كشفت تقارير إعلامية, الخميس, عن مقترح تقدَّمت به تونس يقضي بعقد اجتماع رفيع المستوى يشارك فيه كل من الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة الجزائرية, عبد المالك سلال, على هامش انعقاد القمة العربية التي ستُعقد في العاصمة الأردنية عمان أواخر الشهر الجاري, لدراسة تطورات الملف الليبي.
وذكرت التقارير, أنَّ المقترح يهدف لبحث التطورات الخطيرة التي شهدتها الساحة الليبية في الفترة الأخيرة، والبحث عن إعادة تجميع أطراف الأزمة الليبية إلى طاولة الحوار والحل السياسي. ولا تُمانع كل من الجزائر ومصر في انعقاد الاجتماع رفيع المستوى, خاصة في ظل تفاقم تداعيات الانزلاق الأمني والعسكري في ليبيا, وأصبح هذا الوضع يُشكِّل مصدر قلق كبير لدول جوار ليبيا خاصة الجزائر وتونس.
وتقدَّمت تونس بهذا المؤتمر بعد أن تقرَّر تأجيل القمة الرئاسية الثلاثية التي كانت ستجمع كل من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والرئيس التونسي الباجي قايد السبسي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي, حسب التصريحات التي أدلى بها وزير خارجية تونس, خميس الجهيناوي, كاشفًا عن إمكانية إلغاء أو تأجيل القمة الرئاسية الثلاثية التي كان من المُقرر عرضها في منتصف شهر مارس/ آذار الجاري, عقب الاجتماع الثلاثي الذي جمع كل من وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر, نهاية شهر فبراير / شباط الماضي.
وزادت التطورات الأخيرة التي شهدتها بنغازي والعاصمة طرابلس من مخاوف دول الجوار, وكثَّفت كل من تونس والجزائر ومصر حراكها لفرض حل سياسي جدي يقضي بوقف الاقتتال الداخلي وحقن الدماء. وتسعى الجزائر جاهدة للم شمل الفرقاء الليبيين على طاولة الحوار وتجسيد المصالحة الوطنية بينهم, ولقيت هذه المبادرة دعمًا كبيرًا من طرف عدد من الدول كألمانيا وبريطانيا.
وأكَّد السفير البريطاني لدى ليبيا, بيتر ميليت, أنَّ الجزائر أكثر الدول مُرشحة للقيام بدور ممتاز من أجل تسوية الأزمة الليبية لأنها على اتصال مع جميع الأطراف الليبية, مُشددًا على أن بريطانيا تؤيد حل سياسي ليبي - ليبي بدون أي تدخل عسكري أجنبي. وأضاف السفير ميليت: بحثت مع المسؤول الجزائري الوضع في ليبيا وطريقة التعاون من أجل إحلال السلام والاستقرار في ليبيا، وإننا نتشاطر نفس الأهداف مع الجزائر سيما ذلك المتمثل في تحقيق السلام وتفضيل الحل السياسي".
وتابع السفير البريطاني قوله "لقد تطرقنا كذلك إلى كيفية التعاون معًا لمكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وكيف يمكن مساعدة الليبيين على إيجاد حلٍ ليبي بدون تدخل أجنبي ولا تدخل سياسي وعسكري أجنبي، ومن أجل إحلال السلام والاستقرار في ليبيا ".. وشدَّد السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر ميليت، على أن للأزمة الليبية آثار سلبية على منطقة أوروبا، بما فيها بريطانيا، بسبب تدفق المهاجرين انطلاقًا من السواحل الليبية.
وتعالت الدعوات للتحقيق في الانتهاكات التي تُرتكب على الساحة الليبية، بعد نشر مقطع فيديو يُظهر النقيب محمود الورفلي، آمر محاور القوات الخاصة في "قوات البرلمان" التي يقودها خليفة حفتر، وهو يعدم رميًا بالرصاص ثلاثة أشخاص في مدينة بنغازي شرقي ليبيا. وهو الأمر الذي اعترف به مسؤول في قوات حفتر، وتعهّد بمحاسبة الورفلي.
وأعرب المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر، في بيان له الأربعاء، عن قلقه العميق إزاء التقارير المستمرة حول "انتهاكات خطيرة" للقانون الإنساني الدولي يتم ارتكابها في أنحاء ليبيا. ودعا كوبلر كافة الأطراف إلى "إرسال رسالة قوية بأن هذه الأفعال غير مقبولة على الإطلاق ودعم هذه الرسائل بتحقيقات ذات مصداقية لتحديد مرتكبي تلك الجرائم ومحاسبتهم".
أرسل تعليقك