تونس -العرب اليوم
أعلنت السلطات الإيطالية غرق 41 مهاجراً غير شرعي انطلقوا من السواحل التونسية، بعد غرق السفينة التي كانت تُقلّهم الليلة الماضية قبالة جزيرة لامبيدوسا الإيطالية. من جانبها قالت وكالة «أنسا» الإيطالية إن 4 مهاجرين فقط نجوا من الحادث، وأبلغوا رجال الإنقاذ أنهم كانوا على متن قارب يحمل 45 شخصاً، انطلق من مدينة صفاقس جنوب تونس الأسبوع الماضي.
ومن بين المفقودين، بحسب بيان للأمم المتحدة، اليوم (الأربعاء)، 3 أطفال، نقلاً عن أربعة ناجين نُقلوا إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية.وأسفت وكالات الأمم المتحدة للاجئين والأطفال (يونيسف) والهجرة (المنظمة الدولية للهجرة)، في بيان مشترك، لحادث «الغرق الرهيب الذي وقع في البحر المتوسط». وقال البيان: «انقلب القارب المصنوع من حديد» في ظل «ظروف جوية عاصفة تزيد من خطورة عمليات العبور بهذه القوارب الحديدية الصغيرة، وغير المناسبة للإبحار أصلا».
وتابعت الوكالات الثلاث في بيانها: «هذا يدل على انعدام ضمائر المتاجرين بالبشر، إذ إنهم بهذه الطريقة يعرّضون المهاجرين واللاجئين لخطر مرتفع بالموت في البحر». وتظهر الأرقام التي جمعتها الأمم المتحدة أن أكثر من 1800 شخص لقوا حتفهم منذ يناير (كانون الثاني) الماضي في غرق مراكب وسط البحر المتوسط، الذي يعد أخطر مسار للهجرة في العالم، وهو رقم يناهز تقريباً ضعف عدد العام الماضي. والأحد الماضي، أفادت المنظمة الدولية للهجرة بفقدان 30 شخصاً على الأقل، إثر غرق قاربين ينقلان مهاجرين قبالة سواحل جزيرة لامبيدوسا. وأنقذت سفينة تجارية الناجين الأربعة؛ وهم قاصر يبلغ 13 عاماً غير مصحوب بذويه وامرأة ورجلان، ورست اليوم (الأربعاء) في جزيرة لامبيدوسا الإيطالية الصغيرة الواقعة بين تونس وصقلية، التي أصبحت بسبب موقعها البوابة المفضلة للمهاجرين المتجهين إلى أوروبا.
وقال الناجون الأربعة، وهم من غينيا وساحل العاج، إنهم نجوا بعدما طفوا على إطارات مطاطية قبل أن ينقلوا إلى سفينة، وفق الصليب الأحمر الإيطالي الذي يدير مركز استقبال المهاجرين في لامبيدوسا. من جهتها، أفادت وكالة الحدود الأوروبية، التابعة للاتحاد الأوروبي (فرونتكس)، بأن إحدى طائراتها رصدت صباح الثلاثاء «مركباً حديدياً على متنه أربعة أشخاص» في المياه الخاضعة للسلطة الليبية. وإذ كان القارب «ينجرف» أطلقت «فرونتكس» تنبيهاً، وأنقذت سفينة تجارية الركاب الأربعة وسلّمتهم إلى خفر السواحل الإيطاليين.
من جهته، أوضح الصليب الأحمر أن القارب الذي يبلغ طوله 7 أمتار انقلب جراء موجة عاتية قذفت جميع ركابه في البحر، ورغم أن 15 منهم كانوا يرتدون سترات نجاة، فقد غرقوا على الأرجح. وفي مواجهة هذه المأساة، أعادت الوكالات في بيانها «تأكيد الحاجة إلى آليات بحث وإنقاذ منسّقة، وطلبت من الدول مجدداً زيادة الموارد والقدرات للوفاء بمسؤولياتها بشكل فعال».وفي تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، قال الناطق باسم منظمة الهجرة الدولية، فلافيو دي جياكومو: «البحر هائج للغاية (...) وإرسال مهاجرين في هذا البحر يعد جريمة. المتاجرون بالبشر منعدمو الضمير فعلاً»، مضيفاً أن القوارب التي تستخدم لنقل المهاجرين «هي الأكثر هشاشة التي رأيتها في وسط البحر المتوسط.
لكنّ المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى مضطرون لاستخدام هذه القوارب منخفضة التكلفة، التي تتعطل بعد 20 إلى 30 ساعة من الإبحار. ومع ظروف مماثلة، ينقلب هذا النوع من القوارب بسهولة». وبالتالي «من المرجح أن يكون عدد حوادث غرق القوارب أكثر مما نعرفه»، بحسب دي جياكومو، وهي فرضية تدعمها زيادة عدد الجثث، التي عُثر عليها في البحر على طريق الهجرة بين تونس وإيطاليا. ووصل نحو 94 ألف مهاجر إلى السواحل الإيطالية منذ بداية العام، أي أكثر من ضعف العدد المسجّل في الفترة نفسها من العام الماضي، وفق الأرقام التي نشرتها وزارة الداخلية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك