بغداد - نجلاء الطائي
اتهم تقرير صحافي روسي، القوات العراقية التي تقاتل تنظيم "داعش" المتطرف في مدينة الموصل، باللجوء إلى ذات الأساليب المستخدمة التي يمارسها عناصر التنظيم المتطرف ضد المدنيين.
ونشر مصور مجلة دير "شبيغل" الألمانية، علي أركادي، صورًا مع تفاصيل عن عمليات تعذيب وحشية نفذها عناصر من الجيش العراقي في الموصل بحق مشتبه بهم في الانتماء إلى "داعش"، حيث كان الصحافي يعمل إلى جانب مقاتلي فرقة الرد السريع أثناء معركة الموصل، ونشر في أواخر مايو/أيار الماضي تقريرًا مصورًا حول عمليات الاستجواب لمشتبه بهم في التعاون مع "داعش"، حيث تعيد أساليب التعذيب المستخدمة في تلك الصور إلى الأذهان أساليب التنظيم المتطرف نفسه.
ويقول مراسل RT مراد غادزييف، الذي عمل في الموصل في مارس/آذار الماضي، إنه شاهد شخصيًا مصادرة "لقطات غير مرغوب فيها" من الصحافيين وتهديد الإعلاميين بسبب تغطية سلبية لمعركة الموصل، وأضاف أنهم لا يسمحون للصحافيين في الموصل بالتوجه إلى أي جهة دون مرافقة مسؤولين إعلاميين عراقيين، بينما أشار المنسق الأممي في منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان، محمد سركال، في مقابلة مع RT، بقوله "لقد رأينا مثل هذه الأساليب من التعذيب في السابق في أبو غريب، ونرى حاليًا الولايات المتحدة تتدخل في الموصل بجانب دول أخرى، وهي لا تسمح للآخرين بالرقابة على سير المعركة وتحرير الموصل"، مشددًا على ضرورة معاملة أي شخص ككائن إنساني حتى إذا كان متطرفًا أو مجرمًا.
وأصدرت قيادة العمليات المشتركة، الاثنين، بيانًا جاء فيه "بعد القصص التي نشرت في معظم وسائل الإعلام العالمية والتي كان مصدرها الصحافي علي أركادي، تود أن توضح القيادة أن هذا الصحافي عمل على صناعة قصص للاستفادة منها في الحصول على لجوء مع تورطه في تعذيب أشخاص"، مشيرة إلى انه "تم إحالة الضباط والمنتسبين الذين ذكرهم في تقاريره إلى التحقيق الرسمي، لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم"، ومضيفةً أن "الصحافي مطلوب للتحقيق كونه عمل واشترك لمدة أكثر من سنة دون أن يكشف أو يبلغ عن أي انتهاك وهو بهذا متستر على الجرائم إن وجدت"، كما لفتت القيادة أن "اللجنة التحقيقية مستمرة في عملها"، داعية كافة المؤسسات الإعلامية الغربية والمؤسسات التعليمية ومراكز البحوث إلى "أن يتوخوا الحذر من هذا المفبرك الهارب من التحقيق".
أرسل تعليقك