الجزائر - كمال السليمي
استأنفت الجزائر الحوار الأمني مع الولايات المتحدة بعد انقطاع التشاور لأشهر، بينما استقبل رئيس الحكومة عبد المالك سلال قائد القوات الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" الجنرال ديفيد رودريغيز، وبحث منسق محاربة الإرهاب لدى الإدارة الأميركية جوستان سبيرال سبل محاربة تنظيم "داعش" مع وزير الشؤون الأفريقية والمغاربية وجامعة الدول العربية، الجزائري عبد القادر مساهل.
وحرصت السلطات الأميركية وفق تعبير سفارتها في الجزائر، على إنجاح الدورة الثالثة للحوار الثنائي الاستراتيجي الجزائري/الأميركي، بعد فترة طويلة انحسر خلالها التشاور الأمني بين البلدين إلى مستويات غير معهودة في علاقاتهما الثنائية المبنية على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب. وأفاد بيان لرئاسة الوزراء الجزائرية بأن سلال استقبل قائد القوات الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" الجنرال ديفيد رودريغيز وتبادل معه وجهات النظر حول المسائل المرتبطة بالوضع الأمني في القارة السمراء عامة ومنطقة شمال أفريقيا خاصة. كما تطرق المسؤولان إلى آخر التطورات في منطقة الساحل سيما في ليبيا والجهود المبذولة لإعادة السلم والاستقرار. مضيفا أنه جرى أيضًا خلال اللقاء بحضور وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل بحث القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.
يُذكر أنه لطالما درج قادة "أفريكوم" منذ تأسيسها على زيارة الجزائر، وبالحرص نفسه درج الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة على استقبالهم. كما وقّعت الجزائر وواشنطن اتفاق حوار استراتيجي منذ 3 سنوات تقريبًا. وبحث مساهل ضمن إطار الدورة الثالثة للحوار الثنائي الاستراتيجي، مع منسق محاربة الإرهاب في الحكومة الأميركية جوستان سبيرال، مسألة محاربة التطرف الديني في منطقة الساحل والمغرب العربي والتصدي لتنظيم "داعش" في ليبيا، الذي يهدد بتوسيع نشاطه إلى الدول المجاورة مثل الجزائر وتونس. ومن شأن هذا اللقاء الأمني الموسع وضع حد لحالة التقطع في التشاور العسكري الأميركي/ الجزائري.
وذكرت السفارة الأميركية في الجزائر أن وفدًا ترأسه سبيرال "بحث مع المسؤولين في الحكومة مجموعة قضايا أمنية تتعلق بمحاربة الإرهاب". وأوضح البيان أن واشنطن "تعد الجزائر شريكًا محترمًا في المنطقة والعالم، في مجال محاربة الإرهاب". وعبَرت السفارة عن ارتياح الوفد الأميركي لـ "إعطائه الفرصة لبحث التنسيق الأمني المشترك وتعزيز قدرة حكومات المنطقة على التصدي لتهديدات الإرهاب، إضافة إلى التنسيق بين بلدينا بخصوص محاربة الجريمة الإلكترونية". ونقلت السفارة إشادة سبيرال بـ "دور الجزائر في الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة".
يذكر أن اللقاءات كانت مغلقة وجرت في إقامة الميثاق في أعالي العاصمة، وبحثت وفق مصادر مأذون لها، العمليات العسكرية الجزائرية في الجنوب، وعمليات أخرى مشتركة بين البلدين تجري باستعمال أقمار اصطناعية أميركية، إضافة إلى ملف السلاح الليبي الذي ضبطته السلطات الجزائرية في وادي سوف وورقلة.
أرسل تعليقك