القاهرة - محمود حساني
رحب خبراء عسكريون بإعلان وزارة الدفاع الروسية إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع مصر، خلال الشهرين المقبلين، تشارك فيها قوات المظلات الروسية، لأول مرة. وأوضح الخبراء أن المناورة المرتقبة بين البلدين هي الأكبر من نوعها في أفريقيا، وسترتدي خلالها القوات الروسية المشاركة زيًا جديدًا، مصمم للمناطق الحارة، مثل صحراء مصر ، وستتدرب مع القوات المصرية على عمليات مكافحة "الجماعات المسلحة"، وسبُل القضاء عليها، في الظروف المناخية الصحراوية.
واوضح الخبراء أن هذا التعاون العسكري البلدين هو الأكبر منذ عام 1973، متفقين على أن الهدف من المناورة هو مساعدة الجيش المصري، لكي يكون مجهزًا بدرجة عالية من الفاعلية، كما سيعود بالنفع على القوات الروسية ، التي تجد في صحراء مصر بيئة متشابهة مع الأجواء السورية، التي تتواجد فيها القوات الروسية، في إطار مشاركتها في الحرب ضد تنظيم "داعش". ومن المُقرر أن تستمر المناورة لعدة أيام، في صحراء مصر.
وتعد المناورات العسكرية "الروسية - المصرية" المقبلة هي الثانية من نوعها بين البلدين، بعد مناورة "جسر الصداقة 2015 "، والتي انطلقت في التاسع من حزيران / يونيو الماضي، واستمرت لعدة أيام، في المياه الإقليمية المصرية في البحر المتوسط، قرب سواحل الإسكندرية. ويقول الخبير العسكري والاستراتيجي، ومحافظ جنوب سيناء الأسبق، اللواء عبدالمنعم سعيد، إن المناورة المشتركة بين مصر وروسيا ستحقق استفادة مزدوجة لكلا البلدين، فمصر تحاول من خلالها أن ترتقي بالمستوى العسكري والحربي للقوات المسلحة إلى أرقى درجات الاستعداد القتالي، من خلال التدريب، والتعرف على أحدث أنواع الأسلحة، كما أن روسيا ستحقق استفادة كبيرة من المناورة، حيث يهمها التواجد في أفريقيا بصفة دائمة، لأنها ليس لها نقاط ارتكاز، فمن خلال هذه المناورة يمكن أن تسمح لها مصر بوجود نقطة ارتكاز لها، قريبة من مسرح العمليات في سورية، تمكنها من تغيير قطع غيار السفن الخاصة بها، وإعادة التموين بالوقود والغذاء، ومساعدة الحالات الطبية، كما أنها ستساهم في تعزيز التعاون العسكري بين البلدين.
وأكد الخبير العسكري، اللواء طلعت مسلم، أن المناورة المقبلة بين مصر وروسيا لها أهمية كبيرة، ومن شأنها أن تساهم في تعزيز قدرات مصر على مواجهة التطرف، حيث ستضمن تبادل الخبرات والأسلحة بين الجانبين. ويعتبر التعاون العسكري بين مصر وروسيا أحد أهم الركائز الأساسية، التي تقوم عليها العلاقات بين البلدين، وهو تعاون يعود إلى تاريخ طويل، وتحديدًا منذ عام 1955، مع وصول أول شحنات الأسلحة والمعدات عسكرية السوفيتية إلى مصر. وتشير تقارير عسكرية أن 30 % من أسلحة القوات المسلحة المصرية روسية، وكانت الأسلحة الروسية تمثل عصب القوات المسلحة المصرية خلال حرب تشرين الأول / أكتوبر، عام 1973.
وشهد هذا التعاون مسارًا جديدًا، بعد أن تسلَم الرئيس عبد الفتاح السيسي منصبه، في أيار / مايو 2014، حيث عززت كل من روسيا ومصر تعاونهما، وخصوصًا في المجال العسكري، لا سيما أن العلاقات بين واشنطن والقاهرة شهدت توترًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، إثر ثورة 30 يونيو /حزيران 2013.
وفي عام 2014، وقعّت مصر اتفاقية لاستيراد أسلحة روسية، بقيمة 3.5 مليار دولار، وتقدر قيمة صفقة الصواريخ المضادة للطائرات "أنتي – 2500" بـ500 مليون دولار، لتحصل مصر على أسلحة روسية متنوعة، ما بين هجومية وقتالية ودفاعية، أبرزها صواريخ "S300"، وطائرات "ميج 29 إم" و"ميج 35 "، ومقاتلات "سو 30"، وزوارق صواريخ وقاذفات "آر بي جي"، ودبابة "تي 90".
ولم يتوقف التعاون بين مصر وروسيا على صفقات السلاح فقط، بل امتد ليشمل إجراء تدريبات عسكرية لم تحدث من قبل، وحققت هذه التدريبات أهدافها كاملة.
أرسل تعليقك