القدس - ناصر الأسعد
كشف مصدر إسرائيلي رفيع أن فرنسا تنوي استغلال مكانتها بصفتها رئيس مقبل لمجلس الأمن الدولي في شهرتموز/ يوليو المقبل، لكي تستصدر قرارا منه يساند مبادرتها.
وقال المسؤول في حديث مع بعض المراسلين السياسيين، إن فرنسا لا تترك مناسبة إلا وتبرهن على أنها جادة في دفع مبادرتها إلى الأمام. كاشفا أن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو أجرى محادثة هاتفية حادة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل 10 أيام، أشار فيها إلى أن فرنسا تنوي مواصلة دفع مبادرتها السلمية رغم معارضة إسرائيل.
وحسب برقية وصلت من سفارة إسرائيل في باريس، إلى وزارة الخارجية في تل أبيب، فقد قال أيرو لنتنياهو "أعرف بأنني لم أقنعك، لكن عليك أن تعلم أن هذا القطار انطلق من المحطة". وجرت المحادثة بعد ساعات من انتهاء لقاء وزراء الخارجية في باريس 3 حزيران/ من يونيو الجاري؛ فقد نوقش جمود العملية السلمية الإسرائيلية/ الفلسطينية. وخلال المحادثة انتقد نتنياهو بشدة المبادرة الفرنسية، وأعرب عن معارضته القوية لكل مركباتها. وقال مسؤول رفيع في تل أبيب إن البرقية التي اعتمدت على محادثات مع جهات رفيعة في الخارجية الفرنسية تبين أن أيرو لم يتأثر بكلمات نتنياهو.
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن رجال الخارجية الفرنسية قالوا لأقرانهم الإسرائيليين إنهم معنيون بتشكيل مجموعات عمل خلال الأسابيع القريبة لمواصلة الخطوة التي حريكت خلال لقاء باريس. ويريد الفرنسيون من مجموعات العمل هذه، التي ستشارك فيها الدول التي شاركت في لقاء باريس، معالجة رزمة من الخطوات البناءة للثقة، التي يمكن لإسرائيل والفلسطينيين تنفيذها. مضيفا أن "الفرنسيين قالوا: إنهم يريدون تنظيم مجموعات العمل حتى نهاية الشهر".
ووصلت إلى وزارة الخارجية في نهاية الأسبوع تقارير عدة من عواصم أوروبية بشأن إقامة مجموعات عمل. وفوجئوا في وزارة الخارجية بأن ألمانيا وتشيكيا بالذات سارعتا إلى التطوع للمشاركة في تنظيم مجموعات العمل رغم أنهما تعدان من الدول الصديقة المقربة لإسرائيل في أوروبا. وقبل أيام وجهت وزارة الخارجية الإسرائيلية كل سفرائها في أوروبا للتوجه إلى وزارات الخارجية في الدول التي يعملون فيها، وتوضيح معارضة إسرائيل تشكيل طواقم العمل.
والقلق الإسرائيلي الأكبر تثيره الأنباء التي تقول: إن الفرنسيين يريدون استغلال حقيقة أنهم يشغلون خلال شهر تموز/ يوليو المقبل رئاسة مجلس الأمن لإجراء نقاش حول مبادرتهم السلمية خلال الاجتماع الشهري لمجلس الأمن في الموضوع الإسرائيلي/ الفلسطيني. وقال مسؤول إسرائيلي أنه من المحتمل أن يحاول الفرنسيون خلال الجلسة صياغة بيان رئاسي لمجلس الأمن يعرب عن دعمه لمبادرة السلام. ومن المتوقع أن يدفع الفرنسيون قرارا يدعم مبادرتهم خلال الاجتماع الشهري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي سيعقد في بروكسل يوم 20 من الشهر الجاري.
أرسل تعليقك