بغداد - نجلاء الطائي
أعلن الجنرال الأميركي شون ماكفارلاند، قائد الحملة التي يشنها التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، أن ما يقارب 45 ألف متطرف من التنظيم قتلوا في العراق وسورية، منذ بدء الحملة التي يشنها التحالف لهزيمة "داعش"، قبل عامين. وأضاف: "تشير تقديراتنا إلى أنه خلال الأشهر الـ11 الماضية قتلنا نحو 25 ألفًا من مقاتلي "داعش"، وعندما نضيف ذلك العدد إلى 20 ألفا قتلوا، وفق تقديرات سابقة، يتبين أنه تم القضاء على 45 ألفا من مقاتلي العدو".
وحثت قيادة العمليات المشتركة المدنيين في المحافظات الساخنة إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية، وأشارت إلى تأمين وصول وسائل الإعلام إلى جانب المقاتلين لساحات القتال ضد "داعش"، كاشفًا عن إيقاف العديد من مواقع التنظيم الإلكترونية.
وقال الناطق باسم القيادة، العميد يحيى رسول، للصحافيين، إن هناك خططًا إعلامية ترافق العمليات العسكرية قبل بدئها وبعدها، مبيناً أن القوات الأمنية قامت بإلقاء المنشورات على المناطق الواقعة تحت سيطرة "داعش"، لحث المواطنين على التعاون مع القوات الأمنية، وفتح الممرات الآمنة، وتأمين وصول وسائل الإعلام إلى مناطق القتال.
وأضاف "رسول" أن هناك تعاونًا من قبل التحالف الدولي، حيث قدم أموالاً تقدر بخمسة ملايين دولار، في المؤتمر الأول، العام الماضي"، من أجل تجهيز معدات تخص بناء المؤسسة الإعلامية. ومن جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، صباح النعمان: "استطاع الجهاز جذب المواطنين نحوه، من خلال تغير الرؤى لدى ساكني المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش، والتي يتم تحريرها على أيدي القوات الأمنية، التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب".
وبدوره أكد الكولونيل جبسن رايت، أحد قادة التحالف، إن التحالف بدأ هذا العام في تقديم دورات تتكون من 12 مرحلة، تخص العمل على تحديث طرق التعامل وإدارة الإعلام الموجه، واستمالة المواطنين نفسيًا نحو القوات الأمنية، التي تتقدم نحو تحرير المدن، مبينًا أنه تم إكمال سبع مراحل، وسيتم تقديم المتبقى في العام المقبل. وقال "رايت" إن قوات التحالف عملت على إيقاف مواقع إلكترونية كثيرة لتنظيم "داعش" على الإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي.
وانطلقت في العاصمة بغداد، الأربعاء، أعمال المؤتمر الدولي الثاني للعمليات النفسية والإعلامية، لمواجهة تنظيم "داعش"، بمشاركة 50 دولة، و70 خبيرًا دوليًا، فيما ستستمر فعاليات المؤتمر لمدة يومين. وأعلن الفريق رائد شاكر جودت، قائد الشرطة الاتحادية، أن قواته القت القبض على المتطرف أبوحمزة العويسي، ومساعديه المنتمين إلى ما يسمى بـ"ولاية الجنوب"، خلال عملية أمنية، جنوب بغداد. وأضاف أن "اللواء السابع" ألقى القبض على المتطرف أبو أيوب الزوبعي، مسؤول القناصين في ما تسمى بـ"ولاية الفلوجة"، إثر عملية استخبارية في منطقة الزيدان، غرب بغداد.
وأضاف ان اللواء17 داهم مخبأ لعناصر "داعش"، غرب سامراء، واستولى على سبع منصات لإطلاق الصواريخ، وعشرات الخرائط والوثائق، وقاذفات صواريخ مضادة للدروع. وأوضح "جودت" أن تم قتل 11 متطرفًا، وتفجير 24 عبوة ناسفة، وثلاثة مواضع دفاعية لـ"داعش"، خلال عمليات تطهير ما تبقى من جزيرة الخالدية.
وفي سياق ملفات الفساد الكبيرة، التي يًعاني منها العراق ،وقعَّت الحكومة العراقية مُذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة، لإشراك محققين دوليين في ملفات الفساد. وذكر بيان مقتضب لمكتب رئيس الوزراء، حيدر العبادي، أن العراق وقع مذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة لإشراك محققين دوليين في ملفات الفساد الكبرى، ذات الأولوية".
ونقل بيان للبعثة الأممية في العراق "يونامي"، عن معاون مدير مكتب رئيس الوزراء، نوفل الحسن، قوله: "إنّ وضع حدّ للإفلات من العقاب في صلب أجندتنا الإصلاحية، لقد تواصلنا مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لطلب توفير دعم فني لتعزيز قدراتنا في التحقيق في قضايا الفساد، وملاحقتها قضائيًا".
ومن جهتها قالت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنسّقة الشؤون الإنسانية في العراق، ليز غراندي: "يقف البرنامج الإنمائي على أهبة الاستعداد لدعم عملية الإصلاح بكل طريقة ممكنة، الإصلاحات صعبة وحساسة، لكنّ تعزيز الحوكمة على رأس الأولويات، مع اقتراب هزيمة داعش". وأضافت أن برنامج الامم المتحدة الإنمائي سيعمل، وفق بنود الاتفاقية، على توظيف محققين دوليين للمساعدة في تدريب المحققين العراقيين، وتقديم المشورة، وسيكون مقرّ المحقق الرئيسي في هيئة النزاهة، ومجلس القضاء الأعلى.
ويحقق القضاء، وهيئة النزاهة، في العراق في تهم فساد، أثارها أخيرًا وزير الدفاع، خالد العبيدي، ضد رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، ونواب ومسؤولين ورجال أعمال، حيث اتهمهم بممارسة عمليات "ابتزاز" لصفقات بعقود في مجال التسليح وطعام الجنود، تقدر بملايين الدولارات. كما كشف رئيس الوزراء حيدر العبادي، الأربعاء، عن تعرضه لابتزاز من نائب عن ائتلاف دولة القانون، ليتخلي عن استجوابه في البرلمان، مقابل مناصب عليا وامتيازات. وتضع منظمة الشفافية الدولية العراق، منذ سنوات عدة، في ذيل تصنيفها للدول التي تشهد فسادًا.
أرسل تعليقك