الكويت - خالد الشاهين
شهدت جلسة اعتيادية لمجلس الأمة الكويتي ظهر الاثنين 13 حزيران/ يونيو الجاري معركة حامية بالأيدي بين النواب تخللها رفع العقل ورمي الأحذية، لتعيد من جديد إلى الأذهان حالات "العراك" المتكرر داخل قبة البرلمان الكويتي.
بدأت مشاجرة أمس بمشادة كلامية بين النائبين علي الخميس المنتخب حديثًا، وحمدان العازمي، على خلفية اعتراض العازمي على قانون البلدية؛ ما لبث أن تطور إلى شجار بينهما، وتدخل بعض النواب لفضه، تلا ذلك مشاجرة أخرى بين النائب سلطان اللغيصم وحمدان العازمي، استخدم فيها ما أمكن الوصول إليه من عقال أو أحذية أو أوراق، ومن بين المقذوفات كان كتاب الدستور الذي قيل إن العازمي رمى به زميله الخميس، لكنه أخطأ الإصابة وتوجه دستور الأمة إلى رأس نائب آخر.
انحراف المعركة عن وجهتها بين النائبين الخميس والعازمي؛ لتتحول إلى معركة بين العازمي واللغيصم، كان بسبب موجة الغضب التي انتابت العازمي، فحين اقترب منه اللغيصم لتهدئة غضبه لم يقبل منه ورماه بالعقال، فما كان من وسيط التهدئة إلا الردّ بقذف زميله بالحذاء؛ مما اضطر رئيس المجلس مرزوق الغانم إلى الطلب من حراس المجلس إخلاء القاعة.
وكان النائب علي الخميس خر عضو يدخل قبة البرلمان، فقد فاز في انتخابات تكميلية عن الدائرة الثالثة في شباط/ فبراير الماضي حاصدًا 7311 صوتا، والخميس من مواليد 1976، وحاصل على درجة الليسانس في الحقوق من جامعة القاهرة، ويعمل محاميا، ويحمل عضوية جمعية المحامين الكويتية. ومنذ القراءة الأولى لقانون البلدية وخلال مناقشاته والتصويت عليه الشهر الماضي، عبّر النائب العازمي عن اعتراضه على هذا القانون، وأمس تحدث عن هذا القانون دون "مايكروفون"، متهمًا الحكومة بأنها لا تحترم المجلس، واتهم المجلس بأنه لا يحترم قراراته؛ مما أثار حفيظة الخميس الذي تصدى له، وهو ما أثار زميله العازمي الذي اشتبك معه، وتدخل عدد من النواب للتفريق بينهما، لكن الأمور خرجت سريعًا عن السيطرة.
وسرعان ما وجدت صور الاشتباك طريقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. المشاجرات في مجلس الأمة الكويتي ليست استثناءً، لكن هذه المشاجرة أخذت حيزًا أكبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأنها حدثت في شهر رمضان المبارك، وقام النواب بتوجيه السباب إلى بعضهم مع رشقات بالعقل والأحذية وهم صيام، دون أن يبدو أثرا لهذا الشهر على سلوك نواب الأمة. وأرجع رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم ما سماه "الشد" بين الأعضاء إلى حساسية ناجمة عن تأجيل قانون انتخابات المجلس البلدي، وعزا تأخر القانون إلى توزيع الدوائر الانتخابية، وقال في بيان: انتهى الموضوع باعتذار المخطئ، وقبول المجلس هذا الاعتذار.
وسبق لمجلس الأمة الكويتي أن شهد معارك سابقة بين النواب، ففي 13 نيسان/ أبريل الماضي وقعت داخل قبة البرلمان مشادة بين النائب حمدان العازمي والنائب فارس العتيبي على خلفية ما قال العازمي بوجود "نواب قبيضة يبتزون الحكومة وهم مرتشون"؛ مما أثار زميله العتيبي فحدثت مشادة بين الرجلين. لكن المجلس شهد في 19 أيار/ مايو 2015 معركة من نوع آخر، فقد وقع شجار عنيف بالأيدي بين النائب حميد سيف الهرشاني والنائب عبد الحميد دشتي أثناء جلسة الاستجواب التي طلبها دشتي لنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الصباح حول مشاركة الكويت في عمليات عاصفة الحزم؛ مما أثار استهجان الهرشاني الذي اتجه إلى دشتي محاولا ضربه بالعقال، لكن بعض الأعضاء تدخلوا وأنقذوا دشتي من "علقة" ساخنة. بيد أن المعركة الأبرز تحت قبة عبد الله السالم وقعت رحاها في 17 أيار/ مايو 2011، حين اشتبك النواب السلفيون مع النائب الشيعي حسين القلاف بعد أن وصف المعتقلون الكويتيون في سجن غوانتانامو بـ"الإرهابيين"؛ وهو ما أثار حفيظة النواب محمد هايف وفلاح الصواغ ووليد الطبطبائي وجمعان الحربش الذين هاجموا القلاف الذي تدخل زملاء له لنجدته، وتبادل الطرفان اللكمات والشتائم قبل أن يتدخل حرس المجلس لفضّ الاشتباك .
أرسل تعليقك