موسكو ـ حسن عمارة
أبدت دول أوروبية، مخاوفها من زيادة نفوذ موسكو في سورية هذا البلد الذي مزقته الحرب على مدار السنوات الست الماضية. ويبدو ذلك بقوة مع المحاولات الإيطالية لتقريب روسيا من الصراع الدائر في ليبيا، إذ تستنجد روما بموسكو لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا عبر البوابة الليبية، رغم تحذيرات من حلفائها الأوروبيين بشأن تطلعات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن.
وتعكس تصريحات حديثة لنائب وزير الخارجية الإيطالي ماريو جيرو، أن إيطاليا تدير ظهرها لقارتها وتحاول التقارب مع الدب الروسي في مواجهة المحاولات الغربية لإيجاد موطئ قدم لها في ليبيا الغنية بالنفط. وذكر جيرو: "إيطاليا دائمًا لديها علاقات قوية بروسيا، والآن نحن نريد ليبيا آمنة ومتوحدة، وسنكون سعداء إن أرادت روسيا ذلك أيضًا".
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الحكومة الإيطالي باولو جنتيلوني نظيرته البريطانية تريزا ماي في لندن، الخميس، لمناقشة "دور أكبر" لروسيا في ليبيا، حسب تقرير نشرته صحيفة "تايمز" البريطانية. وبالنظر إلى الطموح البريطاني في ليبيا، تبرز أهمية لقاء جنتيلوني وماي، علمًا بأنّ لندن هي الداعم الأبرز لجهود إيطاليا في إغلاق باب الهجرة من ليبيا إلى أوروبا، بعد وصول أكثر من 180 ألف مهاجر إلى القارة في 2016 من الأراضي الليبية فقط. لكن ما يقلق عددًا من الدول الأوروبية، أن يؤدي التدخل الروسي في ليبيا إلى مزيد من الدعم للجيش الوطني المتمركز شرقي البلاد، على حساب حكومة طرابلس التي تحظى بدعم من الغرب.
وحذر رئيس وزراء مالطا جوزيف ماسكات، الأسبوع الماضي، من أن "الموقف يزداد تعقدًا" بدخول روسيا إلى حلبة الصراع الليبي، فيما أبدى وزير الخارجية المالطي جورج فيلا قلقه من "الطمع الروسي"، وقال: "نحن جميعًا نعلم الأحلام الروسية بامتلاك قاعدة في البحر المتوسط"، إلا أن وزارة الدفاع الروسية نفت ما قالته تقارير صحفية إيطالية بأن قائد الجيش الليبي خليفة حفتر اتفق مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على تأسيس قاعدتين عسكريتين لروسيا شرقي ليبيا. لكن روسيا لن تلعب وحدها على الساحة الليبية، إذ يبدو أن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب ستميل ناحية الجيش الوطني الليبي في مواجهة حكومة السراج، بسبب ضمها لميليشيات متشددة، مما يضيف المزيد من القلق الأوروبي.
ونقلت "تايمز" عن أكرم بوهلايجة، وهو واحد من كبار العسكريين في الجيش الوطني الليبي، قوله إن روسيا ستعمل على وضع حد لحظر استيراد ليبيا للأسلحة، الذي تفرضه الأمم المتحدة، إلا أن موسكو تحرص دائمًا على إظهار حيادها تجاه الأزمة الليبية، والأسبوع الماضي قالت الخارجية الروسية إنّ الكرملين يقود "عملًا دؤوبًا مع طرفي القوة في ليبيا".
أرسل تعليقك