أعلن المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن وفد قيادة الحركة إلى مصر، الأربعاء، توجه إلى القاهرة حاملًا معه رؤية الحركة لملفات القضية الفلسطينية القائمة على الشراكة الوطنية الكاملة، مؤكدًا في الوقت نفسه على جهوزيته للتفاوض غير المباشر لإنجاز صفقة تبادل مشرفة.
وقال المكتب السياسي في بيان له، اليوم الأربعاء، وصل "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة عنه، إن رؤية الحركة نابعة من الرؤية الوطنية الجامعة التي تسعى لتحقيق مصالحة حقيقية ووحدة وطنية قائمة على الشراكة الكاملة في بناء النظام السياسي والمؤسسات الوطنية.
وأكد المكتب في بيانه أن الحركة لن تدفع أثمانًا سياسية مقابل رفع الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 12 عامًا على قطاع غزة، وأنها تتعامل بانفتاح مع كل الجهود المبذولة لإنجاز هذا الأمر. وأوضح المكتب السياسي أنه على مدى أربعة أيام متواصلة، وللمرة الأولى منذ تأسيس الحركة، اجتمع المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة في الفترة الواقعة بين 2 أغسطس/آب 2018 وحتى 7 أغسطس/آب 2018، ناقش فيه الأوضاع الوطنية والإقليمية والدولية في ضوء ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مؤامرات.
وبين المكتب السياسي لحماس مناقشته لـ "ملف تحرير الأسرى من سجون الاحتلال مقابل الجنود الصهاينة لدى المقاومة"، مشددًا على جهوزيته للتفاوض غير المباشر لإنجاز صفقة تبادل مشرفة. ونبه إلى أن الاحتلال يسعى إلى تصفية القضية، وشطب الحقوق الفلسطينية مستفيدًا من حالة التطرف التي تسيطر على الإدارة الأمريكية، والدعم اللامحدود من طرف هذه الإدارة للجرائم الصهيونية والمشاريع التصفوية، وعلى رأسها ما يسمى بـ (صفقة القرن).
وثمن المكتب السياسي كل الجهود التي تعمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، ورفع الحصار والعقوبات الظالمة المفروضة على قطاع غزة وإنهاء معاناته، معبرًا عن اعتزازه بسفن كسر الحصار والقائمين عليها، واستنكر البلطجة الصهيونية في مواجهة هذه السفن. وجدد المكتب السياسي تأكيده على أنه لا أثمان سياسية لرفع الحصار عن قطاع غزة الوحدة الوطنية، "ولا تنازل عن حقنا في سلاحنا ومقاومتنا، والوحدة الجغرافية والسياسية بين الضفة والقطاع".
وفيما يلي نص البيان الكامل كما وصل "المركز الفلسطيني للإعلام"
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر
عن المكتب السياسي لحركة حماس
المنعقد في مدينة غزة في الفترة من 2/8/2018 حتى 7/8/2018
على مدى أربعة أيام متواصلة، وللمرة الأولى منذ تأسيس الحركة، اجتمع المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة في الفترة الواقعة بين 2 أغسطس/آب 2018 وحتى 7 أغسطس/آب 2018، ناقش فيه المكتب السياسي الأوضاع الوطنية والإقليمية والدولية في ضوء ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مؤامرات يسعى الاحتلال من خلالها إلى تصفية القضية، وشطب الحقوق الفلسطينية مستفيدًا من حالة التطرف التي تسيطر على الإدارة الأميركية، والدعم اللامحدود من طرف هذه الإدارة للجرائم الصهيونية والمشاريع التصفوية، وعلى رأسها ما يسمى بـ (صفقة القرن)، ومستفيدة من حالة التشرذم والفرقة التي تسود المنطقة العربية والإسلامية، وغياب الناظم القوي لإمكانات الأمة وقدراتها وطاقاتها، ومستفيدة كذلك من حالة الانقسام الفلسطيني وإصرار السلطة على الاستمرار في مسار أوسلو والتنسيق الأمني، والمشاركة في الحصار الظالم المفروض على أهلنا في قطاع غزة من خلال فرض العقوبات عليه، وكذلك تغييب المؤسسات الوطنية الجامعة، وإدارة الظهر للشراكة الوطنية المطلوبة لدحر الاحتلال والتصدي لمشاريعه الإجرامية الظالمة لتصفية القضية الفلسطينية.
