غزة – محمد حبيب
أكد الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس" موشيه ارنس أن تقرير مراقب الدولة يوفر معلومات كثيرة حول عملية اتخاذ القرارات خلال عملية الجرف الصامد على قطاع غزة. وأضاف في مقال له نشره اليوم الثلاثاء في الصحيفة أنه رغم وجود مكان للانتقاد إلا أن عملية اتخاذ القرارات في القضايا المرتبطة بالعمليات العسكرية تحسنت بشكل ملموس منذ إقامة مجلس الأمن القومي في 1999 بخاصة في السنوات الأخيرة منذ أصبح المجلس جزء من سلسلة اتخاذ القرارات.
وأكد أن الانطباع من تقرير المراقب بأن الأنفاق التي حفرتها حماس كانت المشكلة السياسية التي واجهتها إسرائيل خلال الجرف الصامد.
وقال :" لا شك انها شكلت مشكلة بالنسبة لمواطني إسرائيل الذين يعيشون بالقرب من قطاع غزة، والذين كان يمكنهم الاصطدام فجأة بعناصر فلسطينية تخرج من نفق قرب بيوتهم، ولكن، المشكلة الاكبر، ذات الطابع الاستراتيجي، هي مستودع الصواريخ والقذائف التي تملكها حماس والجهاد الاسلامي".
وبين أن القذائف تهدد كل الجمهور الإسرائيلي الذي يعيش بجانب القطاع، بينما الصواريخ ذات المدى الأطول تغطي كل جنوب إسرائيل، والقبة الحديدية توفر ردًا جزئيًا لهذه التهديدات. وأكد الكاتب الإسرائيلي أن الكثيرين سيوافقون على أن تكرار النتائج التي تم تحقيقها في الجرف الصامد، في حال وقوع جولة اخرى من المعارك، لن تعتبر مريحة من حيث النظرة الأمنية الإسرائيلية، مبينًا أنه من دون علاقة بما إذا كنا نرى في الجرف الصامد نجاحًا أو فشلاً.
وتابع:" من الواضح أنه في المرة المقبلة ستكون هناك حاجة لتحقيق اهداف العملية خلال أيام معدودة وليس أسابيع، اذا وقعت عملية أخرى فعلا، يجب أن يكون هدفها تحقيق الهدوء الدائم في الجنوب، لأن معادلة "الهدوء مقابل الهدوء" التي اعلنوا عنها في المرة الأخيرة، والتي تمنح الحصانة لقادة حماس في غزة فقط، ولن تحقق هذا الهدف.
وقال آرنس:" يجب إعادة فحص الادعاء الذي نسمعه بين الحين والآخر، وهو أن سلطة حماس أفضل من أي بديل آخر، ولذلك لا يجب إصابة قادتها (..) مبينًا أن الادعاء القائل بأن توجيه ضربة يائسة إلى حماس، بشكل لا يمكنها بعدها اطلاق صواريخ أو حفر انفاق، ستقود بالضرورة إلى غوص الجيش الإسرائيلي في الوحل الغزي لفترة غير معروفة – هو ادعاء مشكوك فيه. ستكون هناك حاجة إلى تكليف مجلس الأمن القومي بفحص بدائل لتواجد الجيش المتواصل في غزة حتى انتهاء العملية".
ويضيف الكاتب في هذه الظروف الباعثة على اليأس لا يمكن إلا التساؤل عن قدرة حماس في الحفاظ على هدوء نسبي، وعن عملها ضد منظمات تسعى إلى المس بصلاحياتها عبر اطلاق النار على "إسرائيل". وفي ظل غياب النية لإدارة المفاوضات مع الفلسطينيين بشكل عام ومع حماس بشكل خاص، على الحكومة أن تدرس على الفور سبلًا أخرى لتهدئة التدهور في غزة، وعلى رأسها التخفيف من ضائقة الحياة في القطاع.
أرسل تعليقك