باريس ـ مارينا منصف
أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم الثلاثاء، أنّ "تحرير الموصل لا يشكّل هدفا في حدّ ذاته، وإنما يتوجّب علينا استشراف عواقب تحرير المدينة، مطالبًا التحالف الدولي بأخذ ذلك في عين الاعتبار.
جاء ذلك في كلمة ألقاها هولاند في افتتاح اجتماع استضافته العاصمة الفرنسية باريس اليوم، وضمّ وزراء دفاع 13 بلدا مشاركا بقواته في التحالف الدولي في كل من العراق وسورية بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وألمانيا. وشدّد الرئيس الفرنسي على الأخذ بالتحدّيات السياسية والأمنية التي يطرحها الهجوم العسكري على المدينة العراقية التي تعتبر آخر معاقل "داعش" في هذا البلد. وقال إن "تحالفنا قائم اليوم على أبواب الموصل، هذه المدينة التي يسكنها مليونا شخص، واحتلها تنظيم "داعش" في 2014، قبل أن يتّخذها عاصمة لخلافته المستحيلة".
وأضاف أن "التحدّي الأول الذي تطرحه استعادة الموصل يشمل المستقبل السياسي للمدينة وللمنطقة وللعراق"، مشدّدا على ضرورة تمثيل "كافّة المجموعات العرقية والدينية" في الإدارة المستقبلية لهذه المدينة ذات الأغلبية السنية. أما التحدّي الثاني، فقال الرئيس الفرنسي هو "إنساني، حيث نخشى إمكانية أن يستخدم داعش وسائل عمل حتى الأكثر همجية وتخلّفا منها، بما من شأنه أن يتسبب في تأخير استعادة الموصل".
وتابع أن "هدفنا ينبغي أن يكون حماية المدنيين، وليس قصفهم كما يفعل آخرون في سوريا، وخصوصا في حلب"، في إشارة إلى القصف الذي تتعرض له المدينة السورية منذ أسابيع من قبل النظام السوري بدعم روسي.
دعا هولاند إلى "اليقظة في مواجهة عودة المقاتلين الأجانب" التابعين لداعش إلى بلدانهم الأصلية، أو في مواجهة أولئك الذي قد يفرّون منهم إلى سورية. وفي ختام حديثه، داعيًا وزراء دفاع التحالف إلى العمل على "تحديد مراحل العمليات المقبلة"، لا سيما المتعلقة منها باستعادة الرقّة السورية. وقال إنه في حال تحررت الموصل، فإن الرقة "ستكون المعقل الأخير لداعش، وعلينا العمل بشكل يضمن تدمير واجتثاث هذا التنظيم في كل مكان".
أرسل تعليقك