ومع استحضار هذه التحديات ذات الأبعاد الاستراتيجية؛ رصدت قيادة الحركة جملة من الروافع التي تفتح أمام شعبنا آفاق الصمود والانعتاق من الاحتلال، واستمعت قيادة الحركة لتقارير تفصيلية في جملة من الملفات الرئيسة.
وقد التقت قيادة الحركة الفصائل الفلسطينية، واستعرضت معها الحالة التي يمر بها شعبنا وسبل النهوض بالمشروع الوطني من خلال برامج وطنية مشتركة قائمة على أسس ومبادئ وأهداف وثوابت مجمع عليها وطنيًا، بهدف تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، ورفع المعاناة عن أهلنا في غزة، ومواجهة التهويد والاستيطان والإجرام الصهيوني في الضفة الغربية والقدس.
وقد قرر المكتب السياسي في اجتماعه التوجهات والمواقف التالية:
أولاً: وجه المكتب السياسي التحية للبطولات الرائعة التي أبداها شعبنا الفلسطيني في التصدي والدفاع عن المسجد الأقصى في القدس المحتلة، وفي كل ميادين المواجهات الشعبية ضد الاحتلال وجرائمه، وفي مقدمتها مسيرات العودة وكسر الحصار التي يخوضها شعبنا في الداخل والخارج، وأكد المكتب السياسي استمرار شعبنا في مسيرات العودة وتطويرها حتى تحقق أهدافها، وفي المقدمة منها كسر الحصار عن غزة، وقد عبّر المكتب عن اعتزازه بروح الشراكة الوطنية التي تعبّر عنه مسيرات العودة، والعمل والتكامل الذي تظهره فصائل المقاومة الفلسطينية.
ووجه المكتب السياسي التحية المفعمة إلى شهداء شعبنا، وآخرهم شهداء القسام، الشهيدان: عبد الحفاظ السيلاوي، وأحمد مرجان، إثر استهدافهم الغادر من قبل الاحتلال في شمال القطاع، وأكد أن كتائب القسام وفصائل المقاومة لن تسمح للعدو بفرض قواعد اشتباك جديدة.
كما وجه التحية لأبناء شعبنا في كل أنحاء فلسطين والشتات، وتمنى المكتب الشفاء العاجل للجرحى الأبطال، وأكد سعيه المتواصل من أجل حرية الأسرى وعودة اللاجئين، وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس.
ثانياً: ثمن المكتب السياسي كل الجهود التي تعمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، ورفع الحصار والعقوبات الظالمة المفروضة على قطاع غزة وإنهاء معاناته، وعبر عن اعتزازه بسفن كسر الحصار والقائمين عليها، واستنكر البلطجة الصهيونية في مواجهة هذه السفن.
ثالثاً: ناقش المكتب السياسي الجهود المختلفة التي تبذلها عدة أطراف ولا سيما الأشقاء في مصر لتحقيق المصالحة ورفع الحصار، وتنفيذ المشاريع التنموية والإنسانية في قطاع غزة، وحماية شعبنا من الاعتداءات الصهيونية المتكررة، وأكد المكتب السياسي أنه يتعامل مع هذه الجهود المبذولة من كل الأطراف المعنية بعقل وقلب مفتوحين؛ اعتبارًا لمصالح شعبنا وحرصًا على إنهاء الحصار الظالم الذي يعانى منه أهلنا في قطاع غزة، مؤكدًا أنه لا أثمان سياسية لذلك، ولا تنازل عن حقنا في سلاحنا ومقاومتنا، والوحدة الجغرافية والسياسية بين الضفة والقطاع.
وحمَل وفد قيادة الحركة المتوجه إلى القاهرة رؤية الحركة النابعة من الرؤية الوطنية الجامعة، والتي تسعى إلى تحقيق مصالحة حقيقية ووحدة وطنية قائمة على الشراكة الكاملة في بناء النظام السياسي والمؤسسات الوطنية، وإنجاز برنامج وطني مشترك على أساس اتفاق القاهرة في الرابع من مايو2011، وتطبيقاته المتمثلة في مخرجات بيروت في يناير2017م، التي تؤكد إعادة بناء منظمة التحرير على أسس وطنية جامعة وديمقراطية شفافة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية للقيام بمسؤولياتها الوطنية تجاه شعبنا في الضفة وغزة والقدس بما في ذلك التحضير لإجراء انتخابات عامة.
رابعاً: أكد المكتب السياسي على الحق الثابت من حقوق شعبنا والمتمثل في عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هُجّروا منها، وتعويضهم عن سني إبعادهم ومعاناتهم، وأن الحركة ومعها كل القوى والفصائل الحية لن تسمح بتمرير أي مؤامرة تستهدف هذا الحق أو تنتقص منه.
واستنكر المكتب السياسي في هذا الصدد الدور الأمريكي المشبوه الذي يسعى إلى تصفية قضية اللاجئين من خلال استهداف المخيمات الفلسطينية في الشتات، وتجفيف منابع الأونروا وتقليص خدماتها تدريجيًا إلى الحد الذي يتم فيه تجاهل هذه القضية وتصفيتها، كما يرفض المكتب السياسي الإجراءات التي تقوم بها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وتحملها مسؤولية تقليص خدماتها أو فصل العديد من موظفيها.
وفي الوقت ذاته طالب المكتب السياسي المجتمع الدولي وكل المعنيين بالاستقرار في المنطقة بتحمل مسؤولياتهم تجاه الوكالة لتتمكن من القيام بواجباتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.
ودعا المكتب السياسي الكل الوطني إلى التصدي لهذه المؤامرة من خلال برنامج شامل في الداخل والخارج، واستمرار مسيرات العودة وكسر الحصار، وإحياء حق شعبنا في العودة الأكيدة لأراضينا وديارنا التي هجرنا منها.
وأكد ضرورة التصدي لهذه الهجمة بكل أشكال المقاومة الشعبية وغير الشعبية في الضفة الغربية والقدس وغزة، ودعت الحركة كل أبناء الشعب الفلسطيني إلى الوقوف صفًا واحدًا في وجه هذه المؤامرات التي تستهدف أرضنا وشعبنا ومقدساتنا.
خامساً: ناقش المكتب السياسي ملف تحرير الأسرى من سجون الاحتلال، واستعرض التحركات في إطار تحرير الأسرى الفلسطينيين مقابل الجنود الصهاينة لدى المقاومة، وأكد أن لديه الجاهزية للتفاوض غير المباشر لإنجاز صفقة مشرفة لأسرانا الأبطال، وأن أسرى الاحتلال لن يذوقوا طعم الحرية قبل أن يرى أسرانا الحرية بين أهلهم وذويهم، وأبرق المكتب السياسي التحية لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال، معاهدًا إياهم بأنه لن يهدأ له بال حتى تقر أعين شعبنا برؤيتهم بين أهليهم، كما أكد المكتب تضامنه الكامل مع الأسرى في مواجهة إجراءات الاحتلال، وكذلك دعمه للأسرى المضربين المقطوعة رواتبهم من قبل السلطة الفلسطينية.
سادساً: أدان المكتب السياسي القانون العنصري الصهيوني المتمثل في قانون يهودية الدولة الذي أقره ما يسمى بالكنيست الصهيوني، الذي يؤكد على عنصرية الاحتلال، ومحاولته تصفية الوجود الفلسطيني من أرضه ووطنه، والمس بمقدساته الإسلامية والمسيحية، ولا أدل على ذلك مما جرى في الخان الأحمر وتدنيس واقتحام المسجد الأقصى، ما يجعل المنطقة تعيش على صفيح ساخن يؤثر على استقرارها ومستقبلها.
سابعاً: أدان المكتب السياسي كل أشكال التطبيع مع الاحتلال، ودعا الأمة العربية والإسلامية جمعاء وأحرار العالم إلى مقاطعته ونبذه، وملاحقة قادته ومجرميه في كل المحافل الدولية.
وحيا المكتب السياسي حركات المقاطعة الدولية والعربية التي تجسد عمق الضمير الإنساني لهذه الحركات.
وتوجه المكتب السياسي بالشكر الجزيل للأشقاء في مصر على تسهيل زيارة وفد الحركة إلى غزة؛ ما يعكس المسؤولية القومية لمصر تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، إذ حملت الزيارة أشواق العودة إلى أرض الوطن لملايين اللاجئين والمهجرين من أبناء شعبنا الفلسطيني.
أرسل تعليقك