غزة ـ علياء بدر
كشفت هيئة الأسرى والمحررين في تقرير لها، السبت، أن الإفراج عن الحالات المرضية الخطيرة من الأسرى، أصبح له أولوية عاجلة، نظرًا لخطورة الأوضاع التي يمر بها العشرات من المعتقلين المصابين بجروح، أو المصابين بأمراض خطيرة ومزمنة أو أمراض نفسية مستعصية.
وأشارت الهيئة إلى أن أحد أبرز المطالب التي يطرحها الأسرى في إضرابهم عن الطعام المقرر يوم 17/4/2017 هو الإفراج عن المرضى، وتحسين شروط العلاج لهم في ظل تفاقم وتزايد الأمراض والحالات المرضية في صفوف الأسرى. وذكرت الهيئة أن 85 أسيرًا، يعانون من حالات خطيرة جدا ومنها الشلل والإعاقة والإصابة بأمراض خبيثة كالأورام السرطانية، وأن استمرار بقائهم في السجون يعرضهم للموت.
وحذّر عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من سقوط شهداء داخل السجون في صفوف الأسرى المرضى، وأن الوضع الصحي للأسرى بالسجون، يحتاج إلى تدخل سياسي وحقوقي عاجل جدا. وذكر قراقع حالات تعاني من أمراض خطيرة داخل السجون، منها بسام السايح، ومنصور موقدة، وخالد الشاويش، ومعتصم رداد، وناهض الاقرع، ومحمد براش، وأشرف أبو الهوى، ونزيه عثمان ، والمتوكل رضوان، وسامي ابو دياك، ومراد سعد، وجهاد ابو هنية، وممدوح عمرو، ويوسف نواجعة، ومحمد مرداوي، ويسري المصري، وعلاء الهمص، واياد نصار، ووليد مسالمة، ومنصور الشحاتيت ، ومحمد خليل جبران، وخضر ضبايا، ورياض العمور، وابراهيم البيطار، وايمن الكرد، وطارق عاصي، وسعيد مسلم، وابراهيم ابو مصطفى، وفؤاد الشوبكي، وعثمان ابو خرج، واسراء جعابيص، وحلوة حمامرة، وفاطمة طقاطقة ووليد دقة وجلال شراونة وغيرهم.
وقال قراقع إن الأسرى يعانون من عدم وجود فحوصات طبية دورية لهم، ومن التسويف والمماطلة في إجراء الفحوصات الطبية لهم ونقلهم إلى المستشفيات، إضافة إلى عدم اعطائهم الأدوية اللازمة والاكتفاء بالمسكنات، وإهمال الأسرى المرضى نفسيًا وزجهم في الزنازين، ومعاناة المرضى خلال نقلهم للمستشفيات في سيارة البوسطة، وعدم صلاحية مستشفى الرملة لاحتجاز الأسرى بسبب افتقاده لكل المقومات الصحية اللازمة.
وأضاف قراقع "يجب أن يقف العالم بكافة مؤسساته، أمام عدم قيام أطباء مصلحة السجون، بدروهم المهني ومسؤولياتهم الأخلاقية والطبية في علاج الأسرى المرضى. ويعيش الأسرى الفلسطينيون في السجون "الإسرائيلية" أوضاعًا استثنائية من الناحية الصحية؛ فهم يتعرضون إلى أساليب تعذيب جسدي ونفسي ممنهجة، حتمًا تؤدي لإضعاف أجساد الكثير منهم، وتتمثل في الحرمان من الرعاية الطبية الحقيقية، والمماطلة في تقديم العلاج للأسرى المرضى، من أطباء أساساً لا يحملون من الطب سوى الاسم فقط.
ولم يمكث الشهيد الأسير المحرر مجدي حماد طويلاً خارج السجن قبل أن يتوفاه الله، إذ رحل بعد تعرضه لعدة أمراض مزمنة، عقب إهمال طبي مرير من إدارة السجون الإسرائيلية، وكانت سلطات الاحتلال تعطيه أدوية لا علاقة لها بأمراضه، وحكايته كحكاية آلاف الأسرى المرضى، الذين ما زالوا يقبعون داخل سجون الاحتلال ويعانون من الألم، ولم يجدوا من يقدم لهم العلاج الشافي، فاحتسبوا أرواحهم شهداء، لحين انفراج أوضاعهم. وكشف الأسير المحرر توفيق أبو نعيم أن العديد من الأسرى تطورت حالتهم الصحية من متوسطة إلى خطيرة، بل إلى حرجة، بسبب سياسية الإهمال الطبي المتعمد من إدارة السجون "الإسرائيلية"، محذرًا من استشهاد أي أسير في أي لحظة. وكشف، عن دور قاصر لمؤسسة الصليب الأحمر الدولية تجاه الأسرى والأسيرات.
ولفتت الأسيرة المحررة فاطمة الزق إلى أن الاحتلال يتبع سياسة العلاج غير المعروف، والقتل البطيء بحق الأسرى، داعية السلطة إلى الضغط على كافة الدول التي تزورها من أجل الضغط على الاحتلال، لتحسين ظروف العلاج والمعيشة داخل السجون. ويقول الباحث رياض الأشقر والناطق باسم مركز أسرى فلسطين للدراسات، إن 1200 أسير مريض، منهم 170 في حالة خطيرة، بينهم 25 يعانون من مرض السرطان الخطير، فيما يعاني 21 آخرين من إعاقات حركية ونفسية.
وأكد الأشقر أن مرض ضمور العضلات ظهر حديثًا بين صفوف الأسرى في سجون الاحتلال، حيث يعاني منه 5 أسرى، فيما يعاني 27 أسيرًا من مرض السكري المزمن، و30 أسيرًا يعانون من أمراض قلبية مختلفة. وشبه رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، سجون الاحتلال بالقبور المغلقة، متهمًا أطباء السجون بعدم القيام بمسؤولياتهم الطبية، ورفع صوتهم لوضع حد لمأساة الأسرى المرضى، وتحسين ظروف العلاج لهم. وذكر قراقع عددًا من الشهداء الأحياء في صفوف المرضى، كحالة الأسير يسري المصري، ومراد سعد، وخالد الشاويش، وغيرهم.
أرسل تعليقك