معارك في الخرطوم عشية العيد مع تجاهل الدعوات للهدنة
آخر تحديث GMT03:02:48
 العرب اليوم -

معارك في الخرطوم عشية العيد مع تجاهل الدعوات للهدنة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - معارك في الخرطوم عشية العيد مع تجاهل الدعوات للهدنة

معارك في الخرطوم
الخرطوم - العرب اليوم

استمر إطلاق النار ودوي الانفجارات في السودان، أمس، عشية عيد الفطر في الخرطوم بينما يحاول المجتمع الدولي انتزاع وقف لإطلاق النار من قائدي الجيش وقوات «الدعم السريع» في نزاعهما المسلح داخل العاصمة الخرطوم ومدن أخرى في أنحاء البلاد. وتواصل تركز القتال حول مواقع استراتيجية في العاصمة، أهمها مقر قيادة الجيش والقصر الرئاسي ومطار الخرطوم الرئيسي ومقر التلفزيون القومي. منذ تحول النزاع على السلطة الكامن منذ أسابيع بين الفريقين إلى معركة ضارية السبت، يبدو الوضع ملتبساً للسودانيين البالغ عددهم 45 مليون نسمة. ولا يكف الطرفان عن إطلاق وعود بهدنات لم تتحقق. ودوت الانفجارات مجدداً أمس الخميس في الخرطوم وفي الأبيض على بعد 350 كيلومتراً جنوب العاصمة.

وأكد شهود تحليقاً كثيفاً للطيران الحربي في سماء الخرطوم بحري، أمس، فيما استخدمت قوات من الدعم السريع مضادات أرضية ضد طائرات الجيش في الخرطوم. كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، بمدينة الأبيض مركز ولاية شمال كردفان (وسط). وأبلغ شهود عيان «الأناضول» أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في السوق الكبيرة بالمدينة، ومحيط الفرقة الخامسة مشاة التابعة للجيش. وأوضح أن «قوة كبيرة من الدعم السريع دخلت مدينة الأبيض واشتبكت مع الجيش».

ودوت الانفجارات وسمعت في مناطق مختلفة من العاصمة الخرطوم، وتحديداً حول مقر القيادة العامة للقوات المسلحة. وتصاعدت ألسنة الدخان واللهب في محيط القيادة العامة بالخرطوم بعد سماع دوي انفجارات، فيما تم سماع دوي قذائف وتبادل لإطلاق النار في محيط المنطقة. هذا وبعد مضي ساعات قليلة على بدء سريان هدنة هشة في السودان، تعالت أصوات دوي الرصاص، واشتعلت نيران المواجهة بيت الطرفين أمس الخميس.

وفي المدينة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 7 ملايين نسمة، تسرع العائلات بالخروج إلى الطرق والفرار هرباً من الغارات الجوية والرشقات النارية والمعارك في الشوارع التي أودت بحياة أكثر من مئات المدنيين منذ السبت وتتركز في الخرطوم ودارفور في الغرب. ويقول أحد النازحين الذين فروا من العاصمة بحثاً عن مكان أكثر أماناً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «رائحة الموت والجثامين تخيم على بعض أحياء وسط العاصمة». وروى فار آخر من الخرطوم، نازك عبد الله (38 سنة) قائلاً: «في الرابعة والنصف صباحاً أيقظنا دوي القصف الجوي. أغلقنا كل الأبواب والنوافذ خشية من الأعيرة الطائشة».

على بعد عشرات الكيلومترات من العاصمة، تستمر الحياة بشكل طبيعي وتفتح المنازل لاستقبال النازحين الذين يصلون في حالة صدمة، بسياراتهم أو مشياً لساعات على الأقدام مع ارتفاع سعر البنزين إلى عشرة دولارات لليتر الواحد في أحد أفقر بلدان العالم. وللوصول إلى مكان آمن، خضع هؤلاء لأسئلة وتفتيش رجال متمركزين على نقاط مراقبة لقوات الدعم السريع التابعة للفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم «حميدتي» والجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش. وكان عليهم خصوصاً التقدم في مسيرتهم وسط جثث على أطراف الطريق ومدرعات وآليات صغيرة متفحمة بعد احتراقها في المعارك بالأسلحة الثقيلة، وتجنب أخطر المناطق التي تتصاعد منها أعمدة الدخان الأسود الكثيفة.

