قال عضو المجلس الاستشاري الخارجي لقائد «قوات الدعم السريع» السوداني، عمار الصديق، إن «الإسلاميين يعرقلون المفاوضات والسلام، وقيادة الجيش لا تملك من أمرها شيئاً». وأضاف الصديق، تعليقاً على تصريحات القيادي في الجيش السوداني الفريق ياسر العطا، أن «العطا لم يأت بجديد، وقد اعتدنا التصعيد من قادة الجيش في أكثر من مناسبة، كلما حصلوا على دعم عسكري، أو موقف دولي، أو كما هو الحاصل الآن انضمام بعض الحركات المسلحة للقتال إلى جانبهم، خرجوا بتصريحات تصعيدية».
وأوضح الصديق، في حوار مع «وكالة أنباء العالم العربي»، أن «انضمام الحركات المسلحة إلى الجيش قد يؤدي لمزيد من الحدة والعنف والقتال، وقد يمتد الصراع إلى مناطق جديدة، خاصة أن هذه الحركات موجودة في أكثر من محور، في شرق السودان وفي وسطه وفي دارفور، وتحديداً في الفاشر. وبالطبع، فإن دخول مناطق جديدة للقتال يعني مزيداً من الضحايا، وإطالة مدى الصراع». وأضاف: «(قوات الدعم السريع) كانت ترجو أن يتعقل قادة الجيش، وألا يقوموا بالتصعيد بهذه الخطوة».
وتابع: «الحركات المسلحة لم تستوعب ماضيها تماماً مع (الدعم السريع) التي ألحقت بها هزائم سابقة كثيرة، وكيف يأمل الجيش في المساندة من الحركات المسلحة، بينما الجيش نفسه هُزم في 112 معركة خاضها ضد (الدعم السريع)... فكيف يبحث عن نصر بانضمام الحركات المسلحة له؟».
لا تفاوض ولا هدنة
وكان عضو مجلس السيادة الفريق ياسر العطا، قد قال يوم الأحد، إنه «لا تفاوض ولا هدنة مع ميليشيا (الدعم السريع)». وذكر إعلام مجلس السيادة أن العطا أدلى بتلك التصريحات خلال حضوره الإفطار الذي أقامته القيادة الجوالة لإسناد عمليات القيادة العامة العسكرية في مدينة أم درمان، بحضور حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، ووالي ولاية الخرطوم المكلف أحمد عثمان حمزة، وقادة المناطق والفرق والوحدات العسكرية. وقال العطا إن «هذه الحرب قائمة حتى النصر، والجيش لا يتشرف بميليشيا لا عقيدة لها سوى القتل والسلب والاغتصاب»، في إشارة إلى «قوات الدعم السريع».
وأبدى الصديق موقفاً إيجابياً تجاه أي مبادرة تقدم من القوى المدنية لوقف الحرب، قائلاً: «نرحب بجميع المبادرات التي تؤدي إلى وقف الحرب، وقطعاً يبقى الحل السلمي هو الخيار الوحيد، والخيار الذي ظل ينادي به قائد (قوات الدعم السريع)، وظل يمد يده له أكثر من مرة، وبأكثر من وساطة، وفي أكثر من مناسبة، لكن بشرط ألا تكون مبادرة تبدأ من الصفر، بل مبادرة تصب في اتجاه مبادرة منبر جدة، لأنها جمعت الفرقاء لأكثر من جولة وتعمقت في قضية الحرب، وألمت بتفاصيل كثيرة فيها».
مبادرة «منبر جدة»
وأشار الصديق إلى أن مبادرة منبر جدة، وجدت قبول التجمعات الإقليمية، قائلاً إن «منظمة الإيغاد والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، وحتى لقاء المنامة، جميعهم أمنوا على أن منبر جدة هو المنبر المعتمد أو الأقرب إلى وقف القتال. أما المنابر الجديدة التي تبدأ من الصفر، فهذه تطيل فقط من أمد الصراع، وقد تعقد المشهد الآن ويتفاقم فيه الجانب الإنساني بشكل كبير».
وأضاف الصديق أن أهم نقطة أفشلت جولات المفاوضات السابقة وهي أن «المفاوضين من قبل الجيش ليست لديهم الإرادة وليست لديهم الصلاحية لقبول بنود المفاوضات، والالتزام بما يتم طرحه والتوافق عليه». وتابع: «هذه المفاوضات يديرها من خلف ستار رموز النظام البائد (نظام الرئيس المعزول عمر البشير) ومن خلفهم الإرهابيون، وبعض القياديين في حزب المؤتمر الوطني، والراغبين في أن يحظوا بموطئ قدم في هذه المفاوضات، وأن يلزموا الجهات الراعية للتفاوض بأن يشملهم الحوار بشكل مباشر عبر وجودهم على طاولات المفاوضات».
وتابع: «برأيي هذه أهم الأسباب التي أدت إلى فشل المفاوضات، حيث لا يملك وفد الجيش أي صلاحيات تذكر، ولا حتى قادة الجيش يملكون صلاحيات».الموافقة على الهدنة
وبخصوص استعداد «قوات الدعم السريع» للموافقة على هدنة أو وقف لإطلاق النار، قال الصديق إن «(الدعم السريع) تقبل دائماً بجميع الهدن، وظل الجيش على الدوام يخرق هذه الهدن، سواء بقوات الجيش أو قوات الكتائب المتحالفة معه، التي تقوم بخرق الهدن وإفشالها حتى لا تقف هذه الحرب».
وشدد على أن «(الدعم السريع) قوة وطنية ولديها مسؤولية تجاه مواطنيها، ومن هذا المنطلق قبلت كل الدعوات الوطنية والإقليمية والدولية إلى وقف إراقة الدماء عبر المفاوضات». وأكد على أن «(الدعم السريع) هي الأقوى عسكرياً على الأرض وشعبياً، وقد فسر الإسلاميون والإرهابيون الذين معهم بأن جنوح قيادة (الدعم السريع) للسلام بأنه ضعف منها أو انكسار لها في الميدان، والعكس تماماً هو الصحيح».
وبخصوص ما إذا كانت الوساطات الدولية بإمكانها إطلاق عملية سلام جديدة قال الصديق إن «الوساطات الدولية يجب أن تصب في مبادرة جدة لأنها المبادرة الوحيدة لحد الآن التي أحاطت بجميع تفاصيل هذه الحرب منذ انطلاقها قبل عام، وحدثت فيها جولات كثيرة وقدمت مقترحات جيدة، ووفد (الدعم السريع) موافق على بنود المبادرة». وأضاف أنه «لا بد من مبادرة جدة، وإن طال السفر كل المبادرات تصب في منبر جدة، وهو المنبر المؤهل والقادر على إنهاء هذا الصراع الدائر، الآن في السودان».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أميركا تتعهد بتقديم 47 مليون دولار لدعم السودان ودول مجاورة
اتهامات لعناصر من الجيش السوداني بـنهب ممتلكات في أم درمان
أرسل تعليقك