شهدت الحدود اليمنية السعودية في الفترة الأخيرة تصعيدًا عسكريًا لافتًا، لاسيما بعد فشل المشاورات اليمنية في الكويت، في بداية اغسطس/اب من العام الجاري، وسقط حوالي 19مدنياً وأصيب 43 آخرين في المحافظات السعودية إثر قذائف الحوثيين، كما قتل عدد من ضباط وجنود الجيش السعودي في اغسطس اب/2016.
وفي ذات الشهر، ضرب صاروخ اطلقته قوات الرئيس اليمني السابق علي صالح والحوثيين ،محطة كهرباء في نجران السعودية وهو اول استهداف للبنى التحتيه تعلن عنه المملكة العربية السعودية ما يوضح حجم تغيير موازين الصراع.
وتصاعدت العمليات العسكرية على الحدود اليمنية السعودية، بعد انهيار هدنة قادها زعماء قبليون في مارس/ آذار هذا العام، بين المملكة من جهة، والحوثيين وقوات صالح، من جهة أخرى. وانهارت الهدنة في منذ منتصف يوليو/ تموز من العام الجاري، وتعد هذه أكبر خسائر مدنية للسعودية منذ إعلان التدخل العسكري في اليمن.
واطلقت قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والحوثيين اول صاروخ على الاراضي السعودية في ٦يونيو /حزيران ٢٠١٥،بعد ثلاثة اشهر من الحرب، حيث اطلقت القوات الموالية للرئيس السابق والحوثيين صاروخ "سكود" على قاعدة "خميس مشيط" وقالت السلطات السعودية انها اعترضت الصاروخ ،وتزامن اطلاق الصاروخ مع هجمات على مواقع الجيش السعودي سقط على اثرها ضابط سعودي ،يواصل الحوثيون ومعهم قوات الرئيس السابق، شن هجمات باليستية وبرية على الجيش السعودي وكان اخر صاروخ "سكود" اطلق على السعودية من هذا النوع في ١٢ سبتمبر/ ايلول /٢٠١٦.
وطوَّرت القوات التابعة للرئيس السابق علي صالح والحوثيين صواريخ خلال فترة الحرب كان اخرها بركان ١، ويعد من طراز "سكود"، تم تطويره وتعديله ليصل مداه إلى أبعد من 800 كلم". ويبلغ طول الصاروخ 12.5 مترًا، وقطره 88 سم، فيما يحمل رأساً حربياً وزنه نصف طن، وبقدرة تدمير شديدة ووزنة الاجمالي ٨طن،وفقاً لإعلان القوة الصاروخية.
وكشفت القوة الصاروخية التابعة للرئيس السابق والحوثيين في وقت سابق عن صاروخ باليستي اطلقوا عليه اسم قاهر١، وهو صاروخ أرض أرض روسي الصنع "سام 2" تم تطويره وتعديله محليًا ليصبح صاروخ أرض أرض، ويعمل على مرحلتين بالوقود الصلب والسائل، ويبلغ طولة١١مترًا ووزنه٢طن، فيما يصل مداه إلى ( 250) كيلو متر.
وفي هذا السياق،اشار العقيد اليمني احمد الوصابي،ان المعارك الحدودية في، اغسطس اب/٢٠١٦،شهدت نقله نوعية ووصلت قذائف الحوثيين وصواريخهم المعدلة الى الاراضي السعودية ملحقه اضرارًا بالبنى التحتية وخسائر مدنية هي الاكبر منذ اندلاع الحرب،كما لحقت بالمملكة العربية السعودية خسائر عسكرية اكبر من اي وقت مضى.
وقال الوصابي،ان المقذوفات عبارة عن قذائف مدفعية وصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون والصواريخ الصغيرة في الحجم والمدى وصواريخ جراد وهذه الصواريخ والمقذوفات تمتاز بأمكانية تنقلها بخفة دون الحاجة الى عربات او سيارات اضافة الى سهولة استخدامها واخفائها مما يسهل عملية المناورة بها والتوغل في اراضي السعودية واخفائها في الاودية وبين الاشجار او دفنها الى حين حاجتها والسعودية تعجز عن تأمين حدودها واراضيها من هذه المقذوفات لأسباب كثيرة وهي عدم قدرة صواريخ باتريوت الاعتراضية على صد هذه المقذوفات صعوبة كشف مواقعها من قبل طيران الاستطلاع السعودي .
واضاف" تستطيع السعودية تأمين اراضيها بوضع فرق استطلاعية في اماكن الجبلية والاودية والاشجار التي تؤمن توغل آمن للحوثيين الى داخل الاراضي السعودية ويتطلب ذلك قوة بشرية كبيرة لأتساع هذه الاراضي مما يؤدي الى اهمال الجيش السعودي لهذا الجانب خاصة انه في جانب العمليات العسكرية ولا يتم فيه تحقيق مكاسب كبيرة على الارض لصالح الحوثيين لمحدودية نتائجها التدميرية في البنية التحتية او البشرية".
ولفت الى ان قوات الحوثيين والجيش اليمني الموالي للرئيس السابق ، في حال تمكنت من التسلل الى اطراف المدن السعودية، فذلك سيصعب على السعودية مواجهتهم كونهم يمتلكون قدرات عسكرية برية متفوقة من حيث التدريب والتسلل والتخفي وسرعة التنقل.
واكد الوصابي،ان السعودية في حال أرادت تامين مدنها فيجب عليها التوغل بمسافة عشرة كيلو داخل الاراضي اليمنية التي يتم من خلالها التسلل للحدود وهي حجة وصعدة،لافتاً ان عشرة كيلو كافية لتامين المدن السعودية من المقذوفات والصواريخ المعدلة لاسيما وان السعودية اخلت القرى الحدودية القريبة،مستبعداً بالوقت نفسه اقدام السعودية على هذه الخطوة لأسباب اتساع الحدود وايضا لعدم تقبل القبائل اليمنية هذا الامر مما يؤدي الى انعكاسات في المواجه مع القبائل اليمنية في نطاق التوغل ولصعوبة التضاريس.
وحول الصواريخ، لفت العقيد الوصابي،انه بعد ١٨شهر من الحرب والغارات ،لازالت القوات الموالية للرئيس السابق صالح والحوثيين تطلق صواريخ باليستية وتطور صواريخ وتحركها بحرية مايوضح حجم الفشل الاستخباراتي لدى التحالف والجيش الموالي للرئيس هادي،منوهاً ان الجيش اليمني في عهد الرئيس سابق علي عبداللة صالح،كان يمتلك خبراء صواريخ من دول عدة كما حرص صالح على تاهيل ضباط الحرس الجمهوري في قطاع الصواريخ تاهيل جيد ووضع حساب الحرب بكل اشكالها ومستوياتها وذلك ماساعد بشكل كبير على اخفاء الصواريخ وتطوير اخرى وتخزينها باماكن لاتصل اليها الضربات الجوية ،مؤكداً ان اعلان المتحدث باسم التحالف احمد عسيري في ١٩نيسان/ابريل/٢٠١٥،عن تدمير الصواريخ الباليستية في اليمن يوضح مدى الاخفاق الاستخباراتي للتحالف ففي حين اعلن عسيري تدمير الصواريخ كانت القوات الموالية للحوثيين والرئيس السابق لم تطلق اي صاروخ بعد .
من جانبة،اوضح الجندي حمدي الاهدل وهو أحد المرابطين في جبهة حرض الحدودية بمحافظة حجة، ان نجاح تسلل قوات الحرس الجمهوري والحوثيين الى مواقع عسكرية سعودية وتدمير اليات وقتل جنود ووصول مقذوفات الى المدن السعودية امر وارد في الحرب،مشيراً ان الحوثيين يتسللون كافراد ومعهم عتاد عسكري وبشكل متخفي وينفذون هجمات ضد الجيش السعودي وبحال سيطروا على اي موقع عسكري تقوم مروحيات الاباتشي بتصفيتهم ولاتستمر السيطرة ويقتل معظم المهاجمين ويكون المكسب بالسيطرة موقت فيما يعد المكسب الفعلي هو بحال سقط ضباط او جنود من الجيش السعودي بالهجوم .
وقال الاهدل إن "الخطر الحقيقي بالنسبة للسعودية هو المقذوفات والصواريخ الباليستية اما بالنسبة للهجمات البرية فالسعودية دخلت الحرب وهي متحسبة لجميع المخاطر الحدودية والهجمات ولكن المقذوفات لاتستطيع الدفاعات الصاروخية التصدي لها وهذا يمثل نوعاً ما قلق للسعودية لاسيما وان المقذوفات وصلت الى مدن وتسببت بخسائر مدنية"
أرسل تعليقك