غزة ـ كمال اليازجي
نشرت "كتائب القسّام"، الذراع المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الأحد، تفاصيل دقيقة بشأن عملية "زيكيم"، التي نفّذتها مجموعة من وحدة "الكوماندوز" البحري التابعة لها إبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014.
وقالت الكتائب، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني "إن عملية زيكيم وجهت للعدو ضربة مؤلمة وكبدته خسائر كبيرة ما زال يحاول إخفاءها حتى اليوم، مشيرةً إلى أنها كانت إحدى أبرز المفاجآت وأقوى الضربات التي تلقاها الاحتلال خلال العدوان الأخير على غزة".
وفي السطور التالية تفاصيل العملية كما نشرها موقع القسّام:
الاستعداد والبداية
بدأت القيادة العسكرية لكتائب القسام بوضع اللمسات الأخيرة لتنفيذ عملية نوعية باتجاه مواقع العدو على الساحل، وكانت الفكرة مهاجمة موقع زيكيم، والهدف منها هو تشكيل هجوم نوعي بأسلوبٍ جديدٍ باتجاه الساحل، واستهدفت العملية القاعدة البحرية المتواجدة على الساحل مقابل قاعدة زيكيم.
تلقى عناصر المجموعة المشاركة في العملية، تدريبات طويلةً وشاقةً جدًا، لتنفيذ عمليات تسلل واجتياز مسافاتٍ طويلة في البحر للتمكن من الوصول إلى عمق العدو، وكان لتلك الاستعدادات أثرٌ واضحٌ في نجاح العملية والوصول لأرض العدو، وبدأت العملية بمرحلتين، تمثلت الأولى بتنفيذ عملية استطلاع وجمع المعلومات عن الموقع المستهدف، وقد تمكن أحد مجاهدي وحدة الكوماندوز البحري القسامية، من تنفيذ مهمة استطلاع داخل أرض العدو، واستطلاع موقع القيادة والسيطرة على ساحل زيكيم، قبل تنفيذ العملية.
ولأول مرة تكشف كتائب القسام أنها تمكنت من تنفيذ عملية الاستطلاع، وتمكن أحد مجاهديها المكوث لعدة ساعات على أرض العدو، لتنفيذ مهمته، ثم عاد الى قواعده بسلام .
الطريق إلى زيكيم
المرحلة الثانية من العملية، انطلقت مع بداية القصف الصهيوني الجوي على قطاع غزة ودخول معركة العصف المأكول يومها الثاني، حيث تمكن مجاهدو وحدة الكوماندوز، القسامي بشار زياد عابد، والقسامي حسن محمد الهندي، والقسامي محمد جميل أبو دية، والقسامي خالد طلال الحلو، من اجتياز مسافةٍ طويلةٍ من السباحة والغطس، وقطعت الحدود البحرية مع العدو، حيث انقسموا إلى مجموعتين وقامت المجموعة الأولى بالإبحار إلى شاطئ العدو وتقدمت باتجاه موقع القيادة والسيطرة البحرية الصهيونية واشتبكت مع العدو داخل هذا الموقع، وحققت إصابات في جنود العدو.
وبعد 45 دقيقة وصلت المجموعة الثانية، فالتقت المجموعتان في قاعدة القيادة والسيطرة، ومن ثم قام المجاهدون بالاتصال مع القيادة الميدانية لكتائب القسام وإعلامهم أنهم في داخل الموقع، ثم شرعت المجموعتان بتطوير الهجوم باتجاه قاعدة زيكيم والاشتباك مع العدو بشكل مباشر.
في هذه اللحظات وبالتنسيق مع سلاح المدفعية، قامت مدفعية القسام بدك قاعدة زيكيم بقذائف الهاون وصواريخ 107، وتشكل بذلك هجوم ناجح باتجاه قاعدة زيكيم من كوماندوز القسام، وكان هذا الهجوم الضربة القوية التي فاجأت العدو، وأوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوف جنوده، وقد حاول العدو جاهدًا التكتم عن خسائره في هذه العملية، إلا أن الفيديو المسرب للعملية والذي صورته كاميرات الاحتلال نسف رواية الاحتلال بفشل العملية، وأظهر إبرار المجاهدين وتمركزهم ثم مهاجمتهم لجنود العدو وآلياته، وشجاعتهم منقطعة النظير، والتي تمثلت بمواجهة آليات العدو بأسلحتهم الخفيفة دون خوف أو جزع، وملاحقة إحدى آليات الاحتلال وإلصاق عبوة ناسفة على جسمها وتفجيرها من مسافة صفر، ثم تظهر المشاهد المجاهدين الأربعة أثناء انسحابهم بعد إتمام مهامهم بنجاح، واستشهادهم بعد تعرضهم للقصف.
زيكيم لها ما بعدها
حاول العدو إخفاء خسائره في العملية، ومنع النشر حول تفاصيلها منذ اللحظة الأولى، فوصول المجاهدين إلى شواطئ عسقلان عبر البحر كان معناه أنهم قادرون على الوصول إلى أي مكان في فلسطين المحتلة في أي وقت، وهو ما كان سيعني لو تسرب لجمهور الصهاينة، بث حالة من الرعب وحظرًا للتجول على امتداد سواحل فلسطين المحتلة من جنوبها إلى شمالها، ولكن إعجاب قادة الاحتلال بشجاعة المقاومين أخرجهم عن صمتهم، حيث صرح رئيس أركان جيش الاحتلال "ينبغي أن نتحدث بأمانة، في بعض الحالات نفذوا عمليات قتالية شجاعة"، وشدد على أنه "يجب عدم الاستخفاف بهم لأنهم يخططون ويسعون لتحقيق انتصار" وأشار إلى أن الوصف الذي يصح للمجموعة التي نفذت عملية زيكيم أنهم أناس شجعان "فأن تتقدم جريًا وتضع عبوةً ناسفة على دبابة ليس عملًا يقوم به أناس غير شجعان".
ومع مرور أربعة أعوام على عملية زيكيم، لا زالت الأيام تحمل في طياتها الجديد والمزيد من المفاجآت والحقائق والآثار التي خلفتها معركة العصف المأكول على الاحتلال وقادته، وما تكشف ما هو إلا بعض مما صنعه بهم القسام في غزة، فمن الخسائر الاقتصادية الفادحة، إلى الخسائر العسكرية التي ظهر بعضها وما زال جلها يتكتم عليه، وما أعدته لهم المقاومة التي تعمل على قدم وساق لتطوير قدراتها وأخفته عنهم، سيحمل لهم الكثير من المفاجآت في قادم الأيام.
أرسل تعليقك