بغداد-نجلاء الطائي
واصلت القوات العراقية المشتركة تقدمها في آخر معاقل تنظيم "داعش" في الجانب الأيمن من مدينة الموصل، والمتمثل في المنطقة القديمة. وبدأت قوات جهاز مكافحة التطرف، فجر الأربعاء، في التقدم نحو جامع النوري، ومنارة الحدباء الأثرية، ويأتي هذا في وقت أكد فيه قائد جهاز مكافحة التطرف، الفريق الركن عبد الغني الأسدي، أن منطقة واحدة تفصل القوات عن تحرير حي الفاروق بالكامل، مبينًا أن الحي هو أكبر وأهم الأحياء في المنطقة القديمة، ومؤكدًا أن القوات قتلت 300 متطرف خلال اليومين الماضيين. وقال الأسدي، في تصريحات صحافية، إن الرتلين الشمالي والجنوبي من قوات جهاز مكافحة التطرف يتقدمان نحو الأهداف المرسومة لهما، والأمور تسير وفق ما هو مخطط، مبينًا أن الرتل الشمالي يقوده الفريق سامي العارضي، والرتل الجنوبي يقوده اللواء معن السعدي، في حي الفاروق.
وأضح أن حي الفاروق هو أكبر وأهم الأحياء في المنطقة القديمة، ويضم ثلاث مناطق، وتم الانتهاء من منطقتي المشاهدة وخزرج، وتبقت منطقة الساعة، مشيرًا إلى أن حي الفاروق سيكون تحت السيطرة بالكامل، خلال الساعات المقبلة، مبينًا أن مقاومات العدو قوية جدًا، ولكنها سرعان ما تنهار وتنهزم أمام تقدم القوات العراقية. وقال: "قتلنا أكثر من 300 عنصر من عناصر التنظيم المتطرف، خلال اليومين الماضيين، وجامع النوري ضمن أهدافنا، ويبعد نحو 200 متر وله خطط خاصة لاقتحامه أو تخطيه، وستعلن في حينها"، مشيرًا إلى بدء عملية فك الحصار ونزوح المدنيين في اتجاه الممرات الآمنة، ونقلهم إلى مخيم النازحين.
وأعلنت خلية الإعلام الحربي، الأربعاء، أن قوات مكافحة التطرف والفرقة ١٦ تقدمت في اتجاه حي الفاروق، كما تقدمت قوات الشرطة الاتحادية في اتجاة رأس الجادة، وباب جديد، وبالإضافة إلى ذلك، تقدمت قوات فرقة الرد السريع هي الأخرى في اتجاه حي الشفاء، في الموصل القديمة، مبينة أن الفرقة المدرعة التاسعة تمكنت من تطهير وتفتيش المناطق المحررة في المدينة المذكورة، واقتربت قوات مكافحة التطرف من جامع النوري بمسافة 200 متر.
وقال مصدر أمني مطلع إن قوات الجهاز بدأت في التقدم نحو الهدف الأبرز في الجانب الأيمن من الموصل، وهو جامع النوري والمنارة الحدباء، وسط اشتباكات عنيفة، مبينًا أن التقدم يجري بالتزامن مع تقدم قوات أخرى من الجيش والشرطة الاتحادية نحو الأهداف المرسومة لها، في المنطقة القديمة من الجانب الأيمن للموصل. وقال ضابط في قيادة العمليات المشتركة إن قوات مكافحة التطرف والفرقة ١٦تتقدم في اتجاه حي الفاروق، فيما تقدمت قوات الشرطة الاتحادية في اتجاه رأس الجادة وباب جديد. وأضاف أن قوات فرقة الرد السريع تقدمت في اتجاه حي الشفاء، كما طهرت الفرقة المدرعة التاسعة المناطق المحررة. وأفاد مصدر أمني بأن قوات جهاز مكافحة التطرف قضت على شبكة القنص التابعة لتنظيم "داعش"، في شارع الفاروق، ضمن المدينة القديمة في الساحل الأيمن للموصل. وأشار إلى أن قوات الجهاز تبعد 100 متر عن جامع النوري الكبير ومنارة الحدباء الشهيرة.
ومن جهتها، أفادت خلية الإعلام الحربي، في بيان لها، الأربعاء، بأن طيران الجيش وجّه ضربتين جويتين أسفرتا عن تدمير سيارة تابعة لتنظيم "داعش"، وقتل ثلاثة متطرفين كانوا في داخلها، في أطراف الموصل القديمة، منوهة بتم تدمير مخزن للعتاد وقتل 10 متطرفين قرب جامع النوري.
ويذكر أن جامع النوري، أو الجامع الكبير كما يطلق عليه، يمثل قيمة رمزية كبيرة لتنظيم "داعش"، لأن منبره شهد الإعلان عن قيام ما تسمى بـ"الدولة الإسلامية في العراق والشام"، عندما اعتلاه زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، في تموز / يوليو 2014.
ونفى قائد شرطة نينوى، واثق الحمداني، وقوع هجوم في حي القاهرة، وسط الموصل. وقال، في تصريحات صحافية، إن عنصرًا في الحشد الشعبي شاهد تحركًا مريبًا، وأطلق النار عليه، مبينًا أنه موجود في حي القاهرة، وأن المدينة، وخصوصا الجانب الأيسر، هادئة وآمنة، ولا وجود لأي هجمات. وفي جنوب العراق، أصيب حارسان شخصيان لقاضي تحقيق، بينما نجا الأخير من محاولة اغتيال بانفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه، صباح الأربعاء غرب مدينة البصرة، أقصى جنوب العراق.
ونشرت الحكومة المحلية في البصرة بيانًا على موقعها الرسمي، جاء فيه أن مركبة قاضي تحقيق محكمة البصرة الثالثة، المختصة بقضايا التطرف والجريمة المنظمة في البصرة، علي عبد الأمير الكعبي، تعرضت لانفجار عبوة ناسفة قرب داره، الواقعة في حي المهندسين، غرب البصرة. وأضاف البيان أن التفجير أدى إلى إصابة شخصين من الحماية بجروح بليغة، وترك أضرارًا على المركبة. يذكر أن منزل القاضي استُهدف بعبوة صوتية محلية الصنع، في 2016.
أرسل تعليقك