أكد التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش"، اليوم الاثنين، أن القوات العراقية قادرة على خوض معركتين في الفلوجة وجنوب الموصل في وقت واحد، وعد إجراء عمليات متعددة في العراق "يزيد من الضغط" على تنظيم "داعش"، وفيما أشار الى أن العراق استعاد نحو50% من الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم، كشف أن قوات المارينز انسحبت من قضاء مخمور، جنوب الموصل، واستبدلت بقوة أخرى من الجيش الأميركي.
وبات يفصل قوات النخبة العراقية عن المجمّع الحكومي وسط الفلوجة حيّ سكنيّ واحد، فيما لايزال وجود المدنيين يمثل العقدة الأساسية أمام التقدم نحو مركز المدينة.
حيّ نزّال، جنوبي الفلوجة، الذي تستعدّ القوات المشتركة لاقتحامه لكي تشق طريقها الى المباني الحكومية، كان قد شهد أعنف المعارك مع القوات الاميركية في 2004، حين كانت "القاعدة" آنذاك تسيطر على المدينة.
ويعتقد مسؤولون أمنيون أنّ الحي نفسه سيشهد معارك كبيرة، لاسيما وأن "داعش" لا يوجد امامه غير القتال بعد إغلاق القوات العراقية كل منافذ الفلوجة.
إلى ذلك قال سكان محليون تمكنوا من عبور الفرات، باتجاه عامرية الفلوجة، إن داعش بدأ بإعدام عناصره الفارين من مناطق الاشتباكات مع القوات العراقية في الفلوجة.
وأكد السكان أن ما يعرف بـ"المحكمة الشرعية" اطلقت الرصاص على رأس نحو 20 عنصراً من مسلحيه الفارين "من المعارك في جنوب وغرب الفلوجة".
ونشر فريق الإعلام الحربي خارطة توضح التحركات في الفلوجة، مبيناً ان "القوات الامنية تتحرك باتجاه مناطق غرب الفلوجة لتحريرها، وجهاز مكافحة الارهاب يستمر بالتقدم في عمق المدينة."
وتحدث الخبير والمحلل الامني هشام الهاشمي، على صفحته في الفيس بوك، عن "انسحاب بطعم الهزيمة لمقاتلي داعش بشكل مفاجئ من مناطق الفلاحات والحلابسة والجفة والنساف غربي الفلوجة."
وأعرب المتحدث باسم التحالف الدولي كريستوفر جارفر، اليوم الاثنين، عن قلقه من "الانتهاكات" التي حدثت في معارك الفلوجة، وأشار الى أن التحرك البطيء في العمليات هو لحماية المدنيين، أكد أن التحالف الدولي سيدرب الشرطة العراقية اللذين سيتولون حماية المناطق المحررة من سيطرة تنظيم "داعش".
ونقل مقاتلون قريبون من قائد عمليات الفلوجة الفريق عبد الوهاب الساعدي على مواقع التواصل الاجتماعي، قوله إن "400 متر فقط تفصلنا عن مركز الفلوجة. أراها في قبضة يدي".
وسيطرت القوات المشتركة، الاسبوع الماضي، على حي الشهداء الثاني، أحد الاحياء السكنية الجنوبية في المدينة.
وقال جهاز مكافحة الإرهاب إن، قواته حررت منطقة الشهداء الثانية بالكامل من سيطرة داعش، ورفعت العلم العراقي على مباني الحي.
وكشف مقاتلون ضمن حشد عشائر الانبار، أن قوات مكافحة الارهاب صارت على بعد 3 كم فقط عن مركز الفلوجة بعد تحرير حي الشهداء".
وأشاروا الى أن امام القوات العراقية مناطق مهمة أخرى، تعد معاقل لـ"داعش" في الفلوجة، مثل "حيي نزال والجولان".
وعدّت القيادة في بيانات صحافية أن اقتحام حي الشهداء والسيطرة عليه سيمهد للدخول إلى بقية مناطق مدينة الفلوجة وأحيائها.
وبعد إعلان تحرير الحي، وصل رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، إلى مقر قيادة عمليات تحرير الفلوجة، للمرة الرابعة منذ انطلاق العمليات، نهاية الشهر الماضي، حيث عقد اجتماعاً مع القيادات الأمنية والعسكرية، بحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي.
