخة لدى أوساط النخب والشباب من شفافية ونزاهة المسار الانتخابي، بخاصة بعد الجدل الحاد الذي أثارته الانتخابات الماضية، والتي أفرزت نتائجها المعلنة فوزًا كاسحًا لجبهة التحرير الوطني وسط بروز اتهامات واسعة بالتزوير.

ويرى الناشط السياسي, سمير بلعربي, أن أكبر هاجس أصبح يواجه السلطة منذ سنوات العزوف عن المشاركة في المواعيد الانتخابية, حيث شهدت النسب تناقصًا رهيبًا في العشرية الأخيرة، وقال المتحدث, في تصريحات لـ " العرب اليوم " إنه وبالرغم من الحملات الدعائية و الاشهارية التي تخصصها وزارة الداخلية لإنجاح الموعد الاستحقاقي إلا أن نسبة العزوف الانتخابي في ارتفاع رهيب, مشيرًا إلى وجود عدة أسباب جعلت الجزائري يقاطع المواعيد الانتخابية أهمها فقدان الثقة في مصداقية الانتخابات، بخاصة بعد التزوير الذي شهدته الانتخابات الماضية, جعل الناخب مقتنعًا أن صوته لن يصل لمن صوت عليه, ومن بين الأسباب الأخرى يقول سمير بلعربي, إن فقدان الثقة في المترشحين وأحزابهم الذين تخلوا عن وعودهم بمجرد الوصول لقبة البرلمان أو المجالس المحلية كما أن الانتخابات لم تعد في نظرهم وسيلة للتغيير.

وتوقع سمير بلعربي, انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية مقارنة بتلك التي تم تسجيلها في الانتخابات النيابية لعدة أسباب أبرزها التغييرات التي شهدتها الحكومة خلال الصيف الماضي, وخطاب رئيس الوزراء الجزائري حول مستقبل البلاد في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تشهدها البلاد جراء تهاوي أسعار النفط في الأسواق العالمية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطة والأحزاب السياسية في الجزائر يتبادلان مسؤولية العزوف الانتخابي السلطة والأحزاب السياسية في الجزائر يتبادلان مسؤولية العزوف الانتخابي



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط
 العرب اليوم - 3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم

GMT 02:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

استشهاد أكثر من 40 شخصًا في غارات إسرائيلية على لبنان

GMT 10:37 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف 3 قواعد إسرائيلية برشقات صاروخية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab