بغداد - العرب اليوم
انطلقت في ساحة الفردوس بالعاصمة العراقية بغداد، الجمعة، تظاهرات حاشدة إحياءً للذكرى الثانية لانطلاقة الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة عام 2019، وذلك قبيل الانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة في 10 أكتوبر الجاري.وقالت وكالة الأنباء العراقية "واع" إن التظاهرات "انطلقت من ساحة الفردوس باتجاه ساحة التحرير، وسط انتشار كثيف لقوات الأمن في مناطق التظاهرات لحماية المتظاهرين".ولفتت إلى أن المتظاهرين رفعوا الأعلام العراقيةَ وصوراً لضحايا التظاهرات، كما رددوا شعارات ضد الفساد والمحاصصة.
وأشارت إلى أن "المتظاهرين طالبوا بأن يكون الإصلاح المنشود عبر صناديق الانتخابات، فضلاً عن توفير فرص عمل وتفعيل القطاعات الاقتصادية والخدمية".ووفقاً لوكالة "فرانس برس"، فإن اللافتات التي رفعها المحتجون تضمنت صوراً لناشطين على غرار إيهاب الوزني، رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء، الذي قُتل في مايو الماضي، برصاص مسلّحين أمام منزله.
ورفع آخرون لافتات كتب عليها: "متى نرى القتلة خلف القضبان" و"نريد وطناً نريد تغييراً"، فيما ما زال المتظاهرون يطالبون الحكومة بمحاسبة المسؤولين عن الاغتيالات التي طالت الناشطين.وتضمنت اللافتات شعارات مثل: "انتخاب نفس الوجوه مذبحة للوطن" و"كلا كلا للأحزاب الفاسدة، كلا كلا للسياسيين الفاسدين" و"لا تنتخب من قتلني".
ومنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في أكتوبر 2019، والتي راح ضحيتها نحو 600 شخص وآلاف الجرحى، تعرّض أكثر من 70 ناشطاً للاغتيال أو لمحاولة اغتيال، في حين اختطف عشرات آخرون لفترات قصيرة.ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن عمليات قتل الناشطين وخطفهم، لكنّ المتظاهرين يتهمون فصائل موالية لإيران.
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أصدر عدداً من القرارات منها تغيير القيادات الأمنية، وفتـح حوار وطني مع فئات المجتمع العراقي المختلفة بهدف الإصغاء إلى مطالب حركة الاحتجاج السلميّ، وتطبيق أولوياتها الوطنية، وبدء حملة للتقصي والمساءلة بشأن أحداث العنف، التي رافقت الاحتجاجات.
وتعهد الكاظمي بـ"تطبيق العدالة بحق المتورطين والتكفل بمعالجة الجرحى، وإطلاق سراح الموقوفين من المتظاهرين، والتحقيق الفوري بأحداث ساحة التحرير".كما وجه قوات الأمن بـ"توفير الحماية اللازمة للتظاهرات السلمية والاستماع إلى مطالبهم وتحقيقها"، بحسب "واع".
وكان يفترض أن تُجرى الانتخابات في موعدها العام المقبل، غير أن إجراءها مبكراً كان واحداً من أبرز وعود حكومة الكاظمي التي تولت السلطة على وقع تظاهرات خريف 2019، حين نزل عشرات الآلاف من العراقيين إلى الشارع مطالبين بإسقاط النظام.
وعلى الرغم من طرح مستقلين أنفسهم كمرشحين في الانتخابات التي تجري وفق قانون انتخابي أحادي جديد قلّص عدد الدوائر الانتخابية، فإن خبراء يرون أنهم "مجرد واجهة لأحزاب تقليدية" ستعاود الهيمنة على المشهد السياسي، متوقعين نسبة مقاطعة كبيرة بين الناخبين البالغ عددهم 25 مليوناً.
ويسود شعور بالإحباط واليأس فيش أوساط الناشطين، إزاء إمكانية أن تحمل الانتخابات النيابية المبكرة تغييراً، فيما ما زال العراق غارقاً في أزمات عديدة كانقطاع الكهرباء، ونقص الخدمات، وتدهور الوضع الاقتصادي، والبطالة المرتفعة بين الشباب.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك