غزة ـ محمد حبيب
وجه الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي الشهير ألون بن ديفيد، انتقادا حاد للسياسيات الإسرائيلية، المتعلقة بالأمن الداخلي للمجتمع الإسرائيلي، حيث طالب القيادة بأن تتحلى بمزيد من المسؤولية، مشددًا على أنه لا توجد أية إشارة لاندلاع مواجهة قريبة مع قطاع غزة وحركة "حماس"، وقال: "كفى تخويفًا فالمجتمع الاسرائيلي يحتاج قيادة تعطيه أيضًا أمل".
وأضاف بن ديفيد: "لا يوجد أية إشارة لمواجهة قريبة مع غزة، وإذا ما كانت الإجابة نعم يوجد مواجهة، فنحن قد اخترنا أن نكون الساعين إليها"، كما تساءل: "كيف تحولنا إلى مجتمع خائف إلى هذا الحد؟ لقد تحولنا إلى أمة مؤسسة على الخوف والشعور بقلة الحيلة، وكلما سمعنا تصريحًا لسياسي فقط ليخيفنا ذهبنا؟".
ووصف الكاتب والمحلل الإسرائيلي، أن النصر الذي "يبيعه" ويسوقه وزير التعليم نفتالي بينيت، للمجتمع الإسرائيلي بـ "الأجوف"، وأن ووعوده تشبه إلى حد كبير ما كان ينادي به وزير الحرب أفيجدر ليبرمان قبل تسلمه حقيبة الحرب، معتبرًا أن المواجهة مع قطاع غزة، ليست مصلحة إسرائيلية أو "حمساوية"، مؤكًدا أن كلا منهما لديه حسابات تمنعه من القيام بالمواجهة في الفترة الحالية.
ونوه إلى أن "حماس" هي العدو الاستراتيجي لإسرائيل"، مبيًنا أن من يحاول إقناع الإسرائيليين بإنهاء أو حسم الحركة في قطاع واهم ويبيع للمجتمع السراب، مشددا على أن "حماس" متجذرة في الشعب الفلسطيني، حيث أضاف :" حماس حركة غزية جذورها ضاربة في قلب المجتمع الغزي، في قلوب وعقول الغزيين، كي تقضي على حماس يجب أن تحتل القطاع من جديد وتمكث هناك سنين".
ودعا "بن ديفيد" قيادة الاحتلال الإسرائيلي، بالعودة لعقلية "بن غوريون" الأمنية، والتي أسست لإسرائيل" كيفية التعامل مع الخطر المحدق بها، مشيرًا إلى أنه من الواجب إيجاد حالة من الردع مع الخطر المحدق بنا، مع العمل على إبعاد المواجهة المقبلة مع "حماس" في قطاع غزة، مستدلا بالقول: "مصر تكره حماس أكثر منا لكنها تقاربت معها لقطع علاقتها مع داعش".
وتابع: "هذه الفرصة من التقارب بين حماس ومصر وبين مصر وأمريكا من الممكن أن تستغل لعقد تبادل أسرى، وتحسين الوضع في غزة.
وعلى خلفية التوتر في حدود غزة، وانتظار تقارير مراقب الدولة، وحقيقة أن الجهاز العسكري لم يطور بعد القدرة التي تعطي جوابًا وحلًا لتهديد الانفاق، فإن الأميركي ديفيد تشارني، ارسل اقتراحا لافتًا في هذا الأمر، بسيطا ومفاجئا: إقامة قناة مائية حول قطاع غزة.
والمفاجىء هو أن الأمر جاء ممن ليس مهندسًا أو خبيرا عسكريًا، الدكتور تشارني هو عالم نفس يهودي أمريكي، عيادته توجد في ولاية فيرجينيا، وهو يتعلق بكل احساسه بإسرائيل، وعلى مدى عشرين عام كان يعمل طبيبًا نفسيًا مع الـ سي.آي.ايه.
في مقابلة مع صحيفة معاريف قال تشارني إن الفكرة تعتمد على حكمة البساطة اسرائيل، بالتعاون مع مصر، تقوم بإحاطة القطاع بقناة مائية عميقة وواسعة يتم ضخ مياه البحر المتوسط اليها، وهو يقترح قناة بعرض 200 متر وعمق 60 مترًا، والقناة ستمر في شمال غزة وتلتقي مع البحر المتوسط وتحيط القطاع حتى نقطة الالتقاء في الجنوب، حيث الحدود مع مصر، مشددًا على أن الحديث هو عن فكرة قديمة لبناء النفق كأداة دفاعية أمام الغزاة، بحسب قوله.
من أجل عدم خلق الشعور الصعب للحصار على غزة لدى مليوني شخص، ومن أجل تخفيف السياق الامني السلبي لهذه الخطوة، يقترح تسميتها "قناة إسرائيل" كي تذكر بقناة السويس، التي اعتبرها تقوم بنقل البضائع وتربط بين الأمم ولا تفرق بينها.ويذكر أن عمق قناة السويس هو 24 مترًا، وتم توسيعها اخيرًا ليصبح عرضها 100 مترًا.
أرسل تعليقك