غزة - كمال اليازجي
كشفت صحيفة أميركية النقاب عن سعي حثيث لصهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مستشاره الخاص جاريد كوشنير، لإغلاق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وحصر اللاجئين الفلسطينيين في من عاش مدّة اللجوء فقط.
وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن هذا الأمر يتّضح مؤخرًا من خلال مراسلات إلكترونية بين كوشنير وعدة مسؤولين أميركيين منهم المبعوث الأميركي للشرق الأوسط "جيسون جرينبلات"، إذ أكد فيها ضرورة القيام بجهود بهدف التشويش على عمل "أونروا".
وزعم كوشنير في مراسلاته أن "أونروا منظمة فاسدة، وغير فعّالة، وأنها تخلد الأمر الواقع، ولا تساعد في صنع السلام في المنطقة"، مشيرًا إلى أنه يهدف إلى تغيير الأمر الواقع ووقف تخليد قضية اللاجئين.
وحسب الصحيفة فجهود كوشنير جزء من مساعي الإدارة الأميركية لإلغاء مكانة اللاجئين الفلسطينيين، واستبعاد القضية من جدول أعمال المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، إذ سيصوت الكونغرس قريبا على قانونين جديدين بهذا الخصوص.
وبيّنت صحيفة عبرية مؤخرًا سعي أعضاء في الكونغرس مؤخرًا إلى بلورة مشروع قانون يقلص الدعم الأميركي المقدم لـ"أونروا" بشكل كبير عبر الاعتراف بعدد ضئيل جدًّا من الفلسطينيين لاجئين.
وبحسب ما نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، فأوصى تقرير سريّ أميركيّ باعتماد عدد مقلص جدا من الفلسطينيين لاجئين يصل إلى 40 ألف فلسطيني فقط، وهو عدد الفلسطينيين الذين ما زالوا أحياء منذ النكبة عام 48، وبينت أن لدى الكونغرس توجه باعتماد الصيغة الأميركية المشددة بالتعامل مع اللاجئين الفلسطينيين أسوة باللاجئين حول العالم، إذ سيُعتمد الفلسطينيون الذين هُجروا من ديارهم خلال النكبة دون الاعتراف بأبنائهم أو أحفادهم لاجئين.
ونقلت عن عضو كونغرس جمهوري من ولاية كولرادوا الأميركية قوله إن "مشروع القانون سيدخل إصلاحيات كبيرة في عمل أونروا، إذ لا يعترف بالفلسطينيين في القطاع لاجئين بل أفرادًا يعيشون تحت حكم منظمة إرهابية"، على حد زعمه.
ووفق أونروا فإن مليون لاجئ من أصل مليون و450 ألفًا في غزة يتلقون مساعدات من أونروا منهم 460 ألفًا ضمن الفقر المطلق (لا يستطيعون توفير وجبتي طعام في اليوم).
ويتلقى اللاجئون مساعدات غذائية من أونروا كل 3 أشهر تقريبًا تشمل سلعًا أساسية أهمها الدقيق، والحليب، والسكر، والحمص، والعدس، وزيت القلي، وغيرها.
وأنهت "أونروا" قبل أيام عمل نحو ألف موظف من موظفي ما يُعرف ببند "الطوارئ" لديها بغزة، بينما بدأ اتحاد الموظفين "نزاع عمل" وصولًا للإضراب الشامل.
وتأسّست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي: الأردن، سورية، لبنان، الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين حتى نهاية 2014 في المناطق الخمس نحو 5.9 ملايين لاجئ، حسب الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء.
أرسل تعليقك