القاهرة - أكرم علي
اعتبر مندوب قطر في الجامعة العربية سيف بن مقدم البوعينين أن ما ترتكبه قوات النظام السوري من جرائم وحشية وانتهاكات غير إنسانية، واستهداف للمستشفيات والمراكز الطبية في المدينة وما تمارسه من تدمير ممنهج للبنى التحتية للمدينة وقصف مواقع الآثار، تشكل جرائم ترقى بكل تأكيد إلى جرائم حرب، وينبغي على المجتمع الدولي تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة الدولية والعمل بكل جد وبصورة عاجلة لوقف هذه الأعمال البربرية لإنقاذ المدينة وسكانها المدنيين الأبرياء.
وقال سيف بن مقدم خلال كلمته في الاجتماع الطارئ للجامعة العربيةعلى مستوى المندوبين اليوم، "إن الأمة العربية، بل والعالم أجمع يعيش هول فاجعة ما تتعرض له مدينة حلب السورية من عمليات إبادية وحشية، ترتكبها قوات النظام السوري والمتحالفون معه عبر قصف عشوائي مستمر يطال المواطنين الأبرياء ويسحق الأخضر واليابس، وينتهك كل مبادئ حقوق الإنسان، وبل وأصلها الأصيل المتمثل في الحق في الحياة كما يمارس النظام وزبانيته عمليات إعدام ميدانية بشعة وغير مسبوقة، يأبى أن يقبلها أي ضمير إنساني حي، وهو ما يحتم على مجلسنا الاضطلاع بمسؤولياته والتزاماته الواردة في ميثاق جامعة الدول العربية، وبلورة موقف عربي موحد وجاد لإجبار هذا النظام وحمله على وقف عدوانه غير الإنساني على السكان المدنيين والذي يستخدم فيه كافة أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة المحظورة والمحرمة دوليًا في مواجهة مدنيين عزل مسالمين لا ذنب لهم.
وأشار مندوب قطر إلى أن قرابة المائة ألف مدني سوري أو يزيد يعيشون في بقعة لا تتعدى بضعة كيلومترات، يعانون وضعا إنسانيا كارثيا ويفتقرون للحد الأدنى من أبسط مقومات الحياة، يواجهون الموت يوميًا، وهم عزل إلا من إيمانهم وحقهم في الحياة والعيش الكريم، وهو ما يحتم على مجلس الأمن الدولي الاضطلاع بمسؤولياته القانونية والسياسية والأخلاقية وإلزام جميع الأطراف ذات الصلة بالعمل على التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار يسمح بإغاثة وإنقاذ المدنيين.
وشدّد سيف بن مقدم البوعينين أن الفشل المستمر لمجلس الأمن في التصدي لمسؤولياته السياسية والقانونية وقبل ذلك الأخلاقية وعدم قدرته على التوصل إلى أي قرار بشأن الأوضاع الكارثية في سوريا، لمرات عديدة خلال الفترة الوجيزة الماضية، فضلًا عن عجزه في تنفيذ القرارات التي توصل إليها في السابق، يجب أن لا يثنينا عن بذل الجهود الحثيثة لتفعيل دور مجلس الأمن في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، بوصفهما الوظيفة الأساسية لهذا المجلس والتي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة، وإن على الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التحلي بروح المسؤولية السياسية والأخلاقية في ممارسة دورها الذي حدده لها القانون الدولي، والتي توجب وتحتم ضرورة العمل على إنهاء الحروب والنزاعات المسلحة وضمان استتباب الأمن والسلم في أرجاء العالم. وتوجه مندوب قطر بالشكر للدول الأعضاء على سرعة الاستجابة لطلب بلاده بشأن عقد الاجتماع الطارئ حول حلب.
أرسل تعليقك