أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية اليوم الاثنين أن الرئيس إبراهيم رئيسي قرر إقالة أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني وإصدار مرسوم بتعيين رئيس المركز الاستراتيجي في «الحرس الثوري» الجنرال علي أكبر أحمديان، في أعلى منصب أمني بالبلاد.
وذكرت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» أن أحمديان (62 عاماً) يحمل رتبة أدميرال، وهو ينحدر من مدينة كرمان، مسقط رأس قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري»، الذي قضى بضربة أميركية مطلع 2020.
وانضم أحمديان مؤخراً إلى تركيبة مجلس تشخيص مصلحة النظام، ضمن خمسة أشخاص، أصدر المرشد الإيراني علي خامنئي مرسوماً بتعيينهم.
وقبل تعيينه في المنصب الجديد، كان أحمديان يشغل منصب رئيس المركز الاستراتيجي لـ«الحرس الثوري» منذ عام 2005.
أحمديان يتوسط قائد «فيلق القدس» إسماعيل قاآني ورحيم صفوي مستشار المرشد خلال لقاء خامنئي
انضم أحمديان إلى «الحرس الثوري» في بداية الحرب الإيرانية - العراقية في الثمانينات، وشغل منصب رئيس هيئة القوات البحرية في «الحرس» في 1985 بمرسوم أصدره المرشد الإيراني الأول (الخميني)، وأصبح قائداً للوحدة البحرية في «الحرس الثوري»، رئيساً لهيئة أركان «الحرس الثوري».
وبحسب وكالة «فارس» درس أحمديان طب الأسنان أثناء انضمامه لـ«الحرس الثوري»، ويحمل شهادة دكتوراه في طب الأسنان. كما أنه يحمل دكتوراه في الإدارة الاستراتيجية من جامعة الدفاع الوطني، المخصصة لقادة الأجهزة العسكرية.
وأضافت الوكالة أن «أحمديان كان أحد مهندسي التغيير في القوات البحرية لـلحرس»، وأشارت إلى دوره في تكوين قوة بحرية جديدة في «الحرس الثوري»، وهي تعد قوة موازية لبحرية «الجيش الإيراني».
كما وصفته الوكالة بأنه «من المنظرين الأوائل لفكرة الدفاع غير المتكافئ». وأوضحت: «خلال وجود أحمديان أصبحت فكرة الدفاع غير المتكافئ في البحرية جاهزة للعمل بشكل كامل».
وقبل مهامه في المركز الاستراتيجي، تنقل أحمديان في مختلف المناصب في «الحرس الثوري»، وتشير المعلومات المتوفرة في سيرته المهنية إلى توليه منصب قائد هيئة مقر نوح، أحد المقرات الخمسة لبحرية «الحرس الثوري»، التي تتخذ من بوشهر مقراً لها ورئيس هيئة القوات البحرية ونائب قائد القوة البحرية قبل أن يصبح قائداً لتلك القوات.
ويعد الرئيس الإيراني رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي، في إجراء رمزي، لكنه يعين أميناً عاماً للمجلس، شرط أن ينال موافقة مسبقة من المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي يمنح الأمين العام صفة ممثله في المجلس.
يحل أحمديان محل علي شمخاني، الذي شغل منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي لمدة 10 سنوات.
وقبل الإعلان الرسمي عن تعيين أحمديان، نشر شمخاني تغريدة تضمنت بيت شعر، زادت من قوة التكهنات التي نشرتها قنوات تابعة لـ«الحرس الثوري» على شبكة «تلغرام» مساء الأحد، حول إقالته من منصبه.
وأكدت في وقت لاحق وكالة «نور نيوز»، المنبر الإعلامي للمجلس الأعلى للأمن القومي خبر إقالته.
وجاء تغيير شمخاني بينما يقترب إبراهيم رئيسي من نهاية العام الثاني من الرئاسة. وفي بداية تشكيل حكومة رئيسي، زادت التكهنات بشأن مستقبل شمخاني، الذي يعد من قادة «الحرس الثوري» المقربين من التيار المعتدل والإصلاحي في إيران، إذ شغل منصب وزير الدفاع لمدة ثماني سنوات (1997 - 2005) خلال فترة الرئيس الإصلاحي، محمد خاتمي، وتولي منصب أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي في بداية الرئيس السابق حسن روحاني.
تأتي هذه الخطوة بعد يومين من تأكيد علي خامنئي على التحلي بالمرونة في السياسة الخارجية كلما لزم الأمر لتجاوز أي عقبات.
وكان لشمخاني حضور نشط على الساحة السياسية في البلاد على مدى عقود، كان آخرها توقيع اتفاق بوساطة الصين مع السعودية في أبريل (نيسان) لاستئناف العلاقات بين البلدين.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك