غزة – محمد حبيب
ذكرت إذاعة الاحتلال الإسرائيلي، صباح الأحد، أن القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال أعلنت حالة تأهب قصوى، خشية قيام حركة "حماس" وفصائل المقاومة بمهاجمة إسرائيل، حيث رفع جيش الاحتلال من حالة التأهب في صفوف قواته عند الشريط الحدودي مع قطاع غزة، تحسبًا لإمكانية هجوم قد تنفذه "كتائب القسام"، الذراع العسكري لحركة "حماس".
وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن هذه الخطوة تأتي في أعقاب اغتيال القيادي في الحركة، مازن فقهاء، حيث اغتيل فقهاء بإطلاق النار عليه من مسدس كاتم للصوت، قرب بيته في غزة، مساء الجمعة، ووجهت حماس إصبع الاتهام إلى الاحتلال، وتوعدته بالرد. ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن عملية الاغتيال هذه، لكن إعلامها يكرر، منذ السبت، رواية تزعم أن جهات أخرى ربما نفذت عملية اغتيال فقهاء، بينها تنظيمات جهادية أو جهات داخل "حماس" نفسها.
ووفق الإذاعة الإسرائيلية، فإن فقهاء كان أحد قادة الذراع العسكري لـ"حماس" الذين خططوا لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، تنطلق من الضفة الغربية، لكن صحيفة "يديعوت أحرونوت" ذكرت، الأحد، أن اغتيال فقهاء جاء في أعقاب تحذيرات أجهزة الأمن الإسرائيلية من أن "حماس" تخطط لتنفيذ عملية تفجيرية خلال عيد الفصح اليهودي، بعد أسبوعين. وتأتي حالة التأهب خوفًا من رد فعل غير متوقع من قبل المقاومة، ردًا على اغتيال فقهاء، ووفقًا لمزاعم الإذاعة الإسرائيلية، فإن الشهيد فقهاء كان في الآونة الاخيرة أحد الرؤوس المخططة لتنفيذ عمليات في الضفة الغربية .
ومن جهته، دعا الكاتب الإسرائيلي رون بن يشاي وزارة الأمن في تل أبيب إلى الاستعداد لاحتمال المواجهة، أو عملية انتقامية كبيرة لحركة "حماس"، ردًا على جريمة اغتيال مازن فقهاء في غزة. وقال بن يشاي، في مقال تحليلي له في الصحيفة، الأحد: "في إسرائيل لم يؤكدوا ولم ينفوا أي علاقة لهم باغتيال القيادي العسكري في حماس فقهاء، وهذا لم يعد مهمًا في ظل اتهام حماس لإسرائيل، وهو اتهام سيرفع من درجة التوتر، ويزيد احتمال مواجهة قريبة في ساحة غزة، وقد تحاول الحركة الانتقام لفقهاء بعملية كبيرة".
وأضاف المحلل الإسرائيلي: "حماس ستفضل استهداف جنود إسرائيليين، أو قيادات في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وهذا تكتيك يجب أن تكون إسرائيل جاهزة له، ويمكن القول إن تدهور الأوضاع بيننا وبين الفلسطينيين في قطاع غزة تزداد احتماليتها مع اغتيال فقهاء، وهذا لن يكون غدًا صباحًا، وستنتظر حماس الفرصة المناسبة من أجل الانتقام، الذي قد يكون في الضفة الغربية أو من خلال قطاع غزة".
وتساءل بن يشاي: "إن كانت إسرائيل هي من اغتالت مازن فقهاء، فهل كانت عملية الاغتيال خطوة صحيحة ومقبولة؟، إن كانت الإجابة نعم، هذا يعني أن العملية كانت إيجابية". وأشار إلى أن فقهاء واحد من الأسرى المحريين في صفقة الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، ومنذ لحظة إطلاق سراحه انضم إلى الجهاز العسكري لـ"كتائب عز الدين القسام"، وبدأ التخطيط لتنفيذ عمليات مقاومة في الضفة الغربية.
وتحدث المحلل الإسرائيلي عن التهديدات التي أرسلها جهاز الأمن العام "الشاباك" إلى مازن فقهاء عبر عائلته، المقيمة في طوباس، وفق ما روى والده، والذي قال إن ضباط "الشاباك" قالوا للعائلة: "إن لم يتوقف مازن عن محاولات إقامة خلايا في الضفة الغربية سيعاقب". ويقول بن يشاي: "إن صحت رواية والد فقهاء، هذه التحذيرات كانت بمثابة البطاقة الصفراء لمازن، وعملية الاغتيال كانت البطاقة الحمراء لقيادة حماس في قطاع غزة، ويمكن القول إن إسرائيل لم تكن معنية باغتيال فقهاء لولا دوره في العمل على تأسيس خلايا عسكرية في الضفة".
واعتبر أن عملية الاغتيال، حتى لو لم تنفذ على يد إسرائيل، أو على يد أشخاص جندتهم، تعتبر رسالة إلى كل مُحرَري "صفقة شاليط"، إن عادوا إلى أساليبهم القديمة. وختم قائلا: "في كل الأحوال، وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، لن يكون منزعجًا من عملية التصفية، والعملية تتناسب مع سياسية الصقور التي يتبعها في وزارة الأمن الإسرائيلية، وحتى الآن لا يوجد دليل على أن إسرائيل نفذت العملية، ولكن يجب الاستعداد لاحتمال المواجهة، أو لعملية انتقامية كبيرة قد تنفذها حماس".
أرسل تعليقك