الجزائر – سفيان سي يوسف
أعلن حزبان إسلاميان في الجزائر، السبت، مشاركتهما في الانتخابات البرلمانية التي ستجري خلال ربيع 2017، ما يفتح طريق "التشريعيات" أمام المعارضة الجزائرية، التي بالرغم من تكثيفها في الأونة الأخيرة للمشاورات ورفض تكتلها "هيئة التشاور والمتابعة" لقانون الانتخابات وهيئة مراقبتها التي أقرتها الحكومة في الأسابيع الأخيرة، إلا أن بوادر انقسامها باتت تلوح في الأفق.
وأكد زعيم حركة الإصلاح الوطني، الإسلامي، فيلالي غويني، استعداد حركته لخوض غمار الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقال غويني خلال تنشيطه لندوة صحافية في مقر الحركة في العاصمة الجزائرية، أن تشكيلته السياسية "مستعدة" لخوض غمار التشريعيات المقبلة، واصفًا هذا الموعد الانتخابي بـ"الفرصة الواجب اغتنامها".
وأبرز المتحدث، أن المشاركة في هذه الانتخابات "تعكس مسعى الحركة الرامي إلى مواصلة النشاط السياسي والعمل الميداني الهادف إلى المساهمة في تجسيد المشروع الحضاري للجزائر الذي خطط له شهداء ومجاهدو الثورة التحريرية"، مشددًا على أن مشاركة حركته في هذه الاستحقاقات بمثابة "فرصة سانحة لتعزيز اللحمة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية التي تعدّ شرطًا أساسيًا للتصدي لمختلف التحديات التي تواجه البلاد".
وكشفت زعيمة حزب العدل والبيان، نعيمة صالحي، في تجمع شعبي نشطته لصالح المئات من مناضليها، في منطقة الأوراس الجزائرية، في محافظة باتنة، دخول تشكيلتها السياسية، معترك الانتخابات البرلمانية، وقالت صالحي، "نجدّد العزم على مواصلة طريقنا الذي شققناه في درب النضال، مؤمنين بتنوع الشعاب والصعاب، إلا أن ذلك لن يحد من همتنا العالية التي شحذت للبقاء في كل ميدان من شأنه تقديم الأفضل لهذا الشعب الأبي الذي يستحق الأفضل دائما وأبدًا"
وأضافت نعيمة صالحي، "إننا بالتزامنا في المجموعة السياسية في البلاد، نعلن من أوراس النشامة والفخر وبكل ما تحمل هذه الأرض من مجد ضارب في عمق التاريخ، عن استعدادنا التام لخوض معترك الاستحقاقات المقبلة إيمانًا منا بأن الانتخابات هي أسمى صور الديمقراطية في العالم مهما شابها وعابها، وأنها أيضًا السبيل الأمثل لإبداء الرأي وتقبل الآخر، وسننزل للشعب الجزائري بكل شفافية، نعرض عليه برامجنا، وسنكون بإذن الله تعالى في مستوى هذا الحدث الهام".
واعتبرت زعيمة "العدل والبيان"، أن مقاطعة الانتخابات ليس سوى باب يفتح في وجه من لا مستوى له للوصول إلى السلطة، قائلة "إن المقاطعة في اعتقادنا لا تصل بالبلاد والعباد إلى أي نتيجة مبتغاة، وأنها بالعكس تفسح المجال لأطراف في غير مستوى الشعب للوصول إلى حيث يتحكمون في رقاب هذا الشعب، وبالمقاطعة تجعل الشعب من نفسه ضحية لصوص سيادته واختياره".
وشدّدت على أن الأصوات الصامتة "المقاطعين" ساهمت في تدهور أوضاع البلاد ربما ليس عن قصد ولكن هجرها للعمل السياسي أولًا وصناديق الاقتراع ثانيًا، جعل منها سببًا قويًا لاستفراد أطراف معينة بالاستيلاء على إرادة الشعب.
أرسل تعليقك