القاهرة - محمود حساني
حرَّرت القوات الخاصة الليبية بالتعاون مع مديرية أمن منطقة البريقة مساء الخميس 11 آب/ أغسطس الجاري 23 عاملا مصريا من مختطفيهم.
وذكر مصدر عسكري رفيع في تصريحات صحافية له، أن القوات الخاصة الليبية "الصاعقة" بالتعاون مع مديرية أمن البريقة أطلقت سراح 23 عاملا مصريا اختطفوا بداية الأسبوع الجاري أثنا عودتهم إلى مصر عن طريق أجدابيا من قبل مجموعة مسلحة. مضيفا أن كل العاملين الـ23 المصريين بخير وبصحة جيدة وهم لدى القوات الخاصة الليبية لحين الإعداد والتجهيز لعودتهم إلى القاهرة، ولم يعط مزيدا من التفاصيل عن عملية تحرير المصريين الـ23.
تعود تفاصيل الواقعة عندما أعلنت الخارجية المصرية الأحد الماضي اختطاف 23 عاملًا مصريًا كانوا في طريقهم إلى الحدود الليبية المصرية ، وأوقفوا من قبل 3 سيارات على متنها عدد من المسلحين ، وكان العمال المصريين قادمين من مسلاتة على متن 3 حافلات صغيرة، واقتيد الجميع إلى جهة مجهولة دون أن تحدد الجهة التي نفذت عملية الاختطاف؛ ولم تكن هذا الحادث هي الأول بل سبقه أكثر من 11 حادث تعرضت لها العمالة المصرية خلال العام والنصف الماضيين، نرصد في السطور التالية أبرز حوادث الخطف التي تعرض لها المصريون العامليين في ليبيا:
استيقظ المصريون في 23 من شهر نيسان/ أبريل الماضي على خبر مقتل 30 مصريا من المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا، على أيدي أحد عصابات تهريب البشر في مدينة بني وليد غرب ليبيا، حسب تصريحات المتحدث باسم الخارجية المصرية، نجم هذا الحدث عن مشاجرة بين مجموعة من المصريين وعدد من أفراد عصابات تهريب البشر. وفي 1 شباط/ فبراير 2015 تعرضت العمالة المصرية إلى واحد من أبشع الحوادث التي أثارت غضبًا شعبيًّا عارمًا آنذاك ، فقد اختطف تنظيم "داعش" المتطرف 21 من العمال الأقباط في مدينة سرت وذبحهم وبث فيديو يوضح إعدامهم على ساحل العاصمة الليبية، وأظهر التسجيل قطع رؤوس الضحايا المصريين بطريقة بشعة، وهم يرتدون البدلات البرتقالي، وبعدها أمر الرئيس السيسي بتوجيه ضربات جوية لمعاقل التنظيم في درنة.
واختطف مسلحون في طرابلس 5 عمال مصريين، بينهم 3 من محافظة الفيوم في حزيران/ يونيو 2015 ، وطلبوا فدية قيمتها 2500 دينار ليبي من المقاول الذين يعملون معه بقيمة 10 آلاف جنيه مصري. وخلال كانون الثاني/ ديسمبر 2015 تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر شابًّا مصريًّا يرتدي بدلة برتقالية، يعلن اختطافه هو و6 آخرين من جماعة مسلحة بليبيا؛ لطلب فدية من أسرهم، مستغيثًا بأهله من أجل مساعدتهم في إطلاق سراحهم، ودفع الفدية المطلوبة
تشهد ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 أوضاعًا أمنية متدهورة وتصاعدًا في أعمال العنف وانتشار السلاح؛ كل ذلك آلقى بظلاله على العمالة المصرية الموجودة هناك من أجل لقمة العيش .
ووفقًا لتقارير رسمية هناك أكثر من مليون مصري يعملون في ليبيا ، وبسبب تدهور الأوضاع الأمنية بعد سيطرة عناصر تنظيم "داعش" المتطرف والجماعات المسلحة على عدد من المدن- فضّل قطاع عريض منهم العودة إلى مصر ، وعدد قليل منهم فضّل البقاء رغم تحذيرات وزارة الخارجية التي تناشد فيها المصريين العاملين هناك بالعودة إلى بلادهم حفاظًا على سلامتهم .
ولا تزال الجهة التي تقف خلف الحوادث التي تتعرض لها العمالة المصرية في ليبيا مجهولة، وسط تقارير أمنية تُشير إلى وقوف جماعة "الإخوان" المحظورة في ليبيا وراء تلك الحوادث من خلال تحريضها الجماعات المسلحة وتقديم دعم مالي لها لارتكابها؛ وتتمثل دوافع "الإخوان" في وقوع مثل هذه الحوادث من حين لآخر لتحقيق عدد من الأهداف السياسية ،
الهدف الأول إحراج الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ،
والهدف الثاني إرسال رسالة إلى المواطن المصري بأن كرامته في الخارج مُهدرة أثناء عهد الرئيس السيسي ،
والهدف الثالث محاولة إحداث فتنة طائفية داخل مصر من خلال خطف المسيحيين المصريين العاملين في ليبيا ،
كما حدث في عام 2015 ، عندما ذبح تنظيم "داعش" المتطرف 21 مسيحيا مصريا. وترتبط جماعة " إخوان ليبيا" ارتباطًا أيديولوجيا وتنظيميا بالجماعة الأم في مصر ، التي تعرضت لضربة كبيرة في 2013 جعلتها تفقد توازنها إثر ثورة 30 حزيران / يونيه 2013، وما صاحبها من عزل الرئيس المنبثق عن جماعة "الإخوان" في مصر محمد مرسي .
أرسل تعليقك