الخرطوم ـ جمال إمام
رأت الخرطوم إن موقف الإدارة الأميركية حيال المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحق الرئيس السوداني عمر البشير بارتكاب إبادة وجرائم حرب في دارفور، اتسم بالاضطراب والتناقض، لاحتجاجها على "إهانة" الرئيس الأوغندي يويري موسفيني المحكمة رغم أنها غير موقعة على ميثاقها، فيما اتهمت الصين جهات خارجية بعرقلة تعاونها مع السودان ثاني أكبر شركائها في أفريقيا.
وأكد القائم بأعمال سفارة السودان في واشنطن السفير معاوية عثمان خالد أن تصريحات الخارجية الأميركية حول انسحاب السفير الأميركي وديبلوماسيين غربيين، من مراسم تنصيب الرئيس الأوغندي لتقديمه "ملاحظات سلبية" حول المحكمة الجنائية، يعبر عن "موقف أميركي مضطرب ومتناقض". وفي خطاب له في احتفالات إعادة انتخابه وجه موسفيني انتقادات حادة للمحكمة الجنائية الدولية ووصفها بأنها "حفنة من الناس لا طائل منهم لم يعد يعتمد عليهم".
وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية إليزابيث ترودو إن ممثلي بلادها وكندا ودول أوروبية غادروا مراسم تنصيب الرئيس الأوغندي في كمبالا احتجاجاً على "إهانة" موسفيني للمحكمة بحضور البشير.
وقال القائم بالأعمال السوداني في تصريحات نقلتها وكالة السودان للأنباء ان "الولايات المتحدة في الأصل ليست موقعة على الميثاق الأساسي للمحكمة ومع ذلك فهي تضع اعتباراً لشركائها الأوروبيين وتستمر في تجاهل الدول الأفريقية". واعتبر السفير السوداني أن استضافة أوغندا للرئيس البشير في كمبالا موقف شجاع ومشرف وينسجم مع المقررات الأفريقية إزاء المحكمة الجنائية الدولية. وتابع: "المحكمة الجنائية الدولية تهاوت أركانها ولم يعد لها الكثير الذي يبرر مشروعية بقائها إذ انفضت من حولها الدول التي أنشئت من أجلها وهي الدول الأفريقية".
من جهة أخرى، قال تشانغ منيغ نائب وزير الخارجية الصيني إن التعاون الاقتصادي والتجاري بين بلاده والسودان يواجه "عقبات خارجية"، تسعى بكين الى إزالتها. والتأم في الخرطوم، الاثنين، الاجتماع السابع للجنة التشاور السياسي بين السودان والصين، لمناقشة القضايا المشتركة بين البلدين والملفات الاقليمية. وأكد منيغ أن العلاقات بين الخرطوم وبكين في أفضل حالاتها على رغم وجود عقبات ومشكلات تعترض التعاون الاقتصادي والتجاري، نتيجة لعوامل خارجية، مؤكداً عزم بلاده على إزالتها. وأوضح أن المشاورات تناولت الأوضاع في دول الجوار السوداني وان السودان طرح المجهودات التي يبذلها في سبيل إستعادة السلم والإستقرار في كل من جنوب السودان وليبيا ومنطقة القرن الأفريقي.
أرسل تعليقك