كشف بيان لوزارة الدفاع الجزائرية, الخميس, أنّ الجيش الجزائري, أحبط عمليات تهريب معدات للتنقيب عن الذهب في صحراء الجزائر في كل من محافظة تمنراست وعين قزام وبرج باجي مختار, على الحدود مع مالي والنيجر, وأوقف عصابة مكونة من 23 مهربًا.
وأصبحت الحدود الشرقية والجنوبية التي تربط الجزائر بمالي وليبيا والنيجر وتونس مجالًا مفتوحًا أمام حرفة التنقيب عن الذهب في الصحراء الجزائرية, باستعمال آلات وتكنولوجيات حديثة تستورد من الصين وأميركا, يتم من خلالها كشف المناطق التي يوجد فيها الذهب.
ويخوض الجيش الجزائري, على المناطق الحدودية, حربًا يومية ضد مهربي الذهب, الذين يجندون المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين لهذه العملية, ويدعمون عصابات الجريمة المنظمة, التي يسهل لها التحرك على الحدود الجنوبية والشرقية بالنظر إلى الانفلات الأمني القائم في ليبيا ودول الجوار, لكن تصعب عليهم عملية البحث عن الذهب في جبال " وتلل " في تمنراست أقصى جنوب الجزائر, بالنظر إلى الرقابة الصارمة التي تفرضها أربعة أجهزة أمن على هذه المناطق الحدودية, على رأسها الجيش الجزائري.
وفرضت المؤسسة العسكرية الجزائرية, إجراءات صارمة على سكان المناطق الحدودية, للولوج إلى المناطق التي ينتشر فيها الذهب, فكل راغب في الدخول إليها يجب عليه الحصول على ترخيص مسبق من الجهات الأمنية الجزائرية. وترفض السلطات الجزائرية, الكشف عن مخزون الذهب, وهو ما أكده عدد من الخبراء الجزائريين, في محاولة منها لتمويه المهربين, إضافة إلى أنها ترفض استخراجه في الظرف الراهن بسب تكلفته المرتفعة جدًا كما أنها تركز في الظرف الراهن على المحروقات, وبالتالي فاهتمامها منصب على التنقيب عن الغاز والبترول.
وكشفت المديرية العامة للمناجم في محافظة تندوف, نهاية عام 2015, أن عدة شركات دولية مختصة في البحث عن الذهب خاصة من جنوب أفريقيا والبرازيل وكوريا الجنوبية، تبدي رغبة في استغلال هذه المناجم. وبلغ احتياطي الجزائر من الذهب حسب المجلس العالمي للذهب 173 طنا، وتحتل المرتبة الثالثة عربيًا بعد السعودية ولبنان، والمرتبة 24 عالميًا. أما الاحتياطي الخام فقدره وزير الطاقة والمناجم الجزائري السابق يوسف يوسفي، في سنة 2014، بأنه 100 مليون طن، قابلة للزيادة في حال تعزيز جهود عمليات التنقيب عن الذهب.
وفي غضون أسبوع واحد, تمكّن الجيش الجزائري من توقيف العشرات من المهربين, كانوا يحاولون تهريب كميات من الذهب عبر الحدود الجنوبية للبلاد, وأوقف, نهاية مارس / أذار الماضي, عصابة مكونة من 24 مهربا وحجز 11 مركبة رباعية الدفع و 3.4 قنطارا من خليط الحجارة وخام الذهب. وكشفت الإحصائيات التي قدمتها وزارة الدفاع الجزائرية’ العام الماضي, تزايدًا كبيرًا في أعداد المنقبين القادمين من دول مختلفة كالسودان والتشاد, يدخلون من النيجر إلى الجزائر للتنقيب على الذهب.
أرسل تعليقك