دمشق - العرب اليوم
أكد مصدر سوري مطلع، وصول تعزيزات عسكرية ضخمة سورية وروسية، بالإضافة الى مجموعات من الأصدقاء إلى مناطق في البادية السورية، في تمهيد ميداني لن يطول حتى يتحول إلى عملية عسكرية كاملة والهدف منها الوصول إلى دير الزور، لفك الحصار الذي يفرضه عليها مسلحو "داعش" لإنهاء معاناة أهلها، وصولا إلى الحدود العراقية، موضحًا أن ما يحصل من تقدم ميداني في الوقت الراهن ليس سوى عمليات عسكرية محدودة.
ويوم الجمعة الماضي قال رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية، سيرغي رودسكي: إن المهمة الجديدة للقوات الروسية في سورية، بعد الاتفاق على إقامة "مناطق تخفيف التصعيد" ستتركز على تقديم الدعم للجيش السوري استعداداً لعملية عسكرية في المنطقة الشرقية من تدمر لفك الحصار عن دير الزور، مؤكدا أن القوات الفضائية الروسية ستدعم الجيش العربي السوري في محاربة التنظيمات الإرهابية.
وسيطرت القوات الحكومية وبدعم جوي روسي وبالتعاون مع الحلفاء، خلال الأيام الماضية، على مساحات جديدة في شرق وشمال وجنوب مدينة تدمر، كان أهمها باتجاه مناجم خنيفيس، بالإضافة لـجبل الأبتر وعدد من التلال والجروف الجبلية الإستراتيجية المحيطة به والتي كانت أحد أهم مواقع ونقاط الإسناد الناري لتنظيم داعش الإرهابي.
وفي وقت سابق سيطرت على جبل المستديرة وحقل جزل النفطي غرب مدينة تدمر بريف حمص الشرق، ومنطقة الوادي الأحمر التي تقع شرق ما يعرف بمنطقة صوامع الحبوب وقصر الحلابات وهيئة تطوير الأغنام ومحطة كهرباء جنوب تدمر وعلى الطريق الممتدة من مدينة تدمر باتجاه قرية الصوانة على الاتجاه الجنوبي الغربي لمدينة تدمر.
واكد المصدر أن المعركة ستتجه نحو محور إستراتيجي آخر لا يقل أهمية عسكرية بالنسبة للمعركة وهو محور بادية الشام (شرق محطة تشرين الحرارية في ريف دمشق وصولاً إلى بادية درعا)، حيث دفعت القوات الحكومية مؤخرا بمزيد من التعزيزات إلى المنطقة بهدف منع الميليشيات التي دخلت من الأردن(جيش مغاوير الثورة ) من التوسع شمالا وغربا وفي نفس الوقت لدعم العملية العسكرية المرتقبة انطلاقاً من تدمر، وفق المصدر الميداني.
وبين المصدر أن التقدم سيكون ايضا على طول الخط الواصل بين ريف دمشق الشرقي والذي يؤدي إلى "السلمية" مرورًا بتدمر وريف حمص الشمالي الشرقي، حيث تمكنت القوات الحكومية من إحراز تقدم مهم بناحية جب الجراح باستعادة السيطرة الكاملة على مرتفع الرجم العالي الواقع شمال سلسلة جبال الشومرية، في الوقت الذي تتعرض فيه المنطقة الملاصقة لنقاط سيطرة "داعش" و"جبهة النصرة" في ريف السلمية لمحاولات هجوم متكررة من عناصر التنظيمين.
و اوضح المصدر أن الولايات المتحدة الأميركية ووفق تقارير إعلامية، نشرت مؤخرا تسعى إلى إقامة «منطقة آمنة» في جزء واسع من محافظة درعا والقنيطرة تنفصل تدريجيا عن الدولة السورية، إضافة إلى تشكيل جيب «إستراتيجي» معاد يفصل العراق عن سورية من خلال السيطرة على المعابر بين البلدين؛ وهذا يتطلب سيطرة للميليشيات المسلحة الموالية للتحالف الدولي على كامل المنطقة الممتدة من الحدود الأردنية وصولا إلى المنطقة الشرقية(وهذا ما يفعله الآن جيش مغاوير الثورة )
لذاك فإن التحرك العسكري (المزمع حصوله)، والذي سبقه إعلان روسي عنه (بمثابة الهدف الميداني الأعلى أهمية في الوقت الراهن)، تزامن مع تحرك ميداني للولايات المتحدة من الجنوب (الحدود الأردنية) بالتوازي مع تحركها في القامشلي (تحرك آلياتها بشكل علني)، ترافق مع تطور سياسي أفضى إلى اتفاق وقعت عليه الدول الضامنة في أستانا لإقامة «مناطق تخفيف التصعيد»، كل ذلك يعطي صورة عن التطورات الميدانية في الأيام والأسابيع القادمة والتي ستكون للمنطقة الشرقية والبادية السورية النصيب الأكبر، كما هو متوقع
أرسل تعليقك