العراقي محمد السوداني يبحث مع إردوغان ملفَّي المياه وأمن الحدود
آخر تحديث GMT17:23:11
 العرب اليوم -

العراقي محمد السوداني يبحث مع إردوغان ملفَّي المياه وأمن الحدود

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - العراقي محمد السوداني يبحث مع إردوغان ملفَّي المياه وأمن الحدود

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني
انقرة - العرب اليوم

في إطار سلسلة الزيارات الخارجية التي يقوم بها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، منذ توليه منصبه في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، بدأ زيارة إلى تركيا تتصدرها ملفات عديدة، أبرزها ملف المياه العالق بين البلدين منذ عقود. وبينما لم يفصل البيان الحكومي الصادر عن مكتب السوداني أي جوانب أو ملفات سوف يناقشها السوداني مع المسؤولين الأتراك، فإن مصادر حكومية مطلعة أكدت أنه سوف يتم التركيز خلال هذه الزيارة على تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات، وفي سياق نهج واضح يقوم على مبدأ تعزيز العلاقات مع كل دول الجوار، طبقاً للمصالح المشتركة بينها وبين العراق.
واستناداً لهذه المصادر، فإن «ملف المياه سوف يحظى بالأولوية مع ما يواجهه العراق من مشكلات حقيقية، بسبب شحة المياه وقلة الأمطار»، وبالتالي فإن «الوفد سوف يبحث كيفية التعاون والتنسيق لضمان حصول العراق على احتياجاته من المياه التي تعدّ شريان حياة للتنمية والتوسع الزراعيّ». وطبقاً للمصادر ذاتها، فإن «لدى العراق مشروعات طموحة في مجال الطاقة والنقل؛ حيث تعمل الحكومة على جعل العراق مركزاً تجارياً وممراً حيوياً للتجارة العالمية بين آسيا وأوروبا، من خلال بناء طريق التنمية، ومشروع ميناء الفاو الكبير، بما يشمل من ممر القناة الجافة التي سيشكّلها طريق سريع، وخط للسكك الحديدية يمر عبر الديوانية والنجف وكربلاء وبغداد والموصل، ويمتد إلى الحدود التركية، ما يتيح الوصول إلى ميناء مرسين وأوروبا عبر إسطنبول، بالإضافة إلى تجمعات سكنية ونقاط للجذب السياحيّ».
وعلى صعيد أمن الحدود المشتركة بين العراق وتركيا التي تمتد إلى مئات الكيلومترات، فإن المحادثات مع الجانب التركي ستؤكد الرفض القاطع لأن يكون العراق منطلقاً للاعتداء على جيرانه، مع التشديد على أن العراق يرفض انتهاك سيادته وحرمة أراضيه، وهو ما يجعل العراق يسعى -طبقاً لهذه المصادر- إلى إيجاد مساحة مشتركة في التعاون الأمني والاستخباراتي والعسكري، لمنع التسلل للأراضي التركية.
إلى ذلك، أكد عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، جبار الكناني، في تصريح اليوم، أن «زيارة السوداني إلى تركيا ذات أهمية كبيرة بسبب مشكلات وتعقيدات كثيرة، وأن ملف المياه مع تركيا شائك ويلقي بظلاله على المواطنين وحياتهم». وأضاف أن «الهدف الأول من زيارة تركيا هو ملف المياه، وأن السوداني له قدرة على ضمان حصص العراق، وسيناقش مع تركيا احتلال قواتها للأراضي العراقية خلال فترة الحرب مع (داعش)». وقال: «لن نقبل بوجود القوات الأجنبية في العراق، في ظل وجود القوات الأمنية و(الحشد الشعبي) وإن محطة تهريب الأموال العراقية هي تركيا وعبر إقليم كردستان».
ويعاني العراق شح المياه في نهري دجلة والفرات، وكذلك قلة الأمطار وموجات الجفاف، بسبب قيام دولتي المنبع (تركيا وإيران) بقطع وتقليل حصته من المياه، إلى جانب التغيير المناخي. وفي هذا السياق، يقول عضو لجنة الزراعة والمياه في البرلمان العراقي ثائر الجبوري، إن «تركيا تنفذ خطة منذ عام 2003 وإلى يومنا هذا، لإنشاء أكثر من 220 سداً، بهدف القطع القسري للمياه عن العراق، إضافة إلى توقف أكثر من 40 مجرى مائياً قادماً من إيران باتجاه العراق، وبالتالي فإن البلاد تعاني كثيراً جراء انخفاض المناسيب»، لافتاً إلى أن «الحكومة بحاجة للقيام بحوار جاد مع تركيا وإيران، من أجل الوصول إلى نتائج ناجعة، وإلا ستكون الآثار كارثية على العراق».
بدوره، يقول الدكتور عصام الفيلي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «في سياق العلاقة مع تركيا فإن الملف متعدد؛ حيث يشمل موضوع المياه، وكذلك وجود حزب العمال الكردستاني، بالإضافة إلى مسألة تنظيم العلاقة الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وقد يكون هناك ملف ضمن الجانب الاقتصادي، وهو فتح منفذ آخر عبر محافظة نينوى».
وأضاف الفيلي أن «المسألة المهمة التي يريدها السوداني أن بعض القضايا المهمة التي يجري بحثها بين الجانبين ليست هناك آليات ملزمة لكلا الطرفين بشأنها؛ حيث إن تركيا تنظر إلى نهري دجلة والفرات على أنهما ليسا نهرين دوليين، وإنما تراهما نهرين عابرين للحدود، وبالتالي فهي ترى أنها بوصفها دولة منبع فإن لها الحق في التصرف بمياههما أكثر من العراق وسوريا». وأوضح أن «ملف المياه بالنسبة للسوداني مهم؛ لا سيما أنه أعد استراتيجية خاصة بدءاً من الآن إلى عام 2050، وهو ما يعني أنه يضع هذا الملف من بين الأولويات الأولى له».
وبشأن وجود حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية، يقول الفيلي إن هذا الملف «بحاجة إلى تعاون 3 دول، هي تركيا وسوريا والعراق، وبمستطاع قوات هذا الحزب التحرك بكل أريحية داخل مثلث هذه العلاقة، وهو ما يتطلب تنسيقاً مشتركاً بين الدول الثلاث، فضلاً عن الجانب الإيراني». وتابع الفيليبأن «الملف الآخر المهم أيضاً يخص العلاقة الاقتصادية بين البلدين، وهذا يشمل الجانب النفطي كما يشمل المعابر الحدودية بين البلدين، وما يتطلبه ذلك من تنظيم وأتمتة».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

السوداني يتعهد تطوير العلاقات مع السعودية في كافة المجالات

 

محمد شياع السوداني يؤكد أنه أجرى مُباحثات مثمرة وبناءة في أربيل

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العراقي محمد السوداني يبحث مع إردوغان ملفَّي المياه وأمن الحدود العراقي محمد السوداني يبحث مع إردوغان ملفَّي المياه وأمن الحدود



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab