البرهان يلمّح لانتخابات مبكرة حال فشل توافق القوى السياسية
آخر تحديث GMT05:41:57
 العرب اليوم -

البرهان يلمّح لانتخابات مبكرة حال فشل توافق القوى السياسية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - البرهان يلمّح لانتخابات مبكرة حال فشل توافق القوى السياسية

الفريق عبد الفتاح البرهان،
الخرطوم _ العرب اليوم

لمح رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، إلى إجراء انتخابات مبكرة إذا فشلت القوى السياسية في التوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة مدنية انتقالية «لا تقصي أحداً». وأكد البرهان التزام القوات المسلحة بـ«الانحياز لخيارات الشعب والوفاء والاستجابة لتطلعاته في نظام ديمقراطي وحكومة مدنية منتخبة لمواجهة الأوضاع السياسية والاقتصادية وحالة التشرذم والتمزق التي تعيشها البلاد».
وقال البرهان في كلمة بمدينة شندي الشمالية، بمناسبة العيد 68 لتأسيس القوات المسلحة، إن «القوات المسلحة ستظل وفية للشعب»، وتنحاز لخياراته الوطنية، وتستجيب لتطلعاته المشروعة نحو نظام حكم ديمقراطي تحت ظل حكومة مدنية منتخبة يجمع عليها أهل السودان. ورهن البرهان خروج القوات المسلحة من العمل السياسي والتفرغ لتأمين البلاد «من كل معتد ومتربص»، بتحمل القوى السياسية الوطنية لمسؤوليتها، والتوافق والتعاون دون إقصاء لإخراج البلاد من الأزمة الحالية، قائلاً: «أوضاع البلاد لا تحتمل المزيد من التمزق والتشرذم والتجاذبات السياسية، وإن الوقت يتسرب سريعاً بينما ينتظر الشعب الحلول الناجعة للأزمات التي يعيشها».
وأشار البرهان إلى أن الحلول للمشاكل التي تواجه البلاد لن تأتي إلاّ في ظل حكومة يتفق عليها الجميع، «حكومة لا تقصي أحداً» أو الذهاب للانتخابات، مبدياً ترحيبه بما أطلق عليه «العديد من المبادرات الوطنية الرامية لإيجاد صيغة توافقية تجمع على رؤية وطنية تكمل فترة الانتقال وتمهد لانتخابات يفوض فيها الشعب من يحكمه». وأكد قائد الجيش على حيادية القوات المسلحة، بعدم الانحياز لأي طرف بعينه، بل إنها «تنحاز لخيارات الشعب وتضع تحقيق شعارات ثورة ديسمبر (كانون الأول) نصب أعينها».
لكن أطرافاً من المعارضة اعتبرت خطاب البرهان تراجعاً عن تعهده السابق بالخروج من العملية السياسية. وكان البرهان قد أعلن في 4 يوليو (تموز) الماضي، انسحاب المؤسسة العسكرية من السياسة وإفساح المجال للقوى السياسية لتشكيل حكومة مدنية، وذلك بعد أسابيع قليلة من انخراطه في مفاوضات مع تحالف «الحرية والتغيير» بوساطة أميركية سعودية، مشترطاً توافق القوى السياسية على حكومة كفاءات وطنية تتولى السلطة، وتكوين مجلس أعلى للقوات المسلحة.
غير أن مصادر في تحالف «الحرية والتغيير» المعارض أشارت إلى أن شرط البرهان بتوافق جميع القوى السياسية «شرط تعجيزي لأنه يسعى إلى ضم أنصار البشير من الإخوان المسلمين والأحزاب الموالية له، وتلك التي انتفعت من نظامه، لطمس أهداف القوى المدنية التي قامت بثورة ديسمبر 2018 والمطالبة بالحكم المدني وابتعاد الجيش عن السياسية». وأضافوا أن البرهان «كان يعلم سلفاً أن التقاء هاتين المجموعتين يستحيل أن يحدث، وهو يعوّل على ذلك للقفز إلى انتخابات مبكرة تعيد أنصار البشير إلى السلطة عبر انتخابات مبكرة مشكوك في نزاهتها». وأشار عدد من قيادات «الحرية والتغيير» إلى أن البرهان قد أعاد، منذ تولي الجيش السلطة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعداداً كبيرة من حزب البشير إلى مراكز السلطة في الخدمة المدنية وفي القضاء.
ويأتي خطاب البرهان في شندي متزامناً مع إعلان توصيات مبادرة «المائدة المستديرة» بزعامة رجل الدين الصوفي الطيب الجد ود بدر، والتي أطلق عليها «مبادرة أهل السودان»، وقاطعتها قوى سياسية وأهلية ودينية عديدة، من بينها تحالف المعارضة الرئيسي «الحرية والتغيير» والحركات الموقعة على اتفاق السلام، وقوى مشاركة في الحكومة بأسماء مختلفة، بينهم حلفاء العسكريين في الحكومة الحالية، بجانب حزب «المؤتمر الشعبي»، الذي أسسه زعيم الإسلاميين الراحل حسن الترابي بعد اختلافه مع البشير، فضلاً عن مجموعات صوفية رأت فيها محاولة للالتفاف على «ثورة ديسمبر» 2018. وإعادة رموز الإسلاميين وشركاء الرئيس المعزول عمر البشير للحكم «من البوابة الخلفية».
وراج في وسائل التواصل الاجتماعي وتصريحات لقوى المعارضة، وصفت ما أطلق عليها «المائدة المستديرة» بأنها «مدعومة من قادة الجيش بمن فيهم البرهان»، وأن الدعوات للمشاركة فيها تمت عبر وسائل الإعلام الرسمية التي غطتها بكثافة، بل وجه «جهاز الإعلام الخارجي» التابع لوزارة الإعلام الدعوة لوسائل الإعلام الأجنبية العاملة في السودان للتغطية، وهي سابقة لم يقدمها الإعلام الخارجي لمبادرات مشابهة نظمتها قوى أخرى على خلاف مع العسكريين.
ودعت «مبادرة أهل السودان» في ختام اجتماعاتها، إلى ما أطلق عليه «الوفاق الوطني» وإلى شراكة مع العسكريين، ونقلت فضائية سودانية عن رئيس المبادرة قوله إن مبادرته مدعومة من الجيش وقوات الأمن الأخرى. واعتبرت المعارضة مبادرة الزعيم الصوفي محاولة لتسويق رموز الإخوان المسلمين والأحزاب التي شاركتهم الحكم، ونقلت «سودان تربيون» عن المتحدث باسم تحالف «قوى الحرية والتغيير» جعفر حسن، وصفه للمبادرة بـ«محاولة من الحكم العسكري ورموز النظام السابق لخداع المجتمع الدولي عبر كلمة أهل السودان»، واعتبر أن المبادرة ولدت ميتة، قائلاً إنها «مخطط للنظام السابق وقادة الجيش».
كما عد القيادي في التحالف وجدي صالح، المبادرة «امتداداً لذات السيناريو والكتاب الذي قرأ منه الرئيس المعزول عمر البشير وقادة نظامه»، مضيفاً: «أن القوى التي شاركت في المؤتمر هي التي أسقطتها الثورة، وهي بمثابة تزييف للحقائق». وشوهد عدد من رموز نظام الرئيس السابق عمر البشير ووزرائه يتصدرون جلسات «المائدة المستديرة»، وعدد من قيادات الأحزاب التي شاركته الحكم حتى سقوطه، أبرزهم وزير الداخلية والإعلام الأسبق أحمد بلال، ووزير الصحة الأسبق بحر أبو قردة، ونائب رئيس الوزراء الأسبق مبارك الفاضل المهدي.
ولم ينف رئيس المبادرة الزعيم الصوفي الطيب الجد ود بدر، في حوار بثته فضائية سودانية، انتماءه لحزب «المؤتمر الوطني»، بل زعم أن «كل السودانيين مؤتمر وطني»، فيما تداولت تقارير صحافية محلية معلومات عن انتمائه لتنظيم الإخوان المسلمين، واتهمته بتسخير الطائفة الصوفية لخدمة تنظيم «الإخوان المسلمين».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

المبعوث الأميركي للسودان يلتقي الفريق عبد الفتاح البرهان

 

جوبا تحتضن الجلسة الافتتاحية للمفاوضات السودانية المباشرة حول "السلام"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البرهان يلمّح لانتخابات مبكرة حال فشل توافق القوى السياسية البرهان يلمّح لانتخابات مبكرة حال فشل توافق القوى السياسية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab