بغداد-نجلاء الطائي
أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي في مؤتمر القمة العربية أن العراق الذي كان ممزقا وثلث مساحة أراضيه تحت سيطرة عناصر "داعش" المتطرفة قد تحرر وانتصر، مشير إلى أن العراق دفع ثمنا باهظا بسبب خطابات الكراهية والتحريض الطائفي. وقال العبادي في كلمته بمؤتمر القمة العربية المنعقد في العاصمة الأردنية عمّان الأربعاء "تأتي أهمية هذا المؤتمر من خطورة وحساسية الظروف الراهنة التي تواجه دولنا والتحديات المتطرفة الوجودية التي تتطلب منا التعاون".
وأضاف "علينا جميعا أن نتحمل المسؤولية واتخاذ القرارات اللازمة لإنهاء معاناة شعوبنا التي تعيش في ظل النزاعات والحروب والنزوح والفقر والجوع"، مؤكدا أن "الإرهاب لا يستثني أية دولة، ولذلك يجب التعاون وبذل كل الجهود من أجل الحفاظ على وحدة دولنا وشعوبنا من التفكك والضياع، ومنع التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية". وتابع العبادي "أننا نعتبر أن الأمن حالة واحدة لا تتجزأ ولا يمكن أن تعيش أي دولة آمنة بمفردها، وسعادتنا بتحرير أرضنا وطرد "داعش" لا تكتمل إلاّ بهزيمة الإرهاب في كل دولة عربية تواجه هذا الخطر".
وأوضح أن "جامعة الدول العربية هي التي تجمعنا بمواثيقها التي قامت عليها ومنها العمل على مبدأ حفظ وصيانة استقلال دولنا، وعدم التدخل في شؤونها، إلى جانب السعي لتوثيق التعاون بين دولنا في المجالات السياسية والاقتصادية الاجتماعية". وأكد "أننا ندعو إلى التوجه نحو تحقيق الاستقرار، كهدف استراتيجي وإنهاء الخلافات والنزاعات الجانبية والتفكير بملايين المواطنين الأبرياء النازحين والمهاجرين والمشردين من مختلف الدول العربية، والذين يموتون غرقا عبر المحيطات وهم يفرون من جحيم الاقتتال الداخلي".
ونوّه العبادي إلى أن "ثروات أمتنا يجب أن توجه للبناء والإعمار واستخدام التكنولوجيا المتطورة والعمل على بناء شبكة علاقات اقتصادية وتجارية واسعة ورفع المستوى المعيشي، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والبيئية وللقضاء على الفقر والجوع والتخلف".
ولفت إلى أنه "لا بدّ من الاهتمام بمشاكل الشباب والعمل بجد على إطلاق مشاريع عربية فعالة لتطوير قدراتهم والاستفادة من طاقاتهم في جميع المجالات". ودعا إلى "موقف عربي موحد تجاه أي تجاوز على السيادة الوطنية للعراق أو أية دولة عربية، وعدم السماح به واعتبار ذلك خطاً أحمر في علاقاتنا مع الدول، وأن تكون علاقاتنا مع جميع الدول مبنية على الثقة وعدم التدخل واحترام السيادة والتعاون وتبادل المصالح".
وقال العبادي إن " العراق دولة موحدة أكثر من أي وقت مضى ولولا هذه الوحدة والتماسك لما استطعنا تحرير اراضينا والحاق اكبر هزيمة بعناصر "داعش" المجرمة ". وأشار إلى أن العراق، " كان ممزقا وثلث مساحة أراضيه تحت سيطرة "داعش"، قد تحرر وانتصر، وقد أوفينا لشعبنا بما تعهدنا به في تحرير كامل مدنه وأراضيه من "داعش"، وبين العبادي أن " "داعش" قامت بعملية خداع كبرى حين ادعى زورا وكذبا الدفاع عن أهل السنّة لكنه في الحقيقة قتل الشيعة والسنة والمسيحيين والايزيديين والعرب والكرد والتركمان، وجرائمه شملت كل الطيف العراقي وتدمير للآثار والمساجد والكنائس". وأبرز أن " عناصر "داعش" هي مشروع تخريبي لتفكيك دولنا ومجتمعاتنا ".
وشدّد " لقد دفعنا ثمنا باهظا بسبب خطابات الكراهية والتحريض الطائفي، ومانطلبه من إخوتنا العرب أن يساعدونا في القضاء على خطاب التمييز والكراهية وأن يكون الخطاب والإعلام داعما لوحدة شعوبنا وليس مفرّقا ومحرضا على القتل والتدمير". وأكد "نحن نواجه التطرف الذي يستهدف المدنيين بالسيارات المفخخة والانتحاريين، وعصابات الجريمة المنظمة التي تخرق القانون، ونواجه الفساد الاداري والمالي، ولانفرق بين التطرف والفساد والجريمة المنظمة فبعضهما يكمل الآخر، وجميع ذلك يمثل عدوا وتحديا مشتركا". وأشار العبادي إلى أن "العراق مقبل على مرحلة جديدة بعد القضاء على "داعش" وطردها خارج حدودنا، وهي مرحلة لا تخص العراق وحده وإنما تشمل جميع الدول العربية، التي يجب أن تتعاون وتوحد جهودها وتتبادل المعلومات الاستخبارية لمنع عودة عناصر "داعش" أو انتشارها في دول أخرى" .
أرسل تعليقك