في الشوارع المليئة بالركام، من المستحيل معرفة من الذي يسيطر فعلياً على مؤسسات البلاد. ويطلق كل من الجانبين إعلانات عن انتصارات واتهامات للطرف الآخر. لكن لا أحد يستطيع التحقق مما يتم تداوله على الشبكات الاجتماعية. وذكر أطباء شهود أن سلاح الجو يستهدف قواعد ومواقع قوات الدعم السريع المنتشرة في المناطق المأهولة بالخرطوم. وقالت نقابة أطباء السودان المستقلة إنه خلال خمسة أيام «توقف عن الخدمة سبعون في المائة من 74 مستشفى في الخرطوم والمناطق المتضررة من القتال»، لأنها تعاني من نقص الإمدادات الطبية والكوادر أو بسبب سيطرة مقاتلين عليها وطردهم المسعفين والجرحى. واضطرت معظم المنظمات الإنسانية إلى تعليق مساعداتها وهي أساسية في بلد يعاني فيه أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص من الجوع في الأوقات العادية.

ومنذ السبت في الخرطوم، استنفد عدد كبير من العائلات مؤنها الأخيرة، وتتساءل متى ستتمكن شاحنات الإمداد من دخول المدينة؟

وقتل ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي في دارفور في بداية القتال، ولم تعد الأمم المتحدة تحصي عمليات «النهب والهجمات» على مخزونها وموظفيها، وتدين «العنف ضد العاملين في المجال الإنساني». وبات على سكان الخرطوم اختيار أحد شرين: إما البقاء في مدينة اختفت منها الكهرباء والمياه الجارية ويمكن في أي لحظة أن تخترق رصاصة طائشة جداراً أو نافذة، أو الرحيل وسط إطلاق النار وتوقع أن يتم الاستيلاء على منازلهم وينهب كل ما لم يتمكنوا من حمله. ويأتي ذلك بينما لم ينس السودانيون المعارك والفظائع التي كلفت الرئيس المعزول عمر البشير الذي أطيح به في 2019، مذكرتي توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب «جرائم حرب» و«جرائم ضد الإنسانية» و«إبادة جماعية» في دارفور.

وأفادت أنباء باندلاع حريق بمتجر أسلحة امتد بدوره إلى مبانٍ سكنية في منطقة «الخرطوم 2»، فيما سُمعت نداءات استغاثة من سكان المنطقة بعد اندلاع الحريق بسبب الاشتباكات. وقبلها، أفاد مسؤول في قوى الحرية والتغيير، بأن الهدنة فاشلة حتى الآن، ولن تصمد. وأضاف في مداخلة مع «العربية» و«الحدث»، أن الاتفاق الإطاري هو السبب فيما يحدث، مشدداً على عدم اعتقاده بأن العودة لحوار سياسي حالياً باتت ممكنة.

جاء ذلك بعدما بدأ الطرفان تبادل الاتهامات بخرق الهدنة ليقذف كل منهما كرة الاتهام في ملعب الآخر، رغم الجهود الأممية والدولية المكثفة والدعوات للالتزام بها. فقد اتهمت قيادة قوات الشرطة السودانية الدعم السريع بخرق الهدنة بعيد بدئها، موضحة أن الأخيرة أدخلت مسلحين إلى وزارة الداخلية وإدارة شرطة المرور. كما نفى الجيش السوداني مسؤوليته عن خرق الهدنة الهشة، مؤكداً في بيان أن قوات الدعم السريع لم تلتزم بها. كذلك اتهمها بشن هجمات على مواقع استراتيجية من محيط المطار ومبنى القيادة العامة. بالمقابل، وجّهت قوات الدعم السريع اتهامات مماثلة لقوات الجيش، مؤكدة أن الأخيرة خالفت القانون الدولي الإنساني، وقواعد الاشتباك، وخرقت الهدنة المتفق عليها بوساطة دولية.

قد يهمك ايضاً

بلينكن يتصل بالبرهان وحميدتي للوصول إلى هدنة في السودان

الانفجارات تهزّ الخرطوم رغم الهدنة المقترحة خلال عيد الفطر والمساجد تُعلن إلغاء صلاة العيد

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معارك في الخرطوم عشية العيد مع تجاهل الدعوات للهدنة معارك في الخرطوم عشية العيد مع تجاهل الدعوات للهدنة



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab