أكّد الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، الاثنين، أن الدبلوماسية السعودية تسعى بجهود مكثفة للوساطة بين الدول لحل النزاعات بالطرق السلمية، وتعزيز الحوار والتفاهم والتقارب من أجل سلام مستدام، وعدّ أن الأحداث الجارية في المنطقة والعالم، تُبرز الحاجة الماسة لإنسانية موحّدة.
وخلال كلمته في افتتاح «منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع» الذي يستمر لمدة يومين، في العاصمة السعودية الرياض، وينظّمه «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، أشار وزير الخارجية السعودي إلى أن انعقاد المنتدى يعكس اهتمام المملكة بتعزيز الحوار حول العمل الإنساني ومناقشة التحديات المرتبطة به في ظل ما يواجه العالم.
وأوضح الوزير السعودي أن بلاده حرصت طوال تاريخها على مد يد العون والمساعدة للدول والشعوب المحتاجة وإغاثة المنكوبين حول العالم بلا تمييز، انطلاقاً من مبادئها الإنسانية ودورها المبني على الاعتدال والمسؤولية تجاه القضايا الإنسانية، وأضاف أن السعودية بذلت جهوداً بالغة حتى أصبحت من كبار الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية على المستوى الدولي.
وكشف الأمير فيصل بن فرحان أن إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية التي قدمتها السعودية تجاوز 133 مليار دولار، استفاد منها أكثر من 172 دولة حول العالم، وتابع أن بلاده أطلقت عدداً من الحملات المختلفة لـ«مساعدة الأشقاء في الدول المتضررة»، على غرار الحملة الشعبية لإغاثة الفلسطينيين بمجموع تبرعات يزيد على 700 مليون ريال، إلى جانب مشروع «مسام» لنزع الألغام من الأراضي اليمنية وتطهيرها حيث ساهم منذ عام 2018 في إزالة أكثر من 430 ألف لغم لتخفيف التهديدات المباشرة على حياة الشعب اليمني.
وفي الشأن السوداني، قال الأمير فيصل بن فرحان إن بلاده بادرت منذ بداية الأزمة بتسخير جهودها الدبلوماسية في العمل على اتفاقية «جدة 1» و«جدة 2»، والتي ساهمت في ضمان إيصال المساعدات الإنسانية لمحتاجيها وتنفيذ أول عملية إجلاء بحري للعالقين في السودان، مما أسهم في إنقاذ أكثر من 8400 شخص من 110 دول مختلفة.
وشدّد وزير الخارجية السعودي على أن بلاده حريصة على تنفيذ مشاريع إغاثية عاجلة تشمل قطاعات الاستجابة الطارئة، والأمن الغذائي، والإيواء، والإصحاح البيئي، والمياه، عن طريق «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» بالتعاون مع الشركاء الدوليّين.
وأكد بن فرحان استمرار جهود المملكة الإنسانية والدبلوماسية عن طريق تعزيز الشراكات مع المنظمات الدولية، وتوسيع نطاق تقديم المساعدات، وتبادل أبرز الخبرات والتجارب، والسعي لتحقيق الريادة في العمل الإنساني، استناداً لما تحمله المملكة من مبادئ في هذا الصدد.
وخلال كلمته، نوّه الوزير السعودي بأهمية الدور الفعال لـ«الدبلوماسية الإنسانية» وسط تصاعد الأزمات الإنسانية في السنوات الأخيرة، في تنسيق الجهود وتعزيز الاستجابة الإنسانية باعتبارها قوة داعمة للجهود الدبلوماسية لتذليل التحديات الإنسانية، من خلال الالتزام بمبادئ القانون الدولي والإنساني في تأمين الممرات الإنسانية، والمساهمة في الحوار والتفاوض لضمان وصول المساعدات إلى مناطق النزاع، مشيراً إلى أن «التفاعل بين الأخلاقيات الإنسانية والسياسية يشكِّل جوهر العمل الإنساني».
وأكد الوزير أن بلاده سعت جاهدة إلى الحيلولة دون تدهور أوضاع البلدان والمجتمعات المتضرّرة وإيجاد حلول عملية وفعالة من خلال التعاون الإقليمي والدولي، وأردف: «نؤكِّد أهمية إيجاد حلول جذرية للأزمات الإنسانية، وتطوير العمل الإنساني من خلال وضع حلول بنّاءة، وتعزيز التعاون، ومشاركة المعلومات وأبرز الخبرات، للمساهمة في تحقيق أهداف العمل الإنساني النبيل وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة، تفادياً لاتساع الفجوة بين الاحتياجات الإنسانية والموارد المتاحة».
وأشاد بن فرحان بجهود «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، خصوصاً عقد المنتدى بالنظر لأهميته في الوقت الحالي، وشدّد على أن بلاده ملتزمة بالقيم الإنسانية، داعياً الجميع للسعي بجهد نحو بناء مستقبل يلبّي فيه العمل الإنساني كافة الاحتياجات العاجلة للمتضرّرين، والتواصل المستمر بين الشركاء للحفاظ على المبادئ الإنسانية في مواجهة الأزمات المستقبليّة، والمساهمة في تشكيل عالمٍ أكثر عدلاً وإنسانية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
مطالبات سعودية باكستانية بوقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات إلى غزة
بن فرحان يبحث مع بلينكن خطورة التصعيد بين إيران وإسرائيل
أرسل تعليقك