إلى ذلك أعلن العقيد السابق في الجيش العراقي محمود الجميلي، القيادي في حشد الانبار، عن "تحرير القوات المشتركة حيي الشهداء الاول والثاني، واتجاه القوات نحو أحياء الضباط في شرق المدينة والنزال في الجنوب".
لكنّ الجميلي أكد "صعوبة إحصاء عدد القتلى من المسلحين، لأن قوات مكافحة الارهاب تقوم بعملية تمشيط وتطهير لكل منزل وشارع".
وكان اللواء الساعدي كشف، يوم السبت، عن مقتل أكثر من 500 عنصر من مسلحي داعش، منذ انطلاق العملية في الفلوجة.
وقال الساعدي، في تصريحات صحافية، إن عملية استعادة السيطرة على المدينة تسير بنحو صحيح، وإن "داعش يريد أن يقاتل للوصول إلى مناطق خارج المدينة، لكننا تحركنا إلى الداخل، وسيطرنا على كل هذه المنطقة في ثمانية أيام".
وأشار حينه الى وجود القوات العراقية على بعد 3 كم عن موقع المبنى الرسمي وسط الفلوجة، مؤكدا أن قواته ستكون "خلال أيام، وليس أسابيع، هناك في القلب".
بدروه قال راجع العيساوي، رئيس اللجنة الامنية في مجلس الانبار "لم يبق امام القوات العراقية غير حي نزال للوصول الى المجمع الحكومي".
ورجح العيساوي، أن "يتمسك داعش بحي نزال، بكونه الحي الاكثر نفوذاً لمسلحيه، لاسيما بعد أن اغلقت كل منافذ الهروب امامه". كما أكد المسؤول المحلي تحرير مناطق "النساف" و"الصبيحات" في غرب المدينة.
بدوره قال سعدون الشعلان، قائممقام الفلوجة، إن "القوات المشتركة حررت جسر البو علوان، من الجهة الغربية للفلوجة، لتصبح على مشارف نهر الفرات".
وأكد الشعلان، "وجود تقدم في الجانب الشمالي، حيث وصلت القوات الى منطقة الازرقية القريبة من حي الجولان، أحد معاقل داعش في الفلوجة". ولفت الى استمرار "داعش" بإرسال الانتحاريين والسيارات الملغمة التي عادة ما تعالج بواسطة الطيران العراقي والدولي.
ويشارك في تلك العمليات، قوات مكافحة الارهاب، الفوج التكتيكي التابع لشرطة الانبار، بالاضافة الى الفرقة الـ7 التابعة للجيش العراقي، وفرقة الرد السريع، ويساندهم نحو 4 آلاف من حشد الانبار. لكنّ المسؤول المحلي يقول إن "المشكلة التي مازالت تواجه القوات هي كثافة المدنيين في مركز الفلوجة".
ويقدر مسرور أسود، عضو مفوضية حقوق الإنسان، وجود اكثر من 45 ألف مدني، مازالوا محتجزين لدى داعش داخل الفلوجة. وأشار أسود، الى أن "داعش" يستخدم السكان كدروع بشرية، وأن أعداداً قليلة استطاعت الخروج من مركز الفلوجة".
وكشف المسؤول في المفوضية أن "مخيمات النازحين استقبلت 12 ألف نازح، أغلبهم من اطراف الفلوجة"، لافتاً الى أن اوضاع النازحين صعبة للغاية لقلة المعونات وارتفاع درجات الحرارة.
وكانت القيادة العسكرية العراقية قررت، الاسبوع الماضي، إبطاء سير عملية التقدم نحو مركز الفلوجة، حفاظاً على أرواح المدنيين. وأكدت منسقة البعثة الدولية للشؤون الإنسانية ليز غراندي، أن الأمم المتحدة قلقة بشأن المدنيين العراقيين العالقين داخل مدينة الفلوجة.
وأضافت غراندي "لا نعرف أعداد المدنيين هناك، لكن عشرات الآلاف من العراقيين يئسوا ولم يتمكنوا من الهرب والوصول إلى أماكن آمنة، علينا أن نتأكد من أنهم حصلوا على الدعم والرعاية التي يحتاجونها".
وكانت غراندي أكدت، في وقت سابق أن نحو 5000 شخص قد تمكنوا من الفرار من المناطق النائية في محيط الفلوجة، أما سكان وسط المدينة فلم يتمكن أحد منهم من الهروب، مشددة على أن حماية المدنيين أولوية قصوى بالنسبة للأمم المتحدة.
أرسل تعليقك